مغاربة إيطاليا و اشكالية المواعيد الاليكترونية بالقنصليات العامة للمملكة بإيطاليا

بحر الدين

لست اليوم أكتب عن معاناة مغاربة العالم لتحقيق حلمهم بمعانقة الوطن بسبب هستيريا أسعار الطائرات و البواخر التي تلهب جيوب كل الطبقات لأنها فعلا بارقام تفوق الخيال وكأن وسائل المواصلات هذه تريد و بسرعة تعويض خسائرها التي تسببت فيها جائحة كورونا دون اعتبار لغياب الجالية بسبب نفس الازمة لعامين متتاليين مما يعني الرغبة الأكيدة لزيارة الوطن هذا العام 

و أنا هنا اترك تعبيرات المغاربة التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي في انتظار تدخل ملكي رؤوف كالذي عودهم إياه صاحب الجلالة حفظه الله في مثل هذه الظروف في حالة لم تستح هذه المؤسسات و تسعى لمنطقة الأسعار و تخفيضها  لأن الازمة أثرت في الجالية كما المؤسسات الاقتصادية المعنية .

و انتقل الى صلب الموضوع حيث توصلت اخبارنا الجالية  بالعديد من الشكايات في منطقتي بالبييمونتي بشمال إيطاليا حيث توجد القنصلية المغربية العامة بطورينو و التي تقوم على ادارتها و تسيير شؤونها القنصل الأستاذة ليلى النهاري التي و منذ وصولها إلى طورينو اختارت سياسة القرب و مواجهة الصعاب و الانصات لكل أصوات الجالية و ممثليها من الفاعلين الجمعويين وهم قلة( رغم ضوضاء الجمعيات) الذين يساهمون فعلا في حلحلة مشاكل الجالية و القيام بواجبها في الوساطة بينها و بين السلطات المغربية القنصلية او الادارات الإيطالية

ولعل الموضوع الذي تضج به الساحة اليوم هو شكايات متعددة من أفراد الجالية يعبرون فيها عن فشلهم في اخذ موعد في الموقع الإلكتروني للقنصلية للاستفادة من خدماتها او التمكن في الاخير من الولوج الى نظام اخذ المواعيد و استلام اشعار بتحديد الموعد عبر الايميل او اتصال هاتفي لكن يبقى المواطن في الانتظار طويلا دون أي اشعار بتحديد الموعد لان هناك اعداد كبيرة تقطن بمسافة لابأس بها بعيدة عن طورينو حيث القنصلية مما يضطرهم بالضرورة للسفر إلى حيث القنصلية و التوجه إلى مكاتب الترجمة و الخدمات حولها للحصول على موعد لهم بالقنصلية لانه بغيره لن يلج إلى مكاتبها.

الا ان شكوى الجميع اتفقت على أن هذه المكاتب تكلفهم 15اورو لحجز الموعد مما أثار حفيظة الجميع لأن مهمة الموقع في الحقيقة هو تيسير الوصول إلى الخدمات القنصلية خدمة للمواطنين تفعيلا لتوصيات صاحب الجلالة حفظه الله في توجيهاته السامية لوزارة الخارجية و مديرية القناصلة و التي حركت العمل القنصلي فعلا و تسير حاليا للارتقاء به و هذا امر مشاهد لدى المواطنين بالخارج إلا أن تحول هذه الخدمة إلى تكلفة مالية اضافية  تنضاف إلى تكاليف أخرى كالتنقل و العودة مرة أخرى للقنصلية هو العبئ  المشترك في كافة المداخلات التي بلغتني حسب تعبيرات المتصلين.

و لهذا اتصلت بالسيدة ليلى النهاري القنصل العام للمملكة بطورينو و التي استمعت إلى هذه التسجيلات كما وصلتني و شكاوى المواطنين فيها بتمعن و أجابت بأنها و الطاقم القنصلي تتابع عن كثب كل ما تعانيه الجالية و بخصوص شكواهم هذه فان القنصلية تبذل مجهودات خرافية خاصة بمناسبة الصيف و انطلاق عملية مرحبا فالكل مجند لانجاح هذه التجربة و ان الموظفين يشتغلون إلى اوقات متأخرة من أجل تمكين كافة المواطنين من الخدمات القنصلية و انها تستقبل يوميا العديد من المواطنين و تستمع إليهم و تساهم بالقدر الذي يسمح به الجانب القانوني و الإنساني في حل مشاكلهم تقول السيدة القنصل و تؤكد على أن الإشكالية قائمة في تعامل الجالية مع موقع التسجيل و طلب المواعيد بل و أكدت أنه يمكن للمواطن لارسال المرفقات الاكتفاء فقط بصور من الهاتف و ليس بالضرورة بعد المسح الضوئي او ملفات الارتباط ( بيدي إف) و ان القنصلية ليست مسؤولة عن تسعير خدمات محلات الترجمة او غيرها التي تعمل خارج مبنى القنصلية و انهت السيدة القنصل كلامها بطلب وجهته إلى الجمعيات و المراكز الإسلامية إلى اعتماد خدمة التسجيل في الموقع القنصلي و طلب المواعيد ضمن الخدمات المجانية التي تقوم بها الجمعيات و المراكز الإسلامية مساهمة منهم في حل هذا الاشكال و لزيادة توضيح طريقة التسجيل و غيرها أمدت الجريدة  بروابط لفيديوهات توضيحية ننشرها لكم اسفل المقال  لعلها تساهم في تبسيط العملية خاصة و اننا نعلم ان نسبة مهمة من الجالية بالمنطقة يتعذر عليها التعامل مع المواقع الإلكترونية الا بمساعدة ذوي الخبرة

و نتمنى في الختام ان تتوجه الجالية الى الفاعلين الجمعويين لحل مشاكلهم الإدارية سواء مع القنصلية او الدوائر الرسمية الإيطالية باعتبار ان هذه الخدمات هي من أهم أهداف تأسيس الجمعيات و لان هذه الفئة مؤهلة لمناقشة هذه الموضوعات مع كافة المسؤولين المعنيين و حلها بعيدا عن أي احتقانات او انفعالات تعقد الازمات و لا تساهم في الحل

// ذ بحرالدين //

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: