بحث المغرب وإسبانيا الأربعاء سبل تعزيز التعاون في مجال الهجرة والأمن، وخاصة مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، في تطور ملحوظ للعلاقات منذ إعلان مدريد تأييدها لموقف الرباط بشأن الحكم الذاتي في منطقة الصحراء المغربية.
ويأتي قرار تعزيز التعاون بعد لقاء وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا مع نظيره المغربي عبدالوافي لفتيت، خلال زيارته غير محددة المدة إلى مدريد.
وأشاد بيان مشترك بتعاون وزارتي الداخلية في المغرب وإسبانيا، “خاصة عقب الدينامية الجديدة للعلاقات بين البلدين، القائمة على الشفافية والاحترام والثقة المتبادلة، والتعاون والتشاور الدائم”.
وأبرز “أهمية الحفاظ على مناخ للأمن والاستقرار الإقليمي، الذي يبقى هدفا رئيسيا ومسؤولية مشتركة، تتطلب تعاونا فعالا في مختلف المجالات، من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمن البلدين”.
والشهر الماضي أكد البلدان عزمهما على تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية، الملف الحيوي في علاقات الجارين.
ويعد المغرب منفذا رئيسيا للمهاجرين غير النظاميين القادمين غالبا من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو إسبانيا، سواء عبر البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي باتجاه جزر الكناري، فضلا عن جيبي سبتة ومليلية شمال المملكة.
وخلال الفصل الأول من هذا العام، أحبطت السلطات المغربية أكثر من 14 ألفا و700 محاولة للهجرة غير القانونية، وفككت 52 شبكة لتهريب المهاجرين، بحسب أرقام رسمية مغربية.
وفي المقابل وصل العام الماضي في المجموع، أكثر من 40 ألف مهاجر إلى إسبانيا، معظمهم قادمون من المغرب، وفق الحكومة الإسبانية.
وسبق أن تعرضت إسبانيا العام الماضي في ذروة الأزمة الدبلوماسية مع المغرب إلى ضغوط شديدة، مع تدفق الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى جيبي سبتة ومليلية المغربيين المحتلين.
واندلعت أزمة بين البلدين، حين استقبلت مدريد في أبريل 2021 زعيم بوليساريو إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة “طعنة في الظهر”.
وفي مارس الماضي، عاد الدفء إلى العلاقات بين مدريد والرباط، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء، المتنازع عليه مع جبهة بوليساريو.
ومؤخرا تدهورت العلاقات بين إسبانيا والجزائر على خلفية تغير المواقف الإسبانية بشأن الصحراء المغربية، حيث عمدت الحكومة الجزائرية إلى تعليق معاهدة الصداقة والتعاون وتجميد التجارة مع مدريد.
والأسبوع الماضي طالب مسؤولو الاتحاد الأوروبي من الجزائر إعادة النظر في تحركها ضد إسبانيا، قائلين إنهم “قلقون للغاية” من الوضع.