نشبت حرب إعلامية على هامش الأزمة الحالية بين الجزائر وإسبانيا، بسبب تصريحات لوزير الخارجية الإسباني لمّح فيها لوجود دور روسي في تدهور علاقات بلاده مع الجزائر.
وشنّت وكالة الأنباء الجزائرية، على خلفية ذلك، هجوما لاذعا على خوزي مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، واصفة إياه بـ “شبه الدبلوماسي” و”النكرة” و”المثير للسخرية”، في برقية لها بعنوان: “مؤجج الفتن ألباريس وانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام”.
وقالت الوكالة الرسمية إن “تنقلات رئيس الدبلوماسية الإسبانية مؤخرا بين مدريد وبروكسل تثير تساؤلات حول قدرات دبلوماسي لا يليق بهذا البلد المتوسطي الكبير وبشعبه العظيم الذي فرض دوماً الاحترام”.
وذكرت أن “السيد ألباريس، الذي تسلل إلى الدبلوماسية، ولم يكفّ قطّ عن ارتكاب الأخطاء (يجب أن نعترف له بذلك!)، تمكّن من التلاعب بأحد من أبناء وطنه، زميل في الحزب ووزير خارجية بلده سابقا، الذي هو اليوم على رأس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، ضارباً بذلك مصداقية هذه الهيئة القارية البالغة الأهمية التي أقدمت على نشر بيان لا أساس له ضد الجزائر”.
وقصدت برقية وكالة الأنباء بيان الاتحاد الأوربي حول تعليق الجزائر لمعاملات التجارة الخارجية مع إسبانيا، وهو ما ردت عليه بعثة الجزائر في بروكسل، باستنكار ما وصفته ” التدخل المتسرع وغير اللائق للمفوضية الأوروبية في هذه القضية، والمزاعم والأوهام بخصوص المخاطر التي قد تتعرض لها المبادلات التجارية بين البلدين”.
وواصلت وكالة الأنباء الجزائرية هجومها على الوزير الإسباني، على خلفية إقحامه روسيا في الخلاف بين البلدين، وقالت: “إلا أن هزلية هذا النكرة، شبه الدبلوماسي، الذي أوكلت إليه مهمة فيها من الصعوبة بما كان، وهي قيادة السياسة الخارجية لمملكة إسبانيا، أوحى عند عودته من بروكسل، لمن يريد سماعه، أن روسيا، بل بوتين نفسه من كان وراء نشوب هذه الأزمة”.
وتابعت تقول: “إن نداء الوزير الإسباني المثير للشفقة موجّه للولايات المتحدة وللحلف الأطلسي لإنقاذ هذا الوزير الصغير، بعد أن حاول عبثاً حشد الاتحاد الأوروبي ها هو يستخدم روسيا كفزّاعة من أجل إقناع أقرانه الأوروبيين بالوقوف إلى جانبه”.
ولم يمر هذا التعليق من وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر من دون أن يثير ردود فعل في إسبانيا على أعلى المستويات.
إذ قالت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، ووزيرة التحوّل الطاقوي تيريزا ريبيرا، إن ما ورد في مقال الوكالة الجزائرية للأنباء إهانة غير مقبولة في حقّ ألباريس”.
وذكرت تيريزا، في تصريحات لقناة “تي لي سنكو” الإسبانية: “من غير المقبول أن تدلي أي وسيلة إعلامية بمثل هذه التعليقات ضد أي شخص. ناهيك عن وزير خارجية حكومة دولة مجاورة، تجمعها علاقة قوية مع الجزائر منذ عقود”.
وذكرت الوزيرة أن من واجب الحكومة الإسبانية أن يكون لها علاقات جيدة مع جيرانها في الجنوب، حتى وإن كان بينها وبينهم خلافات في مجال السياسة الداخلية أو السياسة الخارجية”. كما عبّرت عن رغبتها في استعادة علاقات طبيعية مع الجزائر وتجاوز الأزمة الحالية.