بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهنئة روسيا باحتفالها بعيدها الوطني ولتدعيم العلاقات بين البلدين.
وقال العاهل المغربي في رسالته “في غمرة احتفال فيدرالية روسيا بعيدها الوطني، يسعدني أن أتوجه إليكم، باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، بأطيب التهاني وأصدق التمنيات للشعب الروسي بموصول التقدم والرخاء”.
وتابع “وأغتنم هذه المناسبة لأعرب لكم عن تقديري لما يربط بلدينا من علاقات عريقة قائمة على الصداقة المتينة والتعاون البناء والتقدير المتبادل”.
وتأتي هذه الرسالة في وقت تغرق فيه روسيا في المستنقع الأوكراني بعد إطلاقها لما تصفه بالعملية الخاصة في أوكرانيا منذ فبراير الماضي ما جعلها عرضة لعقوبات غربية قاسية، فيما ينتهج المغرب سياسة الحياد الإيجابي بين الطرفين.
وعكس ذلك بوضوح عدم تصويت المغرب في مارس الماضي على قرار في الأمم المتحدة يدين موسكو على شنها لغزو أوكرانيا.
◙ المغرب يعد شريكا تجاريا كبيرا لروسيا في أفريقيا والعالم العربي حيث تبلغ المبادلات التجارية بينهما قرابة 2.5 مليار دولار سنويا
ووضعت الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا عدة دول تحت وطأة ضغط حاد، إذا أنها باتت مدعوة إلى الاختيار بين موسكو والعواصم الغربية، لكن المغرب يسعى لموازنة مواقفه للحفاظ على مصالحه مع التشبث بالحلول السلمية للأزمات.
وفسرت وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عدم مشاركة المملكة المغربية في التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الوضع بين أوكرانيا وروسيا الذي جرى الأربعاء الماضي، بأنه لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بشأن موقفها المبدئي المتعلق بالوضع بين روسيا الفيدرالية وأوكرانيا.
وعبرت وزارة الخارجية المغربية عن دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعدم استخدام القوة لتسوية الخلافات بين الدول، أي أن المغرب يتخذ موقفه انطلاقا من الشرعية الدولية وأيضا بناء على حماية مصالحه السيادية.
ويزن المغرب علاقاته مع روسيا جيدا نظرا إلى مواقفها من ملف الصحراء والتي تعبر عنها في الغالب بالامتناع عن التصويت بوصفها عضوا دائما ومؤثرا في الأمم المتحدة، إلى جانب النقلة النوعية التي شهدتها علاقات موسكو والرباط بعد التوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية في العام 2002 في إطار تنويع الشركاء على المستوى الاقتصادي والتجاري.
ويعد المغرب شريكا تجاريا كبيرا لروسيا في أفريقيا والعالم العربي حيث تبلغ المبادلات التجارية بينهما قرابة 2.5 مليار دولار سنويا، كما أن موسكو لا تخفي أهمية المغرب وموقعه الجيوستراتيجي كبوابة أفريقية ومعبر رئيسي للواردات الأوروبية، والعكس صحيح بالنسبة إلى المغرب.