إسبانيا تتهم الجزائر بالانحياز لروسيا بعد تعليق معاهدة الصداقة

Belbazi

قالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالبينو الاثنين إن قرار الجزائر تعليق معاهدة صداقة ثنائية مع بلادها الأسبوع الماضي لم يكن مفاجئا، لأن الجزائر تنحاز بشكل متزايد إلى روسيا، وهو ما اعتبر محاولة إسبانية للربط بين موسكو والخلافات مع الجزائر.
وتأتي تصريحات وزيرة الاقتصاد الإسبانية في خضم تصاعد الخلافات بين مدريد والجزائر بشأن ملف الصحراء المغربية، ودخول الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة دعما للمواقف الإسبانية.
وأضافت كالبينو أنها لاحظت تقاربا متزايدا بين الجزائر وروسيا في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي قبل أسابيع قليلة.
وقالت في مقابلة إذاعية مع راديو قطالونيا “رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن قرار تعليق المعاهدة لم يفاجئني”.
ويبدو أن الحكومة الإسبانية تسعى لوضع الجزائر في الزاوية باتهامها بالانحياز لروسيا التي تواجه عقوبات غربية وأوروبية، بسبب اجتياح أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وتلمح مدريد إلى أن التقارب الروسي – الجزائري يمثل تهديدا لأوروبا ولمصالحها التي تسعى لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي وتعويضه ببدائل أخرى. كما أن تصريح وزيرة الاقتصاد الإسبانية رسالة إلى الجزائر بأن الاعتماد على غازها سيكون على المحك.
وكانت الجزائر قررت الأسبوع الماضي تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، التي أدت إلى حظر التجارة بين البلدين باستثناء إمدادات الغاز، على خلفية إعلان مدريد قبل ثلاثة أشهر عن دعم خطة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
لكن الاتحاد الأوروبي عبّر عن رفضه للإجراءات الجزائرية داعما موقف إسبانيا، وهو ما أثار استغراب الجزائر التي تفاجأت بموقف الاتحاد، خصوصا وأن إسبانيا نفسها لم تتخذ حتى الآن أي خطوة مضادة تجاه الجزائر.
والتقط المغرب بذكاء توتر العلاقات الجزائرية – الإسبانية لتعزيز علاقاته مع مدريد وأوروبا، حيث قالت الرباط الأسبوع الماضي إن النقاش مع إسبانيا يسير بخطوات جد مرضية وإن الملفات تعالج أولا بأول.
وفي السابع من أبريل الماضي، أعلن المغرب وإسبانيا في بيان مشترك بعد زيارة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز للرباط، بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
واتفق البلدان في وقت سابق على عدد من الملفات مثل فتح الحدود مع سبتة ومليلية (تابعتان للإدارة الإسبانية وتطالب الرباط باسترجاعهما)، وعملية عودة المغتربين في فصل الصيف.
وفي مارس الماضي، عاد الدفء إلى العلاقات بين الرباط ومدريد بعد فترة من التوتر، عقب إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء، الأمر الذي رفضته الجزائر.
واندلعت أزمة بين المغرب وإسبانيا حين استقبلت مدريد في أبريل 2021 زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة “طعنة في الظهر”.
لكن تحسنت العلاقات بشكل كبير مع تغيير مدريد لمواقفها ودعم خطة المغرب بشأن الحكم الذاتي، لكن الموقف الإسباني الأخير أغضب الجزائر بشكل كبير، فاتخذت قراراتها التصعيدية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: