شارك الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج ، عبد الله بوصوف، يوم السبت 11 يونيو 2022 بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط النسخة 27 ، وذلك في ندوة فكرية حول موضوع إشكالية الهوية الجامعة وتنوع الهويات الفرعية، بمشاركة المفكر بنسالم حميش والدكتور محمد معزوز.
وفي كلمته خلال هذه الندوة إستحضر الدكتور عبد الله بوصوف أعمال المفكرين الفرنسيين فرناند بروديل، وأمين معلوف ، للتأكيد على تعقيد مفهوم الهوية وصعوبة طرحها للنقاش، قبل أن يطرح سؤالا محوريا بخصوص السبب والهدف الكامن وراء تفجير مسألة الهوية في النقاشات العمومية في الغرب خلال العقود الأخيرة.
ويرى الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج ، أن مسألة الهوية لصيقة بالمخيال أكثر من ارتباطها بالثقافة، وبأنها انفجرت عندما كان هناك جسم خارجي يهدد الثقافات على غرار المناعة التي تقوم بردة فعل عندما يكون تدخل لجسم خارجي.
ويبرز بوصوف في هذا الجانب أن طرح الهوية كإشكالية إرتبط بالهيمنة التي مارستها العولمة في أوج نضجها ، على إعتبار أن العولمة تبحث على تنميط كل شيء، وفرض ثقافة وحيدة سائدة مما جعلها في حرب مع الخصوصيات الثقافية لكل مجتمع.
وانتقد بوصوف إعطاء حروب إيديولوجية وسياسية الصبغة الهوياتية من أجل شرعنتها، مؤكدا على أن إستعمال الهوية الدينية لا صلة لها بالتاريخ الإسلامي، وهو ما تظهره خمسة عشر قرنا من العيش المشترك والتسامح والتعدد، باعتبارها قضايا لم تغب طيلة هذه الفترة على الرغم من أنها عرفت مدا وجزرا في المجتمعات الإسلامية، وأبرز في هذا الصدد على أن الفضاء الذي ينتمي اليه أغلب منظري العولمة وصدام الحضارات هو الفضاء الجغرافي الذي ليست له تجربة تاريخية في تدبير التعدد.