جبهة المتمردين على بوليساريو داخل مخيمات تندوف تتسع

Belbazi

عادت الصراعات التي تعرفها جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر في مخيمات تندوف إلى الواجهة مجددا بعد أن حذرت قيادات من أن الوضع محتقن داخل المخيمات المذكورة، ما يعكس وفق مراقبين اتساع جبهة المتمردين ضد قيادة بوليساريو التي تعاني عزلة خارجية.
 تشهد مخيمات تندوف احتقانا متصاعدا يعكس اتساع جبهة المتمردين على جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر، وذلك وسط صراعات قبلية وأخرى على النفوذ، بحسب ما يقول مراقبون.

ويرى مراقبون أن حالة التمرد والاحتقان التي تعرفها مخيمات تندوف ستزيد من متاعب جبهة بوليساريو التي تعاني من حالة وهن أصلا بعد الضربات الميدانية والدبلوماسية التي تلقتها من قبل المغرب الذي نجح في حشد دعم دبلوماسي قوي لمقاربته لحل النزاع حول الصحراء، وحقق مكاسب ميدانية لافتة.

وقال القيادي في جبهة بوليساريو ولد سيد البشير إن هناك ”تمردا على الوضع الحالي بالمخيمات، وذلك بعد إقصاء الشباب رغم بعض المحاولات الفاشلة لإشراكهم والتي لم تترك أثرا يذكر”.

ونقلت وسائل إعلام مغربية عن سيد البشير قوله “نحن سطونا على جبهة بوليساريو، وسيطرنا كجيل على جميع الوظائف بها، من أقل منصب مسؤولية إلى أعلى هرم للسلطة (الأمين العام للجبهة)”، مؤكدا أن “الناس بالمخيمات أغلق أمامها باب المشاركة في تدبير شؤون بوليساريو”.

البشير الدخيل: صراع بين القيادات الشابة والقديمة في بوليساريو

وأوضح “إذا كنا نقول إن الجبهة للصحراويين فعلينا أن نفتح الطريق لهم لتدبير أمورهم من أصغر منصب إلى أعلى منصب (رئاسة بوليساريو)، أما وإن كنا نريدها لأنفسنا فلنا من التمويل الذي يكفينا لنعيش إلى نهاية عمرنا”.

وعلق البشير الدخيل القيادي السابق في بوليساريو على ما يحدث داخل مخيمات تندوف بأن “ذلك يندرج ضمن الصراع القبلي الطاحن على السلطة بشكل معلن، بالنظر إلى اقتراب موعد المؤتمر القادم”.

وتابع الدخيل، أن “هذا التمرد الداخلي يؤكد أن جبهة بوليساريو عبارة عن قيادة فقط، وليست شعبا مثلما تدعي في وسائل الإعلام، بسبب الصراعات الطاحنة بين أعضائها”.

وأكد أن “هناك صراعا بين القيادات الشابة الصاعدة والقيادات القديمة التي تحكمت في زمام الحكم طيلة عقود”.

ولطالما نددت منظمات حقوقية بالطريقة التي تتعاطى بها قيادة بوليساريو لقمع أي احتجاجات وكذلك الصراعات القبلية التي تشهدها المخيمات.

ووسط زيادة عزلة بوليساريو الإقليمية والدولية بعد اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء مؤخرا، شهدت مخيمات تندوف في الأشهر الأخيرة مواجهات قبلية ما يعكس حجم الاحتقان داخل تلك المخيمات.

ولا يستبعد مراقبون أن تكون جبهة بوليساريو وراء تأجيج هذه التوترات خاصة القبلية للتغطية على فشلها الذريع دبلوماسيا بعد اعتراف مدريد وواشنطن بمغربية الصحراء.

وفي أواخر مارس الماضي هاجم أعضاء من قبيلة أولاد موسى (قبيلة الركيبات) حاجز مراقبة لبوليساريو عند مخرج المخيم المسمى “السمارة” باتجاه الرابوني (دائرة المهيريز)، وتم تقييد جميع الحراس والاعتداء عليهم، وأشعلوا النار في سياراتهم، وذلك انتقاما لسجن وتعذيب شبان منتمين إلى القبيلة كانوا قد اعتقلوا الأحد الماضي لدى الجبهة الانفصالية.

وإثر ضغوط مارستها القبيلة اضطرت جبهة بوليساريو إلى الإفراج عن الشبان المحتجزين الذين اتهموا “ضباط الشرطة” المنتمين إلى لبيهات بإهانتهم وتعذيبهم.

وتصاعدت منذ فترة التنديدات بممارسات جبهة بوليساريو داخل مخيمات تندوف في حق نشطاء انتقدوا سياسات الجبهة أو غيرها.

وكان الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال قد نبه في وقت سابق إلى الانتهاكات المتعددة والخطيرة التي يتعرض لها سكان المخيمات بشكل يومي، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب، والاختفاء القسري، وانتهاكات الحق في الحياة والتعليم وحرية الرأي والتظاهر، فضلا عن ممارسة العبودية.

وتراكمت طيلة العقود الماضية داخل مخيمات تندوف ممارسات لا حقوقية في حق الصحراويين المحتجزين بالمخيمات، من بينها منع التعبير عن الرأي، ووأد كل حركة تنادي بمراجعة الطرح الانفصالي.

وناشد المضطهدون المجتمع الدولي والفعاليات الحقوقية الدولية للتدخل من أجل الوقوف على حجم الانتهاكات الموجودة بالمخيمات.

وكان منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورستاين”،  قد أعلن في وقت سابق أن جبهة بوليساريو فشلت في كبح جماح صراعات بينية خطيرة داخل المخيمات، ولم تستطع على هامش تلك الصراعات حماية أفرادها ممن يشتغلون في ما يسمى بالشرطة من الانتقام والاختطاف وحرق السيارات، فلجأت إلى سلاح القبلية التي تدعي محاربتها.

Thumbnail

وأكد منتدى فورستاين بوادر انهيار ما يسمى بجهاز شرطة بوليساريو وتأثير ذلك على الوضع الأمني بالمخيمات، في ظل تكرر حوادث إطلاق النار وإحراق السيارات وسرقة ممتلكات الناس.

وأشار خبراء في العلاقات الدولية إلى أن معدل الفقر والحرمان من الحرية والحقوق الأساسية، واليأس السائد لدى شباب يعيشون أوضاعا صعبة بمخيمات تندوف، يجعلهم فريسة سهلة للتجنيد من قبل مجموعات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، لافتين إلى أن التداخل بين أنشطة المنظمات الإجرامية والإرهابية والانفصالية يطرح تهديدات جسيمة، تؤثر بشكل مباشر على أمن المنطقة وعلى أوروبا ككل.

ونتيجة الوضع داخل مخيمات تندوف، حسب منتدى فورستاين، الذي يتفاقم بشكل يومي، بدأ الناس في التفكير في الهروب من المخيمات إلى المناطق المجاورة.

ويمنع الحظر وظروف الطوارئ ذلك، إضافة إلى فرض الجزائر شرط الحصول على رخصة للخروج من المخيمات.

ويأتي ذلك في وقت باتت فيه جبهة بوليساريو أضعف من أي وقت مضى بعد أن نجحت الرباط في تحقيق العديد من المكاسب ميدانيا ودبلوماسيا في قضية الصحراء.

وتدعم الجزائر جبهة بوليساريو الانفصالية التي تسعى لاستقلال الصحراء المغربية التي يراها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.

واعترفت عدة دول بمغربيتها على غرار الولايات المتحدة وأخيرا إسبانيا وغيرهما من الدول، علاوة على دينامية كبيرة تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة بفتح قنصليات جديدة لدول أفريقية وعربية ما يعكس دعما لسيادة المغرب على صحرائه.

ويسيطر المغرب على 80 في المئة من أراضي صحرائه التي يقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: