لجأ وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى خطاب دبلوماسي في محاولة للتغطية على التوتر مع تونس وذلك خلال لقائه بنظيره التونسي عثمان الجرندي على هامش القمة الأفريقية في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو.
وأورد بيان لوزارة الشؤون الخارجية التونسية نُشر على صفحتها بفيسبوك أن الوزيرين أكدا على “متانة العلاقات الثنائية بين البلدين”، وأعربا عن “ارتياحهما لمستوى التنسيق والتشاور بينهما”.
ونقل البيان عن لعمامرة قوله ”تحدو الرئيسين عبدالمجيد تبون وقيس سعيد إرادة مشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى أفضل المراتب في جميع المجالات”، وأن الجزائر “ستظل دائما سندا لتونس كما كانت تونس وما تزال سندا للجزائر بناء على ما يجمعهما من ماض وحاضر ومستقبل ومصير مشترك”.
وأثار تصريح للرئيس تبون خلال زيارته مؤخرا إلى إيطاليا حول مساعدة روما والجزائر لتونس من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي جدلا واسع النطاق في تونس حيث استهجنته أوساط سياسية تونسية خاصة أن العلاقات بين البلدين تعرف توترا صامتاً.
وتعرف العلاقات الجزائرية التونسية فتورا ملحوظا في الآونة الأخيرة أثارته العديد من التقارير الصحافية الدولية التي تحدثت عن غموض الدوافع التي تقف وراء استمرار الجزائر في غلق حدودها البرية مع تونس رغم انتفاء مبررات الجائحة الصحية، باعتبار أن البلد يمثل وجهة سياحية مفضلة للجزائريين ويحقق بذلك عائدات مالية واقتصادية.
كما يستمر الغموض بشأن القرض المعلن من الجزائر لتونس الذي تقرر بمناسبة زيارة تبون إلى تونس مطلع العام الماضي، فضلا عن المخاوف التي عبّر عنها مسؤولون تونسيون بسبب إمكانية عدم ضخ الجزائر لكميات إضافية من الغاز إلى بلادهم خلال هذه الصائفة مما قد يسبب للبلاد متاعب وصعوبات في توفير الطاقة والكهرباء.
تونس تشهد مسارا سياسيا انتقاليا دشنه الرئيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو 2021 عندما جمد وقتها أعمال واختصاصات المجلس النيابي وأطاح بالحكومة السابقة
وتعرف تونس مسارا سياسيا انتقاليا دشنه الرئيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو 2021 عندما جمد وقتها أعمال واختصاصات المجلس النيابي وأطاح بالحكومة السابقة برئاسة هشام المشيشي التي كانت مدعومة من حركة النهضة الإسلامية وحلفائها في البرلمان.
لكن لا يبدو أن الجزائر تضغط من أجل الديمقراطية، حيث تقول أوساط سياسية تونسية إن الجزائر عملت ما في وسعها لجلب سعيد إلى صفها في ملفات وتحالفات إقليمية لكن الرئيس التونسي رفض منطق التحالفات الإقليمية، وأنه أكد للجزائريين أن ما يهمه هو تقوية العلاقات المباشرة بين تونس والجزائر على المستوى الرسمي والشعبي كدولتين جارتين، وهو أمر لم تقبل به الجزائر التي كانت تريد أن يظهر الرئيس التونسي انحيازه العلني لموقفها من موضوع الصحراء.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن الجزائر تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها تونس كورقة ضغط ضد سعيد خاصة بعد إرسال إشارات حول إمكانية الترفيع في أسعار الغاز الذي تستخدمه تونس في توليد الطاقة الكهربائية وهو ما جعل أوساط نقابية تونسية تحذر من فرضية أن تشهد بلادهم أزمة كهرباء.
وكان كاتب عام جامعة الكهرباء والغاز التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل عبدالقادر الجلاصي قد حذر من عدم تمكن تونس من إنتاج الكهرباء بالنظر إلى ما قال إنه رفض الجزائر مستقبلا إمداد تونس بالغاز، واصفا الوضع بـ”الكارثي”.