معنونة “لماذا استبدل عبد المجيد تبون مديرية المخابرات الخارجية؟”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن الإعلان عن إعفاء الجنرال نور الدين مقري الملقب بـ”محفوظ البوليساريو” ونائبه حميد حسين الملقب حسين بولحية من مهامهما على رأس المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي (DGDSE) في الجزائر، أثار ضجة كبيرة.
وأكدت المجلة الفرنسية أن قرار طرد الرجلين اتخذه الرئيس عبد المجيد تبّون بنفسه، والذي عيّن الجنرال جمال كحال، المعروف باسم مجدوب، على رأس هذا الجهار الحساس للغاية.
وأضافت “جون أفريك” أن المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي (DGDSE) وجدت نفسها في قلب عاصفة قبل بضعة أشهر، بعد فتح تحقيق ضد مديرها العام السابق، الجنرال يوسف بوزيت، والعديد من المديرين التنفيذيين للمؤسسة. وقد تم حبس الجنرال بوزيت في سجن البليدة العسكري.
وتابعت “جون أفريك” القول إنه في خضم مبادرة المصالحة السياسية، يبدو أن الرئيسَ عبد المجيد تبون ضحى أيضاً بحسين بولحية، المسؤول عن تعقب المعارضين في الخارج. ومع ذلك، فقد أسفرت هذه المبادرة عن بعض النتائج، مع عمليات تسليم من إسبانيا، مثل تسليم محمد بن حليمة، وهو عسكري سابق يبلغ من العمر 32 عامًا، في نهاية مارس الماضي.
كما يدفع الرجلان (محفوظ البوليساريو وحسين بولحية) -بحسب المجلة الفرنسية دائماً- ثمن غضب كندا بعد اكتشاف شبكة تجسس تستهدف المعارضين الجزائريين على أراضيها. لكن الضربة القاضية كانت التقارب بين الرباط ومدريد في شهر مارس الماضي. في الواقع، لم تتوقع أجهزة المخابرات أن تدعم إسبانيا خطة الحكم الذاتي للصحراء التي اقترحها المغرب.
ويعتبر الجنرال مجدوب مقربا من الجنرال توفيق المدير السابق لدائرة المخابرات والأمن. تم تعيينه على رأس المديرية العامة لحماية الأمن الرئاسي (DGPSP) بين عامي 2005 و2015. ثم تم طرده وحكم عليه في عام 2015 بالسجن ثلاث سنوات في إطار “قضية زرالدة”، تشير “جون أفريك”. في ليلة الـ16 إلى 17 يوليو عام 2015، حوالي الساعة الرابعة فجرا، حاول رجال اقتحام المقر الطبي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على الساحل الغربي للجزائر العاصمة، قبل أن يفروا عندما أطلق الحرس الرئاسي الرصاص. لذلك فإن إعادة اندماجه تبدو وكأنها إعادة تأهيل، تختتم المجلة الفرنسية، المختصة في الشؤون الإفريقية.