الحسين بلعايل …. ظاهرة منفلتة تثير قلق السلطات البلجيكية

حنان الفاتحي

يشغل المغربي الحسين بلعايل الجميع هذه الفترة عبر الفيديوهات التي ينشرها ومحتواها التحريضي الذي جعل الكثيرين يسترجعون سيرته ويرصدون درجة العنف الذي تنطوي عليه. أحدث هؤلاء الطبيب النفسي رانغان تشاترجي الذي حذر، مؤخراً، من استخدام الفاقدين للأهلية لشبكات التواصل الاجتماعي لبثّ خطاب التحريض والكراهية داخل المجتمعات الأوروبية مستغلين قيم الحرية.

وبانتقال ملف بلعايل من حالة محلية مغربية إلى ظاهرة تثير القلق على مستوى بلجيكا، تحوّل الرجل إلى موضوع لحلقات النقاش والبحث. فقد خصّص منبر صوت الحقيقة  حلقة بعنوان “فاقدين الأهلية في المجتمعات الديمقراطية” ليتناول من خلالها حالة بلعايل ذاته. وقد وصف حراق ، الخطر الذي يمثله بعض المتورطين في نشر الأفكار المتطرفة، ليس فقط داخل مجتمعاتهم الأصلية ولكن داخل المجتمعات الغربية، مشيراً إلى الاستراتيجيات التي من المجدي اعتمادها لمواجهة أفكار متطرفة تعشش في رؤوس عدد من المتشددين ويعملون على نشرها مستغلين الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة.

كما عبّر حراق عن غضبه من تحوّل أوروبا إلى حاضنة المتطرفين مثل بلعايل الذي هاجر إلى بلجيكا للرفع من مستواه الاجتماعي، لكننا نراه اليوم “يبثّ سمومه ضد بلاده” على حد وصفه.

من هو بلعايل؟

الفيديو الذي نشره بلعايل مطلع مايو الجاري، من مقر إقامته في بلجيكا، لا يختلف عن غيره من مقاطع الفيديوهات التي يبثها والتي تفيض كلها بلغة جد متطرفة تنهل من قاموس الفكر الجهادي

، والفيديو المكون من 15 دقيقة مشحون بالتحريض والهجوم على مؤسسات سيادية مغربية منها المخابرات المغربية وإعلاميون وشخصيات سامية.

بلعايل الذي تتابعه العديد من الاتهامات و القضايا الموجهة ضده في بلجيكا و المغرب ، لا يخفي عدائه للمغرب و للأجهزة الامنية المغربية و الهيآت الديبلوماسية المغربية ببلجيكا ، ففي شريطه المنشور على قناته عبر اليوتوب حيث يوجه اتهامات للقناصلة  بالاتجار بالمخدرات و التعامل مع المافيا و اتهامات للسلطات المغربية بالقمع و سجن الابرياء و بالتجسس على دول اوروبية منها بلجيكا .

يقيم بلعايل الذي ولد في العام 1965 بأزمور، اليوم في لييح البلجيكية ، هاجر الى الديار البلجيكية رفقة ابنيه ، وحصل على جنسيتها، انتحل عدة صفات منها ديبلوماسي سابق و مقرب من البلاط المغربي و رئس حزب بلجيكي قبل أن يصبح عضواً في حزب ”إسلام “ المتشدد.

طرد من القنصلية المغربية بلييج بعد تورطه في عملية نصب على مهاجرين مغاربة بدون وثائق الاقامة حيث كان يضمنهم للحصول على جواز السفر مقابل مبلغ 250€ ، الشيء الذي جعله يوجه اتهامات خطيرة للقنصل السابق السيد حسن التوري و لبعض الاعوان المحليين بالقنصلية المغربية بلييج.

بلجيكا التي تحتضن مقيمين متطرفين على أراضيها، تعرضت بالفعل إلى العديد من الهجمات الإرهابية، لكنها لم تحسم مواقفها منهم بمنع أنشطتهم. فهؤلاء يتلاعبون بالقوانين ويلوون عنق الديمقراطية.

اتهم بلعايل مدير نشر صوت الحقيقة بإتهامات باطلة ببيع بطائق الصحافة و شهادات مزورة بعدما قدم له نفسه كصحافي بالمهجر و بأنه بإمكانه جلب العديد من الاشهارات للجريدة .

و لكن تبين لمدير جريدة صوت الحقيقة من خلال مقالات نشرت بجريدة أخبارنا الجالية أن الشخص لا يعدو نصابا محترفا و متطرف لا يجيد لا الكتابة و لا القراءة و الاشرطة المنشورة على اليوتوب تبين مستواه الدراسي الذي لا يتعدى الابتدائي.

بأشرطته تلك ارتكب بلعايل جريمة كبرى يعاقب عليها الشرع والقانون، حسب الصحفي بوشعيب البازي ، عندما إتهم الدولة المغربية بالتجسس على دول أوروبية و استخدامها برنامج بيغاسوس و بنشر جواسيس في الدول الاوروبية ، وبهذا يكون في عرف القانونين العام والدولي “مجرما سياسيا” لأن عداءه ومعارضته للنظام جعلته يرتكب جرائم يعاقب عليها الشرع والقانون ليصير حقيقة “مجرما سياسيا”.

وجهت اليه اتهامات من طرف برلمانية اوروبية بالنصب و الاحتيال كما يواجه عدة شكايات موجهة للقضاء البلجيكي و المغربي بالسب و القذف و توجيه اتهامات بدون أي دليل و التحريض على الكراهية و العنف، ولم يتوان عن استغلال قضية الصحافي بوعشرين  لضرب المغرب، و اتهامه بأن المغرب يسجن صحفيين و حقوقيين و معارضين بدون اي ادلة .

شن بلعايل هجوماً ضد كل من خالفه الرأي ورفض إعطائه صفة صحفي بمن عبد الوافي حراق، وكان الهدف من إنشائه قناة على منصة يوتيوب هو نشر تفكيره الرجعي و التحريض على العنف و توجيه اتهامات بالعمالة ، وبالتالي تسويغ ادانتهم، وكذلك لمهاجمة المغرب والمغاربة، واتهام السلطات المغربية بممارسة التعذيب الصحفيين . ولهذا فكل خطابات بلعايل لم ترق إلى الحين الصحفي بالمغرب، حيث هاجمه العشرات من الجرائد المغربية ، كما أن بوشعيب البازي فضح بلعايل عندما أكد أنه قام  بإنتحال صفة صحفي و النصب على المواطنة البلجيكية .

وأكد عبدالوافي حراق أن كل ما صرّح به بلعايل مجرد كذب وبهتان، موضحا أن بعض الفاقدين للأهلية مثله، يفبركون ملفات  من أجل التشهير بالمواطنين .

شهادات المقربين  تسحب البساط من تحت أقدام بلعايل، وتفضح استعداده لادعاء أمور يبدو أن وراءها أجندات تهدف إلى الإساءة إلى رموز المملكة المغربية وتهديد استقرار مؤسساتها، وهنا يشهد بوشعيب البازي بأن “المتطرفين  يستحلّون الكذب على الدولة، لأنهم يظنون أنه سيخلق لها الكثير من المشاكل، لكن ذلك أصبح ملفّات غير مربحة و ظاهرة للعموم ”.

ووسط هذا كله يُستغرب أن يطول وقت متابعة بلعايل من طرف السلطات البلجيكية التي يقيم علي أراضيها دون أن تحرّك قوى الأمن فيهاساكناً لمنعه وأمثاله من التسبب في كوارث قد يندم عليها الجميع بعد وقوعها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: