تحتضن العاصمة المغربية الرباط الأربعاء والخميس مؤتمرا دوليا لوضع معايير واضحة تحظر استغلال الأديان لتحقيق أهداف سياسية، وذلك في إطار مبادرة عالمية تهدف إلى التوصل إلى معاهدة تنص على ذلك بعد الانطباع الذي ساد ويؤكد على ضرورة وضع حد لاستخدام الدين لتحقيق أغراض سياسية.
ويرى مراقبون أن احتضان المغرب لهذا المؤتمر يعكس أهمية وقيمة المقاربة التي تتبناها الرباط لمعالجة مسألة التطرف والتي لا تقتصر على الحلول الأمنية. وقالت منظمة “بيبيور إنترناشونال” التي ستشرف على عقد المؤتمر بالتعاون مع منظمات مغربية غير حكومية إن المؤتمر يهدف إلى “تعزيز زخم المبادرة التي تنطلق من أقصى احترام لجميع الأديان وتسعى لوضع معايير دولية لوقف جميع إساءات استخدام الدين لأغراض سياسية”.
ومن المقرر أن يشارك في فعاليات هذا المؤتمر عدد كبير من البرلمانيين والشخصيات العالمية من جميع أنحاء العالم، من بينها المملكة المتحدة ومصر والنمسا والإمارات وجنوب أفريقيا ونيجيريا وإيطاليا والإكوادور وبنغلاديش وباكستان والعراق وجورجيا والكويت ولوكسمبورغ وكندا والولايات المتحدة وغانا وبيلاروسيا وسان مارينو.
وقالت ثريا لحرش الراعية البرلمانية للمبادرة في المغرب ورئيسة جمعية منتدى مساهمات المغرب، إن المؤتمر سيكون نقطة انطلاق لوضع معايير دولية واضحة تحمي حقوق الإنسان من جميع أشكال التطرف وعلى نطاق عالمي. وأضافت أن “تأييد عدد كبير من أبرز الزعامات الدينية في العالم يظهر أن المعاهدة المقترحة هي أفضل وسيلة لحماية قدسية جميع الأديان وضمان شفافية العمل السياسي”.
أجندة المؤتمر تتضمن عرض التقدم الذي أحرزه ممثلو المبادرة في جميع البلدان وتبادل الخبرات ومقارنة أفضل السبل لضمان تبني حكومات بلدانهم للمبادرة
وسيكون من بين المشاركين رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان آمنة بوعياش ورئيس مجلس أمناء منظمة “بيبيور إنترناشونال” نجيب ساويرس والزعيم السابق للكنيسة الإنجليكانية اللورد روان ويليامز ومدير معهد الدراسات السامية في الولايات المتحدة إفرايم إسحاق ووزير الخارجية الإيطالي الأسبق جوليو تيرزي ومدير دار الحديث الحسنية أحمد الخمليشي، بالإضافة إلى رعاة التشريع البرلماني الداعمين للمبادرة من جميع أنحاء العالم.
وقال اللورد روان ويليامز إن “هذه المبادرة تأتي بلا شك في الوقت المناسب وهي ربما ضرورية بشكل غير مسبوق في هذا الوقت لأنها حركة تسعى إلى الحرية الدينية بكل ما تعنيه هذه الكلمات”. بينما أشار نجيب ساويرس إلى حقيقة قال إنها “صادمة” وهي أنه “رغم كل القوانين الدولية، لا يزال الدين يستخدم في جميع أنحاء العالم لإشعال النزاعات وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية”، مؤكدا أن المعاهدة المقترحة هي الأداة المثالية لمعالجة جذور تلك الانتهاكات.
وأكد صلاح الوديع رئيس جمعية حركة ضمير المغربية وممثل منظمة “بيبيور إنترناشونال” في المغرب ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن المغرب هو البلد المثالي لقيادة هذه المبادرة على الساحة الدولية وفي أروقة الأمم المتحدة. وأضاف أن “المغرب هو الأقدر على حماية الجوهر الفريد للمبادرة وتحديد الملامح النهائية للمعاهدة المقترحة، بسبب تاريخه الطويل في ترسيخ قيم الاعتدال والتسامح وحماية حرية الاعتقاد والعبادة”.
وتتضمن أجندة المؤتمر عرض التقدم الذي أحرزه ممثلو المبادرة في جميع البلدان وتبادل الخبرات ومقارنة أفضل السبل لضمان تبني حكومات بلدانهم للمبادرة، إضافة إلى طرح الأفكار بشأن الخطوات التالية التي ينبغي اتخاذها لترسيخ موقعها على الساحة الدولية.
وقال سلام سرحان مؤسس المبادرة والأمين العام لمنظمة “بيبيور إنترناشونال” إن “الهدف الرئيسي للمؤتمر هو حشد دعم أوسع بين المشرعين والشخصيات العالمية لتعزيز حوارنا مع عدد من الحكومات من مختلف المناطق الجيوسياسية في العالم، ومن ضمنها العديد من الدول العربية والإسلامية، من أجل ضمان تبني المبادرة من قبل تلك الحكومات وتقديمها إلى الأمم المتحدة”.