بدأت إسبانيا هذا الأسبوع بتزويد المغرب بالغاز الطبيعي عبر الضخ العكسي لأنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا”، في حين هددت الجزائر بوقف توريد الغاز لهذا البلد الأوروبي إذا تبين لها تسريب جزء منه الى المغرب.
وتتزامن هذه التطورات مع أزمة الغاز في العالم بسبب الحرب الأوكرانية علاوة على الأزمة التي تعصف بغرب البحر الأبيض المتوسط.
الأزمة تصاعدت مع شكوك جزائرية بقيام إسبانيا بتزويد المغرب بالغاز الجزائري
وكان المغرب يستورد الغاز من الجزائر ضمن حقوق الاستفادة من مرور أنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا” عبر أراضيه نحو إسبانيا، وتم استعمال هذا الأنبوب منذ سنة 1996 الى نهاية أكتوبر الماضي، أي ربع قرن، بعدما قررت الجزائر وقف الاعتماد عليه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط وإنشاء بديل وهو “ميد غاز” الذي ينطلق غرب وهران الى ألمرية جنوب الأندلس.
ووجد المغرب نفسه أمام تحديين، الأول وهو البحث عن الغاز في سوق دولية ضيقة وفي ظل ارتفاع الأسعار بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ثم عدم توفره على أي ميناء لديه القدرة على استقبال الغاز المسال وتحويله إلى طبيعته الغازية. وتعهدت إسبانيا بتقديم المساعدة من خلال مساعدته على شراء الغاز في السوق الدولية وتحويله في ميناء ويلفا جنوب البلاد وتحويله نحو المغرب عبر أنبوب “المغرب 1”.
وقد بدأت هذه العملية هذا الأسبوع، ولكن الجزائر تشك في قيام اسبانيا بتحويل جزء من الغاز الجزائري نحو المغرب في هذا الصدد، وأوردت وسائل الإعلام الجزائرية الأربعاء أن وزارة الطاقة الجزائرية حذّرت الحكومة الإسبانية من إمكانية إنهاء عقد توريد الغاز إذا تبين أن الغاز المصدر قد جرى توجيه جزء منه الى وجهة مختلفة. ولم يشر البيان الجزائري الى المغرب، لكن الدولة المقصودة هي المغرب بحكم أنه الوحيد الذي طلب مساعدة اسبانيا.
تمر العلاقات بين اسبانيا والجزائر بتوتر شديد بعدما أعلنت مدريد ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي في نزاع الصحراء الغربية في حين لا توجد علاقات دبلوماسية بين المغرب والجزائر
في هذا الصدد، وجهت النائبة الثالثة لرئيس الحكومة ووزيرة الطاقة والتحول البيئي، تيريسا ريبيرا، رسالة الأربعاء الى وزارة الطاقة الجزائرية تؤكد بدء استخدام أنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا” لتصدير الغاز للمغرب ونفت أن يكون مصدر الغاز من الجزائر، وفق وكالة أوروبا برس.
وتعد الجزائر المزود الأول لإسبانيا بالغاز، حيث تتنافس حول المركز الأول مع الولايات المتحدة، غير أن الغاز الجزائري يتميز بسهولة النقل بسبب الأنبوب وبالكاد يتم نقل نسب قليلة في صيغة الغاز المسال عبر السفن. وليس من المستبعد أن تطالب الجزائر من اسبانيا توضيح مصدر الغاز المصدر إلى المغرب.
واستبعدت مصادر سياسية إسبانية قريبة من حكومة مدريد أن يكون مصدر الغاز المصدر الى المغرب هو الجزائر، وقالت إن إسبانيا تستورد الغاز من دول مثل قطر ونيجيريا والولايات المتحدة وترينيداد، ولاحظت أن “مدريد تدرك حساسية الوضع، ولهذا ليس من الصعب أن تكون استوردت الغاز من دولة ثالثة أو أن المغرب هو الذي اقتنى هذا الغاز بنفسه”.
وتمر العلاقات بين اسبانيا والجزائر بتوتر شديد بعدما أعلنت مدريد ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي في نزاع الصحراء الغربية. في حين لا توجد علاقات دبلوماسية بين المغرب والجزائر منذ أغسطس الماضي. وكانت الجزائر قد أعلنت اتخاذ إجراءات ضد إسبانيا بسبب الصحراء ومنها تفضيل الرهان على إيطاليا لإيصال الغاز الى باقي أوروبا بدل إسبانيا علاوة على تحجيم الواردات الجزائرية من اسبانيا.