ناشط مغربي مدان بالسجن 4 سنوات بتهمة الإساءة إلى الملك يهدد بحرق نفسه مثل «بوعزيزي»

يوسف الفرج

هدد الناشط الحقوقي المغربي ربيع الأبلق بحرق نفسه على شاكلة “بوعزيزي” إذا سعت السلطات إلى القبض عليه، معلنا أنه لن يغادر مقهاه في مدينة الحسيمة.
وجاء هذا الموقف إثر الحكم الذي أصدرته محكمة ابتدائية الإثنين، بإيداع الأبلق، المعتقل السابق ضمن نشطاء “حراك الريف”، السجن النافذ 4 سنوات مع أداء غرامة قدرها 20 ألف درهم  بتهمة الإساءة العلنية للعاهل المغربي، وفق ما أوردت مصادر مختلفة.
وتعود فصول القضية إلى 21  سبتمبر المنصرم، حيث نشر الأبلق مقطع فيديو على “فيسبوك” و”يوتيوب”، يقدم فيه تعليقات سياسية بعد فترة وجيزة من فوز “التجمع الوطني للأحرار”.
وفي مارس، استُدعي الأبلق عدة مرات إلى مركز الشرطة في الحسيمة، حيث تم استجوابه بشأن التصريحات الواردة في المقطعين.
وبحسب المصادر، فقد اتهم المدعي العام الناشط الحقوقي في ما بعد بـ”الإخلال علنا بواجب التوقير والاحترام لشخص الملك” بموجب المادة 179 من القانون الجنائي، وتوبع في حالة سراح، ومَثل أمام المحكمة في مدينة الحسيمة، في 11 أبريل الجاري. وكان الأبلق ناشطا في “حراك الريف” الذي نظم احتجاجات شعبية سلمية في الشوارع في 2016 و2017، وصدرت أحكام بالسجن على نحو 500 ناشط، مُعظمهم أُطلق سراحهم منذ ذلك الوقت. لكن عددا من قادة الحراك ما زالوا يقضون عقوبات تصل إلى 20 عاما في السجن. وكان الأبلق من بين الذين حوكموا، وحُكم عليه بالحبس ثلاث سنوات قبل أن يُفرج عنه سنة 2020.
ومباشرة بعد صدور الحكم الجديد، هدد الناشط الحقوقي بإحراق جسده، وأقسم في فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، بأنه سيحول نفسه إلى “جثة بوعزيزي آخر” على حد وصفه.
وصور الفيديو من داخل مقهى قام بإنشائها بعد استفادته من العفو الملكي، وتحدى السلطات المغربية بأنه سيظل في المقهى ولن يتحرك من هناك، وفي حالة اعتقاله سيقدم على حرق نفسه، مشيرا إلى أنه يفتخر بالتهديد بحرق نفسه كسلوك مترسخ في الريف عكس مناطق أخرى بالمغرب، حسب تعبيره.
منتقدون لمواقف الأبلق وسلوكه، اعتبروا أن تحديه للقضاء عبر التهديد بإحراق جسده في حالة محاولة القبض عليه، يدخل في باب “الابتزاز” من أجل تفادي اعتقاله، بالرغم من أنه كان قد استفاد من دعم مادي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتأسيس مشروع له بعد خروجه من السجن بعفو ملكي.
وفي المقابل، أعلن نشطاء تضامنهم مع ربيع الأبلق، حيث كتب أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي قائد حراك الريف المعتقل، تدوينة على “فيسبوك”، جاء فيها “منذ سنوات مضت من معاناتنا، ونحن في الريف طالبنا ونطالب والى حدود اليوم بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي بالريف، الى غاية يوم أمس حين تمت الاستجابة للريف ككل بإصدار حكم أربع سنوات سجنا نافذا مقرونا بغرامة في حق المعتقل السياسي السابق ربيع الابلق، لست أدري القول في أية خانة سيصنف، فقط للقول إننا ألفنا ما تعرضنا ونتعرض له… ومعنى ذلك أنه يراد لنا بذلك قولهم أنتم من المغضوب عليهم، فهموا ريوسكم”.
كما كتبت الصحافية هاجر الريسوني “حكم على ربيع الابلق بأربع سنوات سجنا نافذا وعشرين ألف درهم غرامة نافذة. هذا الشاب سبق وأن قضى في السجن 3 سنوات على خلفية حراك الريف. كل التضامن مع ربيع الأبلق”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: