دراما “تمازيغت” المغربية تزاوج بين الأسطورة والتشويق

ماموني

تركز القناة المغربية الثامنة على التراث والموروث الأمازيغي بكافة خصائصه الاجتماعية والثقافية فتنتج مسلسلات وأفلاما خاصة بتلك البيئة المغربية الثرية، تنهل من الاختلاف والخصوصية المحلية لتعرّف بها عبر أعمال كوميدية ودرامية لا تتغافل عن انتقاد المشكلات والظواهر التي تنتشر في المجتمع الأمازيغي.

وضعت قناة “تمازيغت” لمتابعيها برمجة خاصة بشهر رمضان، تضم باقة متنوعة من المسلسلات والأفلام التلفزيونية التي يلتقي بها المشاهدون يوميا، وتتناول عددا من المواضيع الاجتماعية وأخرى ممزوجة بقالب أسطوري، وحرصت القناة على التنويع على مستوى مواضيع كل الإنتاجات التلفزيونية التي رصدت لتنفيذها ميزانية خاصة.

وفي جزئه الثاني نجح مسلسل “بابا علي” في الانضمام إلى قائمة الأعمال الأكثر تداولا، حيث وصل إلى مليوني مشاهدة على موقع يوتيوب، وهو الرقم الذي لم يستطع أي مسلسل أمازيغي الوصول إليه.

وأكد الممثل والمغني الأمازيغي إبراهيم أسلي، الذي شارك في المسلسل بدور القاضي، أن الجمهور رد على كل الانتقادات التي كانت ضد المسلسل، بإشادته بالعمل وبمتابعته بنسبة كبيرة، موجها رسالة إلى الجمهور من أجل تشجيع الأعمال الفنية الأمازيغية التي يراها في المستوى وتليق بصورة الثقافة الأمازيغية مثل مسلسل “بابا علي”، ومشددا على أن الانتقادات أمر معهود يلاحق أي عمل ناجح، ويلجأ بعض المنتقدين إلى النظر في جوانب صغيرة لا تظهر لإخبار المشاهد بأن العمل ليس في المستوى.

وقصة المسلسل مستوحاة من الحكاية الأسطورية “علي بابا والأربعون لصا”، إذ يبدو “بابا علي” الرجل الذكي الذي يقطع الأعواد في الغابات، حيث يعيش مع زوجته “عائشة” ووالدتها “عبوش” وابنه “إبراهيم” في منزل بسيط، وهو رجل فقير يرضى بالقليل ويعتني بعائلته بالمبالغ الضئيلة المكتسبة، على عكس أخيه “بلقاس” البخيل الثري الذي لا يعتني بعائلته.

وتكشف السلسلة كيف يتحول مصير “بابا علي” إلى شخص غني في الدوار (القرية)، بعد عثوره على ثروة جمعتها عصابة، وهو ما سيستثمره في مد يد العون للفقراء والمحتاجين.

والمسلسل من إخراج مصطفى أشاور، ويمزج بين المواقف الدرامية والكوميدية والمشوقة والتي تدور حول رجل بسيط في علاقته بمحيطه العائلي والمجتمعي داخل قرية أمازيغية محاطة بغنى الطبيعة والتراث وتحديدا بدوار “تاكموت” في منطقة “تلات نياعقوب” التابعة لإقليم الحوز. ويسلط الضوء على خصائص البيئة الأمازيغية وتراثها الغني.

وأكد باحثون أن كتاب السيناريو الذين يعملون في الدراما الأمازيغية يملكون من القدرات ما يؤهلهم لكتابة العشرات من النصوص الدرامية التي تنهل من التراث الأمازيغي المغربي، وهو ما راهنت عليه قناة “تمازيغت” خلال شهر رمضان بالاعتماد على الدراما والكوميديا والبرامج الثقافية والوثائقية والدينية، لأجل تحقيق هدفها الذي يرمي إلى الاهتمام بالثقافة الأمازيغية وإبراز خصوصيتها المحلية.

وأكد عيسى وهبي، رئيس قطاع البرامج والبرمجة والبث بقناة “تمازيغت”، أن “شهر رمضان الفضيل تطلّب برمجة خاصة مع الحرص على أن تكون متنوعة وغنية وتراعي مختلف الفئات العمرية، إذ نقدم للمشاهد مسلسلات درامية وسلسلات تلفزيونية مكونة من أربع حلقات على امتداد أيام الأسبوع”.

وتعرض قناة “تمازيغت” (القناة الثامنة) الفيلم التلفزيوني “إمكوسا” (الورثة) في قالب اجتماعي يتناول تغير منحى العلاقات التي تجمع بين أفراد الأسرة بسبب الإرث، كما يصور التفرقة التي تقع بين الإخوة للسبب ذاته، إثر الحساسيات العائلية التي تصاحب الحديث عن التركة وكيفية تقسيم الميراث بين الأبناء والأقارب من درجات متفاوتة.

والعمل من إخراج الممثلة لطيفة أحرار، التي تعتبر هذه التجربة أولى تجاربها في الإخراج على مستوى التلفزيون، حيث اختارت تصوير فيلمها “إمكوسا” بين مدينة إفران وزاوية عبدالسلام، وهو من سيناريو شكري محمد، وتشخيص طاقم من الممثلين من بينهم: سعيد عامل وسعيد ضريف ورجاء خرماز وعبدالواحد الحجاوي، إضافة إلى هاجر ضحى وهبة حدو وعزيز عبدوني وعلي مصوبري ونسرين مشاط.

وأكدت المخرجة والممثلة لطيفة أحرار أن الفيلم الأمازيغي تجربة مثيرة تروي قصة الجشعين والأشخاص المتعطشين إلى السلطة كما يتم التعامل مع مواضيع أخرى ثرية، وأن الشخصيات راسخة في فضائها وهو الأطلس المتوسط.

وأشارت أحرار إلى أنها وضعت خبرة تجربتها كممثلة في خدمة الإنتاج وتوجيه الممثل الذي ضمنته أيضًا.

وفي إطار من التشويق تمت برمجة فيلم “الوريث” الذي اتخذ من النصب والاحتيال تيمة للعمل؛ حيث يدور موضوع الفيلم حول شخصية “حليمة”، وهي امرأة في الأربعينات من عمرها أشيع خبر غرق زوجها “علي” الذي كان محتالا كبيرا ومدينا لجميع الجيران، وظن الجميع أن بموته سيستريحون من مكائده الشيطانية.

وبعد أسبوع يظهر شخص غريب في الحي، وهو صورة طبق الأصل لـ”علي”، لتسير الأحداث على امتداد 90 دقيقة في منحى تشويقي يكتشف معه ساكنو الحي حقيقته، ويعلمون أنه استغل موته الزائف للتنكر في صفة ابنه الوهمي لمواصلة نهب الناس.

كما خصصت قناة “تمازيغت” التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ضمن خارطتها البرامجية لشهر رمضان، حيزا للفرجة الدرامية عبر عرضها مساء كل يوم المسلسل الدرامي “رسائل مرزوق”، من إخراج طارق الإدريسي وسيناريو بنعيسي المستيري، والذي يسلط الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية التي مست سكان منطقة الريف شمال المغرب.

وتقول الممثلة وفاء مراس إن “أحداث المسلسل تتعلق بفترة الثمانينات، إذ يعتبر جزءا من الذاكرة الريفية لأن قصته تدور في قبيلة “آيت سعيد”، حيث يكثر المهاجرون في الخارج، ويتناول عددا من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تعيشها المنطقة، على غرار التطير وزواج القاصرات وزواج الأقارب وما ينجم عنه من مشاكل صحية على مستوى المواليد”.

وتدور أحداث المسلسل في فترة الثمانينات وبطلها “عامل بريد” واجه العديد من الصعاب بعد تعيينه في القرية، وهو القادم من المدينة ليكتشف بعد شروعه في عمله أن مديره والمقدم والفقيه يقومون بالاطلاع على محتوى الرسائل التي يبعثها السكان إلى أفراد عائلاتهم في الخارج، ويقومون فيما بعد بابتزازهم من خلال ذلك.

وفي المسلسل الدرامي “الطريق المسدود” تم التطرق إلى فكرة المتاجرة بالأطفال بطرق مختلفة، والفساد الإداري المتمثل في التلاعبات والتزوير، ويطرح العمل تحت إدارة المخرج العبداوي عددا من القصص الفرعية التي سيتابعها المشاهد خلال عرض المسلسل على جمهور قناة “تمازيغت”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: