تداولت مؤخرا مختلف المواقع الإجتماعية والصفحات الفايسبوكية ، فيديوهات لمشادات خطيرة بين الباعة الجائلين بمدينة القنيطرة وبالضبط بزنقة إبن بطوطة بحي المدينة العليا La ville haute هذا الحي الذي كان في ما مضى من أجمل الأحياء بمدينة القنيطرة وأكثرها هدوءا وطمأنينة ، فأضحى بقدرة قادر خلال السنوات الأخيرة من أبشع وأسوأ الأحياء ضوضاءا وفوضى ، وذلك لإنتشار سوق عشوائي نصب بشارع عمومي وسط تجمع سكاني كبير يضم مجموعة من العمارات والدور السكنية ، هذا السوق الذي يعتبر من مخلفات المجلس البلدي المنتهية ولايته .
لقد عانت ساكنة هذا الحي منذ عقد من الزمن من ويلات هذا المستنبث الجديد وسط الشارع العمومي ، حيث أزكمت الروائح الكريهة أنوفهم ، ولوثت الكلمات النابية والخادشة للحياء أسماعهم وقطعت حبل الإحترام بينهم وبين ناشئتهم وجيرانهم ، هذا بالرغم من الشكايات المتعددة للجهات المسؤولة للنظر في أمر هذا السوق العشوائي إلا أن كل هذه الخطوات باءت جميعها بالفشل ، ولا تدري ساكنة هذا الحي إلى يومنا هذا من له مصلحة في إستمرارية هذه الحالة الرذيئة بهذا الحي ؟!
وفي نفس السياق ، وككل سنة وبحلول شهر رمضان تتفاقم معاناة الحي مع هذا السوق ، حيث لا يمر يوم من هذا الشهر المبارك ، بدون وقوع مشاداة وصراعات خطيرة بين الباعة الجائلين ، أمام مرأى المواطنين والسلطات ، كان آخرها حدث وقع يوم الأربعاء ، حيث نشب عراك قوي بين الباعة الجائلين كادت الأمور أن تأخذ منحى دموي خطير لولا تذخل العناصر الأمنية التي أرجعت الأمور إلى نصابها .
فهل ياترى سيبقى الأمر على ماهو عليه بهذا الحي ؟ وإلى متى ؟
وهل ستتذخل الجهات المعنية لوضع حد لهذا المشكل الذي أصبح ينفر الساكنة ، ودفع غالبيتهم إلى التفكير في بيع شققهم التي أصبحت مع هذا الوضع المأساوي لا تساوي شيئا ، والإنتقال إلى أحياء أخرى أكثر هدوءا وطمأنينة .