تصدرت مسلسلات الدراما و«السيتكومات الكوميدية» عرش الإنتاجات الفنية الرمضانية في المغرب، صحيح أنها حظيت بملايين المشاهدات لكنها نالت الكثير من الانتقادات كذلك.
«المكتوب» مسلسل اجتماعي مغربي، تحظى حلقاته منذ بدايتها بملايين المشاهدات على شاشة القناة الثانية فضلا عن تصدُّره قائمة «التريند» المغربي على منصة «يوتيوب»، إذ وصلت أولى حلقاته إلى قرابة 5 ملايين مشاهدة، فيما وصلت الحلقة الثانية إلى أكثر من 3 ملايين مشاهدة، وما زال يحصد المشاهدات حلقة بعد أخرى بسبب قصته الاجتماعية وأحداثه. وأعلنت القناة الثانية أنها حققت نسبة مشاهدة وصلت إلى 55.2 في المائة خلال وقت الذروة و39.8 في المائة على مدار اليوم، وذلك خلال الأسبوع الأول من رمضان الجاري.
انتقادات كبيرة
وعلى الرغم من الاستحسان الذي ناله المسلسل الذي يُخرجه علاء أكعبون، فإن انتقادات كبيرة لاحقته على مواقع التواصل الاجتماعي، علاقة بمهنة إحدى بطلاته التي تلعب دور «شيخة»، فنانة تراث شعبي، زيادة على انتقاد بعض المشاهِد التي تظهر خلالها إحدى الممثلات تُدخّن سيجارة إلكترونية، وتشابه القصة مع مسلسل أجنبي. بالإضافة إلى مسلسل «المكتوب»، يتابع المغاربة إنتاجات أخرى كـ «مول المليح» الذي أشاد به متتبعون، و«بيا ولا بيك» و«نصف قمر». كما يتابع المغاربة جملة من «السيتكومات الكوميدية»، كـ «بنات سي الطاهر» و»زنقة السعادة» و»كابتن حجيبة» و«الفلوكة» و«التّي را التّي».
بالنسبة للناقد الفني المغربي فؤاد زويريق، فلا جديد يُسجّل في الأعمال الدرامية هذا الموسم، والذي يبقى مثل باقي المواسم التي سبقته، وفق تعبيره، متابعا: « لم يحصل أي تطور لا من حيث الشكل ولا من حيث المحتوى، رغم الشكاوى التي وُجِّهت وتوجه كل سنة إلى القائمين على صناعة الدراما في المغرب».
ورغم هذه الفوضى في الصناعة، وهذا الفشل في الإبداع، حسب زويريق متحدثا لـ «القدس العربي»، هناك عملان لابد أن نشير لهما، لأنهما حقَّقا بعض ما يطمح إليه المُشاهد من فرجة، وهما بالترتيب ”المكتوب” و”مول لمليح”، وهما مسلسلان دراميان أنقذا هذا الموسم من الفشل الكلي.
«السيتكومات» المغربية
وأشار الناقد الفني المغربي إلى أن «السيتكومات» المغربية، لم تحقق أية إضافة تذكر، بل زادت من سخط المُتلقي، بل إن حتى بعض المسؤولين على هذا القطاع اعترفوا بالرداءة التي تعرفها هذه الأعمال، ومنهم فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي تعهد خلال اجتماع لجنة التعليم والاتصال في مجلس النواب السنة الماضية بتوقيف إنتاجها والاستثمار فيها.
بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة لجودة وأفكار الأعمال الرمضانية، وجه المغاربة سهام انتقاداتهم لبعض الفنانات ممن وجَّهن المشاهدين إلى عدم متابعة الأعمال الرمضانية التي لا تروقهم أو لا يرونها جديرة بالمشاهدة، والاستعاضة عن القنوات المغربية بأخرى أجنبية أو قراءة الكتب.
تصريحات يجدها الناقد فؤاد زويريق لا تليق بهم كفنانين ولا تليق بالمجال الذي يمثلونه، وهو المجال الفني، معتبرا أن الفنان لا يجب أن يضع نفسه في مواجهة الجمهور، فبفضله وصل إلى ما وصل إليه، وأن على هذا الفنان كيفما كان أن يصمت في حضرة جمهوره، وأن يحقق له أمانيه وأحلامه كما يريد أن يراها ضمن إنتاجاته المغربـية.
ويرى المتحدث أن للمتلقي الحق في إبداء رأيه سواء بالسلب أو الإيجاب، خصوصا أن القنوات المغربية التي يظهر فيها هذا الفنان والتي تعرض أعماله هي قنوات عمومية وتُموَّل من جيب المتلقي، فلا يصح أن تطلب منه أن يحول بوصلته إلى قناة أخرى كلما صادف عملا مغربيا لم يعجبه، فهذا الطلب فيه استعلاء وتكبر وعدم المبالاة بطلباته وبذائقته الفنية.
وأبرز الناقد الفني أن جمهور اليوم ليس هو جمهور الأمس بحكم كثرة الاختيارات والعروض، واطلاعه الكبير من خلال الفضائيات والمنصات على أعمال عربية وعالمية تحقق له الاكتفاء الإبداعي والفكري الذي ينشده، و»رغم ذلك فللقنوات الوطنية نكهة خاصة وخصوصا في رمضان حيث يحب أن يرى أعمالا وبرامج تتكلم باسمه، وتمثله وتمثل واقعه المغربي بكل تفاصيله»، يختم المتحدث كلامه.