فيما أكد قائد الجيش الجزائري على “أهمية التفوق الجوي”.. المغرب يسعى لـ”صناعة عسكرية مع أمريكا وإسرائيل”
حنان الفاتحي
وقعت إدارة الدفاع الوطني المغربية وشركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية اتفاقا عسكريا جديدا لبناء وحدة صناعية على مساحة 15 ألف متر مربع بضواحي قاعدة بنسليمان الجوية، ستخصص لعمليات صيانة وتطوير طائرات القوات المسلحة الملكية. ومن شأن هذا يثير قلق الجارة الجزائر مع التوتر المتصاعد بين البلدين. ويأتي هذا فيما كان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، أكد خلال زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة القوات الجوية الجزائرية، قبل يومين فقط، أمس، على أهمية “التفوق الجوي” بالنسبة للجيش الجزائري.
وبحسب مصادر مطلعة فالوحدة الصناعية التي تديرها شركة “سابينا”، ستقوم بصيانة وتحديث وإصلاح مقاتلات “إف-16″ و”C-130” الأمريكية التابعة لسلاح الجو الملكي، ما من شأنه تطوير النشاط الصناعي العسكري والدفاعي للقوات المسلحة الملكية.
وبحسب نفس المصدر قالت دانيا ترينت، نائبة رئيس شركة “لوكهيد مارتن”، إن “المغرب سيحصل على أفضل المرافق الصناعية والمعدات العسكرية المتطورة، مع ضمان التدريبات المتواصلة لتلبية احتياجات سلاح الجو المغربي”.
وذكر أن المرتقب أن تحصل القوات الملكية الجوية على طائرات “F-16 VIPER” الأمريكية، وفقا لطلب كان قد تقدم به المغرب، وهي طائرات من صنع شركة “Lockheed Martin” الرائدة في صناعة المقاتلات “النفاثة”.
ويحصل المغرب على 25 طائرة من طراز “F-16 VIPER” بقيمة أربعة مليارات دولار، وذلك بعد موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة هذه الطائرات ومعدات أخرى خلال عام 2019.
وعقدت المملكة اتفاقيات مع شركات أمريكية لتجهيز القواعد الجوية في كل من بنسليمان وبنجرير لاستقبال الطائرات الحربية. ويشمل تصميم المنشآت والبنى التحتية الداعمة، بما في ذلك تلك الخاصة بمحاكاة الطيران وتأمينها، مستودعات التخزين، بالإضافة إلى نظام حجز الطائرات.
وتعليقا على ذلك، قال محمد شقير، خبير أمني وعسكري، إن “الاتفاقية الاستراتيجية الجديدة تمهد لوضع لبنات الصناعة العسكرية المغربية، تبعا للشراكة القائمة بين الرباط وواشنطن في المجال العسكري طيلة العشرية الحالية”.
وأضاف شقير، أن “المغرب أسس الترسانة القانونية المطلوبة منذ سنتين، حيث يتجه إلى الاستثمار في الصناعات العسكرية عبر الشراكة الدائمة بين القطاعين العام والخاص”.
وتابع الخبير الأمني والعسكري بأن “المغرب يمضي قدما في التأسيس لصناعة عسكرية حديثة، تتماشى مع طموحه الإقليمي الذي يحتاج إلى خلق صناعة حربية متطورة، وذلك على غرار القوى الإقليمية الحالية مثل تركيا ومصر”.
المغرب سيركز في البداية على الطائرات العسكرية، لا سيما الدرون، بالنظر إلى الاتفاق الموقع بين الرباط وتل أبيب للاستفادة من التكنولوجيات الإسرائيلية
وأورد المتحدث أن “الاستثمار في قطع الغيار وصناعة المحركات سيقلص من فاتورة الاستيراد العسكري”، لافتا إلى أن “المغرب سيركز في البداية على الطائرات العسكرية، لا سيما الدرون، بالنظر إلى الاتفاق الموقع بين الرباط وتل أبيب للاستفادة من التكنولوجيات الإسرائيلية”.
وأبرز شقير أن “الأرضية الصناعية متوفرة بالمدن الكبرى للمملكة، حيث يتم استعمالها لتصنيع قطع الغيار الخاصة بالطائرات المدنية. وبالتالي، سيسهلُ الانتقال إلى تصنيع قطع غيار الطائرات الحربية”.
يأتي هذا فيما قال رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، خلال زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة القوات الجوية، قبل يومين فقط، إنه “من منطلق أن التفوق الجوي كان ولا يزال متطلبا عملياتيا في غاية الأهمية بالنسبة لنا فقد أوليناه الرعاية التي تليق به طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سواء من خلال التكوين الجيد والعصري للعنصر البشري أو من خلال توفير التجهيزات العصرية”.
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، قال قبلها بيوم،إن “معركة اليوم صعبة لأننا نعيش في زمن تسارعت فيه الأحداث واختلطت فيه المفاهيم وذابت فيه القيم والمبادئ”.
وتابع الفريق شنقريحة، خلال زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة (50 كلم غرب الجزائر العاصمة): ”الخيانة أصبحت وجهة نظر وخذلان الصديق في وقت الضيق نباهة والاستقواء بالعدو على الأخ والشقيق سياسة حكيمة، فما كان مذموما مرفوضا بالأمس القريب أصبح اليوم مقبولا بل مستحب”.
وقبلها بيوم كذلك قال “إن ما يشهده عالم اليوم من تحولات جيوسياسية عميقة وما يعرفه من تحديات أمنية معقدة، ليس، في الحقيقة، إلا بداية لتغيرات كبرى قادمة، سيكون لها دون شك تأثيرات وتداعيات على جميع دول العالم دون استثناء، مؤكدا أن الجزائر الجديدة ماضية في ترسيخ استقلالها الجيوإستراتيجي”.
شنقريحة: التفوق الجوي مهم بالنسبة لنا وثبات الجزائر على مبادئها أصبح يزعج نظام المخزن المغربي ويعيق تجسيد مخططاته المريبة في المنطقة
وفي سبتمبر من العام الماضي كان شنقريحة، صرح إن “ثبات الجزائر على مبادئها أصبح يزعج نظام المخزن المغربي ويعيق تجسيد مخططاته المريبة في المنطقة “.
وأبدى شنقريحة، حينها تذمره مما وصفه بـ “تمادي نظام المخزن في المؤامرات والدسائس وإطلاق حملات من الدعاية الهدامة من أجل تحجيم دور الجزائر في المنطقة واستنزاف قدراتها، وتعطيل مسار تطويرها، ومحاولة ضرب وحدة شعبها، للضغط عليها لجعلها تتخلى عن مبادئها الثابتة وقيمها النبيلة وتتنكر لقضايا الأمة”.