يقول نبينا “محمد” عليه أزكى الصلوات والسلام “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا، أو ليصمت”.
معروف
“حسبنا الله ونعم الوكيل”
على إثر الواقعة الأخيرة التي وقعت للدكتور “الحسن التازي” الطبيب الأخصائي في مجال التجميل وتقويم التشوهات الخلقية والمرضية، تكالب عليه جراءها عدد كبير من مختلف الألوان والأطياف والطينات، فبقدرة قادر خرج هؤلاء ممن هم محسوبون على “يأجوج ومأجوج” وشرعنوا لأنفسهم ما ما لم يبحهم لهم الله رب العالمين، إذ خرجوا عبر مختلف المواقع، مزودين بترسانات من الكيل والسب والشتم والقذق والإتهات التي منها ما هو مبني على أسس واقعية فيما الأخرى لم يكن، الغرض منها سوى التعثيم على شخص الدكتور “الحسن التازي” وتدمير نفسية أسرته وسيما أبنائه إذا ما كان لديه أبناء.
نعم، لقد تتبعت مجريات الواقعة المشار إليها أعلاه، لا أقول عن كثب، ولا من باب الإهتمام أو الفضول، بل النطلاقا من غريزتي الإنسانية التي تحثم علي عدم السكوت أمام تعرض بني الإنسان للظلم الشنيع، وهنا قد يقول المتقولون وليس القائلون أن الدكتور المعني بالأمر قد ارتكب جرما شنيعا، وخطأ لا يغتفر، من هذا المنطلق سأرد على من خولوا لأنفسهم تشويه سمعة الناس، وتغليط الرأي العام حيال القضايا الجوهرية، أولئك الذين دأبوا قلب الحقائق، وتزييف الأمور، لا لشيء سوى لإرضاء زمرة الظلم والفساد والإستبداد والإستكبار، زمرة متمثلة في أشخاص وليس في مؤسسات، أشخاص لا علاقة لهم بالصحافة أو الإعلام، ولا علاقة لهم بالعدل والقضاء، ولا علاقة لهم بجمعيات المجتمع المدني، بل هم في حقيقة أمرهم أشخاص استرخصوا أنفسهم، وباعوا ذمتهم، كرامتهم، رجولتهم، أشخاص مستعدون أتم الإستعداد لتدمير حياة الإنسان عبر التشهير به، وتغليط الرأي العام حيال ما وقع له عبر مزح الحق بالباطل ليتمخض عنهما مولود غير شرعي اسمه الكمجتمعي لا الكوني “البهتان العظيم”.
فبالأمس القريب، كان الدكتور “التازي” محط أنظار الكثيرين من المهتمين في عالم التجميل، وعالم إبراز الإنجازات وتحقيق النجاحات، فكم من جوائز سلمت للدكتور المذكور، وكم من شهادات إيجابية وبناءة أعطيت في حقه سواء عن طريق الإستحقاق أو المجاملة، وفي عشية وضحاها تم التنكر له ولخدماته التي من بينها ما نفع به العباد والبلاد، إذ علينا جميعا أن نعلم أنه ليس بملاك منزه، ولا بشيطان رجيم، بل هو إنسان آدمي وقد حافظ على آدميته إلى حين أن وقعت له تلك الواقعة التي أصبحت واقعة “خافضة” و “رافعة”، وقد صدق من قال: “الناس ينسون كل ماضيك الجميل، مقابل آخر موقف سيء منك، والله سبحانه وتعالى يمحو كل ماضيك السيء مقابل توبة صادقة منك”.
هذا، وتجدر الإشارة، أن جميع الأشخاص الذين تقدموا بشكاياتهم أمام العدالة لتقيم الحق والبينة، وتنصف كل طرف متضرر، هم وحدهم المخول لهم التعبير عن أضرارهم ومعاناتهم دون سواهم ممن يستغلون معاناة الناس ليحققوا من ورائها مكاسب مادية وشهرة فرجة وأرقام مشاهدات، إذ من الواجب المفروض أن تترك الأمور برمتها للقانون والعدالة، فهذه الأخيرة وحدها المخول لها شرعا وقانونا البث والحكم في القضية, حيث يقول الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: “يجب أن يعامل أيّ متهم أمام القانون على افتراض أنه بريء تماماً ما لم يثبت عكس ذلك”.
وليعلم كل المتطفلون والمتسلطون والمتطاولون أن الدكتور التازي هو اليوم قابع وراء القضبان بالسجن، ونحن في شهر رضمان شهر صيام ورحمة وغفران، أنا لا أعني هنا رحمة كل ظالم أو التوبة عن كل مرتكب جرم أو جناية، ولكن أعني هنا بالقصد “كفانا إضافة المعاناة لمن يعانون، وكفانا تشويها لمن هم متضررون، وكفانا لغطا وهرجا حول كل شيء يتحرك من حولنا داخل المجتمع”، وخير ما أختم به ها هنا ألا وهي مقولة الكاتب المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير، التي مفادها: “تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس، وأصلحوا أنفسكم”.