أعلنت جبهة بوليساريو الانفصالية في بيان الأحد قطع علاقاتها مع الحكومة الإسبانية، وذلك في محاولة لتخفيف من هول الصدمة، بعد قرار مدريد تأييد مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية والتقارب مع الرباط.
وتأتي هذه الخطوة بعد زيارة تاريخية لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المملكة المغربية بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث جدد دعم بلاده للطرح المغربي لحل النزاع في الصحراء، معتبرا أنه الحل الأكثر جدية وواقعية.
ولم يرُق دعم الجارة الشمالية للمغرب لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لجبهة بوليساريو التي أعلنت عبر وكالة الأنباء التابعة لها، أن الأمانة العامة للجبهة قررت تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية.
وأورد البيان أن الخطوة جاءت بناء على كون الدولة الإسبانية لها مسؤوليات تجاه ما أسمته “الشعب الصحراوي” والأمم المتحدة في نفس الوقت، باعتبارها القوة المديرة للإقليم، وأن مسؤولياتها تبعا لذلك لا تسقط بالتقادم.
وشدد البيان على أن هذا القرار سيظل ساريا إلى أن تنأى الحكومة الإسبانية بنفسها عن القضية، وتلتزم بما وصفته بـ”قرارات الشرعية الدولية”.
والخميس، حل بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية ضيفا على المملكة المغربية، بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، في زيارة هي الأولى من نوعها، منذ انتهاء التوتر الدبلوماسي بين البلدين الذي دام حوالي 11 شهرا.
وعاش البلدان أزمة غير مسبوقة، وذلك بعد إقدام مدريد على استقبال زعيم بوليساريو إبراهيم غالي على ترابها، بهوية واسم غير حقيقيين، دون إخبار الرباط بذلك.
وسمحت إسبانيا آنذاك بدخول زعيم الجبهة الانفصالية بوثائق سفر تحمل اسم محمد بنبطوش، معللة ذلك بـ”دواع إنسانية”، نظرا إلى أن الرجل كان يعاني من مضاعفات صحية بسبب إصابته بفايروس كورونا.
واستمر التوتر بين البلدين نحو عام كامل، حيث قررت الرباط استدعاء سفيرتها لدى مدريد احتجاجا على ذلك، قبل أن تعود قبل حوالي شهر بعد انجلاء الأزمة بين البلدين.
وفي وقت سابق، كشف الديوان الملكي المغربي في بيان فحوى رسالة وجهها سانشيز إلى الملك محمد السادس، يؤكد فيها أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية”.