الهجرة غير النظامية في صميم الاهتمامات التفاوضية لإسبانيا مع المغرب

ماموني

مع اقتراب موعد حلول رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والوفد المرافق له بالمغرب لتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعد اعتراف مدريد بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، تبرز مشكلة الهجرة غير النظامية التي تعاني منها مدريد، والطريقة التي سيتم بها احتواء موجات المهاجرين في المستقبل.

وأبرزت مدريد استعدادها للتنسيق مع المغرب في قضايا مشتركة أبرزها الهجرة، حيث اعتبر وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس أنه لا يمكن إدارة مسألة الهجرة دون مساعدة المغرب، مشيدا بتعاون الرباط في وقف تدفقات الهجرة، ما يجعلها شريكا استراتيجيا.

وتراهن سلطات مدينتا سبتة ومليلية المحتلتين وجزر الكناري، على التقارب بين مدريد والرباط لتعميق التعاون في مجالات متعددة، وعلى رأسها الهجرة غير النظامية.

وأكد أنخيل فيكتور توريس، رئيس جزر الكناري، في تصريحات صحافية، أن “الوضع السياسي الجديد سينعكس إيجابا على جزر الكناري، فيما يأمل إدواردو دي كاسترو، رئيس ثغر مليلية المحتل، بأن تنتهي أزمة الهجرة المندلعة في وقت سابق”. وقالت سلطات مليلية إن “مجموعة مكونة من 2500 شخص من أفريقيا جنوب الصحراء حاولت عبور السياج الحدودي بشكل جماعي”، كما حاول نحو 1200 مهاجر في مارس الماضي عبور السياج العالي إلى مدينة مليلية المحتلة، ونجح 350 منهم في تحقيق ذلك.

المغرب وإسبانيا تعهدوا بالعمل معا من أجل التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي

واعترضت السلطات المغربية السبت ما مجموعه 133 مهاجرا، من بينهم أربع نساء، كانوا ينوون العبور إلى أوروبا بشكل غير قانوني، على بعد 140 كيلومترا من الداخلة، جنوبا، كما اعتقلت الشرطة في المنطقة عدة أفراد لتورطهم في عمليات التهريب، وأنقذت الكثير من القوارب المطاطية.

وأكد المفوض الأوروبي للجوار والتوسع أوليفر فارهيلي “استعداد الأوروبيين للمساهمة من أجل تسهيل العمل الذي يقوم به المغرب، لأن كلانا مقتنع بأن الهجرة غير النظامية مصدر لعدم الاستقرار والهشاشة بالمنطقة”.

وأشار صبري الحو، الخبير في القانون الدولي للهجرة، إلى أن المغرب، الذي يعتمد سياسة إنسانية في مجال الهجرة، راكم مجموعة من الخبرات في إطار تعاونه مع مجموعة من الدول في إطار الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالتدبير التعاوني للهجرة، معتبرا أن أحداث سبتة المحتلة لا يمكن أن تنكر مجهودات المغرب في مجال الهجرة، علما أنه تحول من بلد مصدر وعبور إلى بلد إقامة للمهاجرين.

وربط الحو في تصريح لـه النهج الجديد في تناول مشكل الهجرة غير النظامية، مع تغير موقف إسبانيا من ملف الصحراء، بالتحولات الدولية الجديدة، ونجاح الدبلوماسية الملكية في اعتماد التنمية في شمال المغرب وسيلة لمقارعة إسبانيا على مستوى الندية، لأجل إدارة إشكالية الهجرة إلى جانب ملفات الإرهاب والجريمة المنظمة بفعالية، وهو ما سيجعل هذا الموقف بمثابة صك نجاح للدبلوماسية الملكية.

وتعهد المغرب وإسبانيا بالعمل معا من أجل التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل، وفق ما جاء في رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في مارس الماضي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: