الاتحاد المغاربي بين الوهم و الحقيقة.

عبدالحكيم عبدلاوي

«يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرا»

رمضان حل و فيه تفتح أبواب الجنان و ترتاح القلوب و تطمئن النفوس.
شهر مراجعة النفس و تصحيح الذات و فتح البصيرة التي تتجاوز حذقاتها الحقد و البغضاء و تحيى على امل التلاحم و التآخي و التازر.
قلنا و لازلنا أن متنفس الجارة الشرقية يكمن في فتح الحدود و إعادة لملمة فكرة المغرب العربي و نسيان الخلافات و إقرار مغربية الصحراء.
نحن في عصر التكتلات و الجبهات و المتغيرات السريعة فعدو الأمس صديق اليوم و العكس. بنو الصفر يعرفون هذا القانون جيدا به و عليه يقررون القرارات.
ظهرت فكرة الاتحاد المغاربي قبل الاستقلال وتبلورت في أول مؤتمر للأحزاب المغاربية الذي عقد في مدينة طنجة.
تلاه بعد الاستقلال جدول أعمال تمثل في إنشاء اللجنة الاستشارية للمغرب العربي وبيان جربة الوحدوي و معاهدة مستغانم ومعاهدة الإخاء والوفاق وأخيرا اجتماع قادة المغرب العربي بمدينة زرالده يوم 10/6/1988.
فتم الأعلان نهائيا عن قيام اتحاد المغاربي في 17/2/1989 بمدينة مراكش من قبل خمس دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
في غياب تام لما يسمى البوليزاريو لا حضوريا و لا نيابيا و لا كتابيا. و في ذلك اعتراف ضمني بمغربية الصحراء من لدن الزعماء المغاربيين انذاك.
نصت معاهدة إنشاء الاتحاد المغاربي على توثيق أواصر الأخوة التي تربط الأعضاء وشعوبهم بعضهم ببعض..
( أملنا ترجع و تعود و تمحي الايام السود…) كانت آخر نغمة تركها الرئيس الشاذلي خلفه حينما انقلبت علي المصالح الجنرالاتية. فكان انقلابا على الإرادة الشعبية الجزائرية التي تقوت بمرونته خاصة لما فتح الله عليه بصيرة الصواب ليتصالح مع ارادة شعبه و مع جاره المغرب.
ليس الأمس باليوم بعيد و لازال فكر الأتحاد منشوذ لدى الطبقة الشعبية و أن عبث به العابثون بايواء مفسدين ا احتجزوا النساء و جندوا الاطفال في مخيمات العار.
ليس من حل لنضام العجائز إلا إكمال مسير الشاذلي و الخروج من درب النفاق و الشقاق و وصل السبيل الذي يؤتي خيري الدنيا و الآخرة.
من الموعضة أن يتعض حاملو لواء التفرقة ان رصاصة دوت بين جدران أوكرانيا أدخلت العالم في ازمتي الزيت و الدقيق و لم يعد لفرنسا من الاحتياط ما لا يتعدى الشهرين و لله عاقبة الامور.
نسأل الله في هذا الشهر العظيم أن تلين القلوب للعيوب و تلبى مصلحة الشعوب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: