إعادة تأهيل سينما ”ألكازار” العتيقة بطنجة، وإنتظارات القنيطريين ترميم سينما بلاص التاريخية .
عبد العزيز الناوي
عادت الحياة من جديد إلى سينما “ألكازار” التاريخية و الثقافية ، بعد تهيئتها لتكون واحدة من بين المباني التاريخية التي شهدت ملامح سينمائية وفنية رائعة بالمغرب.
وكانت قد وقعت كل من ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جماعة طنجة، وجمعية أفلام طنجة، إتفاقية شراكة تتعلق بتكملة وتجهيز وتسيير وتنشيط قاعة سينما “الكازار”.
حيث وضعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، كل التجهيزات التقنية والمكتبية للقاعة رهن إشارة الجمعية المسيرة .
وتندرج هذه الإتفاقية في إطار الخطة لترميم مجموعة من قاعات سينما القرب بالمدن القديمة، فانتقلت إليها عمليات الإصلاح والترميم وأُعيد لها الإعتبار في إطار مشروع إعادة تأهيل وهيكلة المدينة القديمة لطنجة.
أنشئ مسرح ألكازار (Teatro Alcazar) في أبريل عام 1913 م، في منزل صغير كائن بطريق التلغراف، وقد تكوّن هيكله الداخلي من أعمدة وألواح الخشب. في سنوات عمره الأولى عرضت فيه بعض الأعمال التمثيلية والمسرحية الإسبانية.
غير أن هذا المسرح لم يعرف الإنطلاقة الفعلية ، إلا بعد أن جدد بناءه بالحجارة وأضيف إلى مبناه طابق علوي جديد وتحول إلى سينما- مسرح سنة 1917 م .
إلا أن مساره الفني بعد هذه السنة طبع بهيمنة العروض السينمائية بشكل كامل ، وتقع سينما ألكازار في قلب إحدى أعرق ساحات مدينة طنجة، ساحة “باب طياطرو”.
ويا حبذا لو نقلت هذه التجربة الفريدة من نوعها لمدينة القنيطرة ، ونحن في أمس الحاجة إلى دور السينما ، حيث أضحت المدينة تفتقر إلى مثل هذه المرافق الفنية ، منذ أن زحف العمران المتوحش على المدينة ، وما زالت قاعة سينما “بلاص” وسط المدينة “الفيلاج” شاهدة على العصر الذهبي للعروض الفنية المسرحية والأفلام الدولية التي كانت تعرض فيها ، وروادها الكثر من جميع مدن المملكة .
السينما التوأم الشبيهة إلى حد كبير بقاعة سينما ألكازار بطنجة ، التي تم ترميمها مؤخرا ، وإن أمعنت النظر إليها جيدا ستكتشف على الفور أنها صورة مصغرة للبيت الأبيض الموجود بأمريكا ، إذن هذه القاعة تتمتع بمعمار أوروبي إمبريالي رائع ، كمثيلاتها لبعض المباني الموجودة بالقنيطرة ، والتي صنفت ضمن الثرات العالمي باليونيسكو .
ومعلوم أنه خلال أواخر سنوات التسعينيات ، حاولت مستغلة هذا الصرح الفني بالقنيطرة إعادة تجديده وترميمه ، وبالفعل بدأت آنذاك في الأشغال لكن القدر كان أقوى منها ، ووافتها المنية وترك كل شيء على حاله إلى يومنا هذا .
إذن فلم يبقى من حروف الزمن الجميل بالمدينة سوى هذه المعلمة التاريخية ، التي ظلت شامخة وشاهدة على الأيام الجميلة . فلزاما على الجمعيات المهتمة بشؤون المدينة ، والعمل السينمائي والمسرحي والفني ، والمسؤولين على الشأن المحلي ، التكثل والإلتفاتة إلى هذا الصرح الفني الكبير لحمايته من الإندثار كسابقيه ، والوقوف سدا منيعا أمام الزحف الإسمنتي الذي أصبح يتهدده يوما عن يوم ، والعمل على إستنساخ تجربة قاعة ألكازار بطنجة لخلق نفس فني مسرحي سينمائي جديد بالقنيطرة ، طالما إنتظرته ساكنة القنيطرة بفارغ من الصبر ، فهل أنتم فاعلون ؟