المغرب يحقق نجاحات ديبلوماسية كبيرة بفضل سياسته الخارجية و إمكاناته الاقتصادية
بوشعيب البازي
وقعت الديبلوماسية المغربية نجاحا كبيرا في نزاعها مع جبهة “البوليساريو”، إذ بدأ بفتح العديد من الدول الأفريقية والعربية لقنصلياتها بالصحراء، و باعتراف تاريخي أميركي بسيادة الرباط الكاملة على المنطقة،
وعلى نحو لافت، بدا، خلال الأشهر الماضية، أنّ الدبلوماسية المغربية، تستغلّ مرحلة الجمود التي يمرّ بها ملف الصحراء، لتسجيل نقاط على خصومها، بفضل استراتيجيتها القائمة على حثّ الدول على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وتأكيد الأمر على أرض الواقع .
يعتبر الموقف الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية، والذي يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية، موقفا تاريخيا وحاسما، أبرز ويبرز صلابة و قوة مواقف المملكة المغربية، وايمانها العميق بعدالة قضيتها المتعلقة بوحدتها الترابية، تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي ظل دوما و في كل مناسبة يؤكد أن قضية الصحراء المغربية ليست قضية حدود بقدر ماهي قضية وجود
وبحسب الصحفي بوشعيب البازي، فإن المكاسب التي حققتها الدبلوماسية المغربية كانت استثنائية بكل المقاييس واستراتيجية، مشيراً إلى أن “الاعتراف الاسباني زاد القوة التفاوضية للرباط، وقوض ادعاءات الجبهة بأن لها دعماً في الاتحاد الاوروبي، كما زاد تعميق النفوذ المغربي اوروبيا في مناحي اقتصادية وتنموية تتجاوز الفعل السياسي”.
كما يمكن التأكيد في ذات السياق، الى ان موقف مدريد لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة ما ظلت المملكة المغربية، تنادي به دوما، من خلال الخطب الملكية للملك محمد السادس ، الذي ظل دوما ينادي بضرورة تعزيز سبل التعاون بين المملكتين لما فيه خير الشعبين الجارين اللذان تجمعهما قواسم تاريخية وحضارية قديمة وعريقة
ورحّب البازي بالخطوة الإسبانية واعتبر أن مدريد وضعت حدا لأزمتها الدبلوماسية مع الرباط، وأشاد بالدبلوماسية المغربية التي “تسلحت بالحكمة… وعدم الانجرار وراء ردود الفعل”.
وتابع “نجد أن الدبلوماسية الحكيمة والمتأنية، للعاهل المغربي الملك محمد السادس، المُتسمة برؤية استراتيجية تستشرف المستقبل بسمة واقعية، تمكنت من تحقيق مكسب يُضاف إلى مكاسب عديدة، على رأسها الاعتراف الأمريكي الصريح بمغربية الصحراء، وأيضاً الزخم الدبلوماسي على مستوى الصحراء المغربية”.
ولا يجب الحديث عن الموقف الإسباني بمعزل عن نظيره الألماني، الذي أكد على نفس الأمر، ووقف على أهمية ونجاعة الطرح المغربي في إنهاء هذا النزاع المفتعل في المنطقة لأعوام عدة.
وفي هذا الإطار، قال البازي، “يُلاحظ المتتبع للملف الصحراء المغربية، أن المملكة تحصد بشكل متزايد دعماً إيجابياً من طرف دُول كانت إلى وقت قريب تُظهر دعماً صريحاً ومباشراً للأطروحة الانفصالية”.
لم تتقبل الجزائر أن تعلن إسبانيا، كدولة مستقلة تملك قرارها السيادي، عن موقف جديد من ملف الصحراء المغربية، وتعلن أنها تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف . فسارعت إلى استدعاء سفيرها في الجارة الشمالية للتشاور، فاتحة باب أزمة دبلوماسية مع إسبانيا
لقد أنهت إسبانيا بقرارها الجديد لعبة التخفي الجزائرية، وعرت عن وجهها الحقيقي، ليتأكد للعالم كيف أنها طرف حقيقي وفاعل في الصراع المصطنع حول الصحراء المغربية. وفشلت الجزائر بذلك في أن تستمر في رهن القرار الاسباني لمقاربتها الانفصالية التي تراهن على إنهاك المغرب باستدامة الصراع.