حكام المرادية يتدكرون أغنية “الصدمة كانت قوية” للمغني عبد الهادي بلخياط عقب إعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء
بوشعيب البازي
شكلت رسالة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، التي وجهها إلى الملك محمد السادس، يوم أمس الجمعة، صدمة بقصر المرادية عقب اعتراف إسبانيا رسميا بمغربية الصحراء، من خلال اعتبار الحكم الذاتي حلا واقعيا وجديا للنزاع المفتعل.
صدمة الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء لم تبقى حبيسة جدران القصر الرئاسي الجزائري بل امتدت لصنيعتها في مخيمات الاحتجاز بتندوف، حيث خلق الموقف الإسباني، ارتباكا واضحا في صفوف قيادات البوليساريو، وهو مادفع مايسمى “مندوب البوليساريو بإسبانيا” المدعو عبد الله عرابي، بوصف الموقف الإسباني بـ”الخضوع لابتزاز” المغرب، مؤكدا أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز “استسلم للضغط والابتزاز المغربي”، بعد إعلان تأييده مبادرة الحكم الذاتي للصحراء.
وفي ذات السياق، بلعت الصحف التابعة لمخابرات العسكر (الشروق الجزائرية، النهار الجزائرية) لسانها منذ يوم أمس إلى حدود الساعة لسانها ولم تتكب حرفا واحدا حول فحوى الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية للملك محمد السادس يؤكد فيها علنا اعتراف الدولة الإسبانية بالحكم الذاتي كحل واقعي وجدي للنزاع المفتعل في الصحراء. وهو بمثابة موقف رسمي داعم للمغرب لقضية وحدته الترابية.
ويرى متتبعون أن صمت الصحف الجزائرية واختفاء ردة فعلها من الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء يعد صدمة كبيرة وخطوة مخيبة لآمال النظام الجزائري العسكري الذي يحركها، حيث تأكد له اليوم أن إسبانيا التي كان يعول عليها دائما في التحرش بالمملكة غيرت موقفها جذريا في قضية الصحراء المغربية.
وأكد المتتبعون، أن صحافة النظام الجزائري لم يبقى لها أي حجة للدفاع عن الموقف المعادي للمغرب وهي ترى تتابع الفشل الذريع للنظام الذي يمثل الرئيس عبد المجيد تبون، حيث باءت كل محاولاته بالفشل في تسجيل أهداف دبلوماسية ضد المغرب.
من جانب آخر، اعترفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية المعروفة بتوجهاتها ضد المغرب بأن إسبانيا بهذه الرسالة قد تخلت عن حيادها الذي طالما ظلت تبديه تجاه قضية الصحراء المغربية
وأكدت أن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية أكدت فيها على أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، قائلة إن الرسالة “تسلط الضوء على الجهود الجادة، وذات المصداقية، التي يبذلها المغرب، في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول للطرفين”، موضحة أن “هذه العبارة تذهب إلى أبعد من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأبرزت الصحيفة أن “نص الرسالة هو نتاج شهور من المفاوضات بين وزارتي خارجيتي البلدين، تفرض الوفاء بالشرط الذي فرضه المغرب لتطبيع العلاقات بشكل كامل”.