عودة الدفء إلى العلاقة المغربية الهولندية ، وكسب تعاون المغرب في مكافحة الإرهاب
La redaction
بعد تعيين المغرب لسفير جديد بهولندا ، وربط أول لقاء رسمي بين وزير الخارجية المغربي ونظيره الهولندي بعد سنوات من الجفاء ، فتحت الرباط صفحة جديدة من التعاون الأمني مع أمستردام.
التعاون الجديد، كشف عنه “Huib Mijnarentds “، رئيس قسم مكافحة الإرهاب والأمن الوطني في وزارة الخارجية الهولندية.
وقال المسؤول الهولندي، إن زيارة قادته إلى المغرب خلال الأيام القليلة الماضية، إلتقى فيها نظراءه المغاربة، وربط فيها نقاشات معهم، حول تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
الخبير الهولندي الذي توكل له خارجية بلده ملف مكافحة الإرهاب، يرى أن التعاون مع المغرب يفتح عددا من المسارات لتطويره أكثر مما هو عليه اليوم، مشددا على أن التعاون الدولي، هو الوسيلة الفعالة لمكافحة خطر الإرهاب.
ومرت العلاقات المغربية الهولندية بإختبارات عصيبة خلال السنوات القليلة الماضية، آخر فصولها وقع مع بداية جائحة كورونا، إذ وجهت هولندا إتهامات إلى المغرب بعدم السماح لها بترحيل مواطنيها، الحاملين للجنسية المغربية، وعدم الترخيص لها لإجراء رحلات إستثنائية، منذ 20 من شهر مارس 2020، وهي التصريحات، التي إنتقدها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة بقوة، ورد عليها المغرب بنفي معارضته لمبدأ عودة مواطنيه من ذوي الجنسية المزدوجة إلى بلدان الإقامة، بسبب روابط مهنية، أو إعتبارات أسرية، أو صحية، “بعيدا عن كل خلفية سياسوية”.
وفي المقابل، إتهم المغرب هولندا، في الفترة نفسها من بداية الجائحة، بالتمييز في عملية إعادة عالقيها، وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن “هولندا كان لها منذ البداية موقف مخالف، وتمييزي تجاه المغاربة الحاملين للجنسية المزدوجة، قبل أن تطرح نفسها كمدافعة عن حقوقهم لدى الدولة المغربية“، مضيفا أن هولندا لم تبدي أي اهتمام بالمغاربة الحاملين للجنسية المزدوجة، خصوصا منهم المقيمين في شمال المغرب، إلا بعد أن نظمت حوالي 30 رحلة لإجلاء رعاياها.
العلاقات بين المغرب، وهولندا تمر، منذ ثلاث سنوات، بأزمة، بسبب تقرير حول “حراك الريف” كان قد قدمه وزير الخارجية الهولندي السابق، ستيف بلوك، أمام لجنة الخارجية في برلمان بلاده.
وظهرت الأزمة بشكل جلي عندما حل بلوك في زيارة لنظيره المغربي، ناصر بوريطة، في الرباط، ووقفا جنبا إلى جنب في ندوة صحافية، أعقبت محادثات ثنائية، قال فيها بوريطة لبلوك، “إن المغرب لا يقبل الدروس من أحد”، فيما تشبث وزير الخارجية الهولندي بإنتقاد بلاده لتعاطي المغرب مع معتقلي حراك الريف.
وتفاقمت الأزمة، قبل أيام، قليلة من بداية جائحة كورونا، عندما حل برلمانيون هولنديون إلى مدينة الحسيمة، وأصدروا تقريرا يرسم صورة قاتمة عن أوضاع عائلات معتقلي حراك الريف، مطالبين بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية هذا الحراك، وهو ما لم يستسغه المغرب، واعتبره تدخلا في شؤونه.