بعنصرية مقيتة نائب إسباني: مرحبا باللاجئين الأوكرانيين ولا للاجئين المسلمين

سومية العلكي

في واقعة جديدة تعكس العنصرية وازدواجية المعايير لدى الغرب، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لنائب في البرلمان الإسباني، يرحب فيه باللاجئين الأوكرانيين، ويرفض استقبال لاجئين مسلمين.

وفي كلمة له في البرلمان، قال النائب الإسباني متحدثا عن اللاجئين الأوكرانيين: “هؤلاء النساء والأطفال وكبار السن يجب أن يرحب بهم في أوروبا”.

وأضاف قائلا: “أي أحد يدرك الفرق بين تدفق هؤلاء اللاجئين وبين غزو الشبان بسن الخدمة العسكرية. ومن أصول مسلمة تم أرسالهم إلى حدود أوروبا لزعزعة استقرارها واستعمارها”.

إزدواجية المعايير

وكثرت الأمثلة خلال الأيام الماضية على هذه العنصرية التي تكيل بمكيالين في العديد من المحطات الفرنسية والأميركية والصحف البريطانية. ما دفع الكثير من وسائل الإعلام المعروفة إلى نشر اعتذارات علنية لتهدئة الغضب على مواقع التواصل الرقمي.

وفي حين لا يختلف العنف والمعاناة بين الحالتين، فإن تعامل الإعلام معهما اختلف بشكل جذري. ومن الأمثلة على ذلك تعليق أدلى به شارلي داغاتا، الموفد الخاص لقناة “سي.بي.إس. نيوز” الأميركية إلى أوكرانيا. حيث قال على المباشر: “مع خالص احترامي، هذا ليس مكانا مثل العراق وأفغانستان اللذين عرفا عقودا من الحروب. إنها مدينة متحضرة نسبيا، أوروبية نسبيا (…) حيث لا ننتظر حصول أمر مماثل”.

وأعرب في اليوم التالي عن اعتذاره وندمه على كلامه؛ لكن الضرر كان قد حصل بالفعل.

وكتب مدير “برنامج العراق” في “أتلاتنيك كاونسيل”، في تغريدة على “تويتر”، “ربما فوت شارلي داغاتا الصف الذي تعلم فيه زملاؤه. في المدرسة الثانوية، أن اسم العراق الآخر هو مهد الحضارا)”.

حتى قناة الجزيرة

ولم تسلم قناة الجزيرة الإنجليزية من هذه الهفوات أيضا؛ فقد أرغمت على الاعتذار، يوم الأحد الماضي. بسبب التصريحات الخالية من الحساسية التي أدلى بها مذيع حول النازحين الأوكرانيين.

وعلق ذلك المذيع قائلا: “الثياب التي يلبسونها تبين أنهم من طبقة وسطى ميسورة. هم حتما ليسوا لاجئين فارين من مناطق تشهد حربا في الشرق الأوسط”، وأضاف: “يشبهون أي عائلة أوروبية قد تكون تقطن في حيكم”.

من جانبه، علق الصحافي فيليب كوربيه، على قناة “بي.أف.إم. تيفي” الفرنسية. بالقول: “لا نتحدث هنا عن هاربين من قصف النظام السوري المدعوم من فلاديمير بوتين… بل عن أوروبيين يهربون بسياراتهم التي تشبه سياراتنا … ويحاولون النجاة بحياتهم”.

وقالت القناة، ردا على أسئلة فرانس برس، إن “الصحافي صاغ “كلامه بطريقة متهورة، لكنه أخرج عن سياقه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع إلى الاعتقاد خطأ أنه يدافع عن موقف معاكس للذي أراد إظهاره، وهو لذلك متأسف”.

مرتزقة روس

ويأتي هذا في وقت تستعد فيه روسيا لنشر ما يصل إلى ألف جندي إضافي من المرتزقة للمشاركة في القتال في أوكرانيا في الأيام المقبلة. حسبما أكد مسؤول دفاعي أميركي لـ”سي إن إن”.

كما حذر مسؤول استخباراتي غربي من أن موسكو “قد تستمر في قصف المدن حتى تستسلم”. في تصعيد قد يؤدي إلى خسائر كبيرة بصفوف المدنيين

وقال مسؤول دفاعي رفيع في وقت سابق من هذا الأسبوع لـ”سي إن إن”. إن الولايات المتحدة رصدت بالفعل “بعض المؤشرات” على احتمال تورط المرتزقة الروس في الغزو الروسي لأوكرانيا “في بعض الأماكن”، لكن لم يتضح بالضبط أين أو ما هي الأرقام

وأفاد مسؤول أميركي لشبكة “سي إن إن”، بأن روسيا تخطط لنشر ما يصل إلى ألف مرتزق في المستقبل القريب

وعانت بعض القوات الروسية من مشكلات معنوية وانتكاسات في ساحة المعركة. وقال المسؤول إن “قوات المرتزقة ستحصن تلك الوحدات خلال الأيام المقبلة”

وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن المرتزقة الموجودين بالفعل في أوكرانيا “كان أداءهم سيئاً عندما واجهوا مقاومة أشد مما كان متوقعاً من الأوكرانيين”، مشيراً إلى أن “ما يصل إلى 200 من هؤلاء المرتزقة قتلوا في الحرب حتى الآن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: