فرنسا تخشى أن يكون “الأسوأ قادما” في النزاع الروسي – الأوكراني
عبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس عن قلقه من أن يكون “الأسوأ قادما” في الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، بينما تحاصر قوات موسكو عددا من المدن الأوكرانية وتقصفها.
وقال لودريان لقناة التلفزيون فرانس2 “يمكننا أن نخشى منطق حصار (…) اعتاد عليه الروس”. وأضاف “تذكروا حلب.. غروزني”، في إشارة إلى هاتين المدينتين في سوريا والشيشان اللتين تعرضتا لقصف روسي في العقود الأخيرة.
ويقول محللون إن مدينتي غروزني الشيشانية وحلب السورية -هاتيْن المدينتين الرمزيتين اللتين حولهما القصف الروسي في 1999 و2016 إلى رماد- تعودان إلى الذاكرة الآن، رغم اختلاف السياق.
وقال تشارلز ليستر خبير الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط، في تغريدة مرفقة بصور مدينة خاركيف التي تعرضت للقصف، “كما لو أنها (خاركيف) حلب من جديد”.
وتشهد الكثير من المدن الأوكرانية قصفا مكثفا، ويندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مثل العديد من المنظمات غير الحكومية والزعماء الغربيين، بارتكاب “جرائم حرب”، متهما موسكو بالسعي لـ”محو” أوكرانيا.

وأضاف لودريان أن “الحرب تؤدي إلى قتل المئات من الجانب الروسي أيضًا”، بينما وصف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء الخسائر البشرية للغزو الروسي لأوكرانيا بـ”الهائلة”. وقال الوزير الفرنسي إن المواقع التي دمرت “ليست أهدافا عسكرية بل أغلبها مدنية”.
وتابع وزير الخارجية الفرنسي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد “إنكار أوكرانيا وإنكار وجود دولة ديمقراطية على أبوابه”.
وقال لودريان “هذا هو المنطق. قصة دونباس وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين كنا نتحدث عنهما قبل أيام كانت ذريعة، كانت حجة”. وأضاف أن “إرادة بوتين هي تجنب وجود نماذج ديمقراطية على أبوابه يمكنها أن تؤثر على تطور روسيا”. ودعا مجددا روسيا إلى وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق عبرت الخارجية الفرنسية عن تخوّفها من تمدد الصراع إلى جورجيا ومولدافيا المجاورتين. وتضمّ كل من هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين سابقا مناطق انفصالية موالية لموسكو.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثات بشأن أوكرانيا مع رئيستَي جورجيا ومولدافيا “تصميمه على دعم الشركاء في الجوار الشرقي” للاتحاد الأوروبي “ضد أي محاولة لإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار”.
وقال ماكرون لرئيسة مولدافيا مايا ساندو والرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي “نقف إلى جانب مولدافيا وجورجيا للدفاع عن سيادتهما وأمنهما ضد اي مسعى لزعزعة استقرارهما”.