حزب العدالة والتنمية المغربي يتبرأ من حملة ضد أخنوش لكن يتطلع إلى فشله لإعادة الانتخابات
ماموني
نفى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المغرب عبدالإله بنكيران أن يكون حزبه وراء الحملات القائمة ضد رئيس الحكومة عزيز أخنوش جراء أزمة الأسعار، وأن محاولته فهم خيوط هذه الحملة ومن يقف وراءها “باءت بالفشل”، لكنه وفي نفس الوقت لم ينكر موقفه السياسي بأن فشل أخنوش يستدعي الذهاب إلى انتخابات أخرى.
جاء ذلك بعد أن انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالب برحيل رئيس الحكومة أخنوش مرفوقة باتهامات له ولحكومته بسوء تدبير المرحلة، مركزين على غلاء الأسعار. وبدوره انتقد بنكيران الذي كان يتحدث السبت في أشغال المجلس الوطني لحزبه في بوزنيقة تقصير الحكومة إزاء أزمة الأسعار التي تتصاعد في البلاد.
وقال بنكيران إن محاولته فهم خيوط هذه الحملة ومن يقف وراءها “باءت بالفشل”، موضحا أن الدعوة إلى رحيل أخنوش لا يمكن أن تكون منطقية إلا بعد مضي عام على حكومته، وليس بعد أشهر قليلة لا تتجاوز الخمسة، دون أن يمنعه ذلك من انتقاد عمل هذه الحكومة وأنها لم تقم إلى حد الآن بأي عمل جيد.
وعلق حمزة أندلوسي الباحث في العلوم السياسية بالقول إن بنكيران استغل فرصة أشغال المجلس الوطني لحزبه ليوجه رسائله السياسية لمعارضيه وذلك من أجل تسجيل الموقف وكسب المزيد من المناصرين خصوصا وأن الحزب تلقّى هزيمة قاسية في الانتخابات الأخيرة.
وبخصوص موقفه من الحملة ضد رئيس الحكومة فيعتقد أندلوسي في تصريح لـه أنها تندرج في إطار الثقافة المؤسساتية لبنكيران خصوصا وأنه كان رئيسا سابقا للحكومة وهو على دراية تامة بإشكالية تحديد الأسعار ومدى ثقلها على القدرة الشرائية للمواطنين مع إكراهات الموارد العامة لميزانية الدولة.
وأكد رئيس حزب العدالة والتنمية على أن فشل أخنوش لا يجب أن ينتهي بتغييره بشخص آخر كمولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة السابق، بينما يبقى حزبه في الحكومة دون تغيير، مستدركا بأن فشل أخنوش يجب أن ينتهي بإعادة الانتخابات.
ويقول مراقبون إن طموح حزب العدالة والتنمية لازال قائما للعودة إلى السلطة مرة أخرى، خصوصا وأن قيادات الحزب خلال أشغال المجلس الوطني لحزبه ببوزنيقة، السبت، تردد أن البلاد لازالت في حاجة إلى حزبهم.
ودون الاقتناع بأن حزبه انهزم في الانتخابات التشريعية والمحلية في الخريف أكد إدريس الأزمي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، السبت، أن المغرب في حاجة إلى العدالة والتنمية، مؤكدا أن تنظيمهم السياسي “لن يتوارى إلا إذا ظهر مشروع إصلاح أفضل منه”.
وأضاف الأزمي، المقرّب من بنكيران، أن البلاد في حاجة إلى العدالة والتنمية، لأنه “يبدو أن البديل المقدم لم يملأ الفراغ لا قولا ولا فعلا، يقصد حزب التجمع الوطني للأحرار، وأن الخطوات الحكومية مخيبة وغير مبشرة وتبعث على القلق”.
وانسجاما مع خطاب المظلومية الذي يوظفه أعضاء العدالة والتنمية لتصريف مواقفهم أو التهرب من المسؤولية، أوضح الأزمي أن حزب العدالة والتنمية لا زال يتعرض لـ“القصف رغم وجوده في المعارضة؛ في الوقت الذي لا زال الوطن يعج بالمشاكل”، داعيا قيادة الحزب ومناضليه إلى أن يقوموا بأدوارهم كاملة، لتعيد له مكانته وديناميته، وفي مقدمتها المجلس الوطني.
ويرى رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري أن بنكيران يحاول بخطابه الموجه إلى أعضاء حزبه طمأنتهم إلى أنه يعمل على خطة لعودة حزبهم بقوة إلى المشهد السياسي.
رئيس حزب العدالة والتنمية يؤكد على أن فشل أخنوش لا يجب أن ينتهي بتغييره بشخص آخر كمولاي حفيظ العلمي
وكمحاولة لجذب تعاطف أكبر عدد من أعضاء الحزب اعترف بنكيران أن الموارد المالية للحزب تدهورت منذ خسارته الانتخابات في سبتمبر الماضي، مطالبا أعضاء حزبه بالمساهمة بشكل تطوعي، رافضا أن تكون مبنية على تصاريح بمداخيل الأعضاء.
وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها بنكيران عن موقفه السياسي المعارض لعزيز أخنوش، بل سبق واعتبر أن “رئيس الحكومة يجب أن يكون شخصية سياسية، وأن أخنوش لم يدخل يوما إلى حزب سياسي ولا تربّى فيه ولا ناضل داخله، ولا عانى مع الناس من أجله ولا عانى مع مناضليه، ولا عرف كيف يحل مشكلة سياسية”.
ولم ينس بنكيران ما اعتبره وقوف عزيز أخنوش وراء البلوكاج عام 2016، الذي أدى إلى تعثر تشكيل الحكومة الثانية لبنكيران، مضيفا أنه رغم أنه كان وزيرا لديه إيجابيات في حكومتي كما في حكومات قبلي، إلا انه “ارتكب أعمالا ضدي”.
وبخصوص موقف بنكيران وبعض قيادات الحزب من عزيز أخنوش وحزبه أكد أندلوسي أن هذا يندرج في إطار صراعه السياسي ورهانه على كسب أصوات جديدة في الانتخابات المقبلة لفائدة الحزب على حساب التجمع الوطني للأحرار. وبخصوص دعوته لانتخابات سابقة لأوانها، فأكد حمزة أندلوسي أن بنكيران يعلم أكثر من غيره التكلفة المالية للانتخابات وما مدى جاهزية حزبه لها.
ولكي يبقى أطول فترة ممكنة على رأس الحزب أكد بنكيران رفض تحديد تاريخ المؤتمر العادي وأن “الأمانة العامة سترى التاريخ المناسب” لعقد المؤتمر، مؤكدا على أنه إذا شعر بأن مهمته ستتعرض للفشل، أو لم يعد قادرا على التفاهم مع أعضاء الحزب فسيدعو إلى عقد المؤتمر.