بعد الفراغ الذي خلفه قرار إقبار وزارة الجالية و عدم تعيين كاتب الدولة للجالية كما كان مقررا ، أصبحت الجالية المغربية بالخارج تعاني من القرارات الحكومية المتعسفة و التي لا تخدم مصالحها ، ناهيك عن عدم التواصل او بالاحرى عدم إيجاد مسؤول يجيب عن أسئلة مغاربة العالم .
و قد خلف تعيين السيد محمد البصري سفيرا بهولندا و كذا السيدة نزهة الساهل قنصلا بمونبيلي فراغا مهما في وزارة الخارجية ، حيث أن المسؤولين كانا يشكلان العمود الفقري للوزارة ، الخسارة التي لا يمكن تعويضها رغم أن كفاءة هؤلاء تشهد لهما بالمناصب التي شغلوها حاليا .
هذا فقد كان السيد محمد البصري و السيدة نزهة الساهل بمتابة الاب و الام الحنون للجالية و للقناصلة و السفراء الذين يجدون عندهم الحل لكل المعيقات و لكل المشاكل التي تواجههم في اعمالهم اليومية .
و هذا ما نعاينه كصحفيين مهتمين بالهجرة و بمغاربة العالم في القنصليات و السفارات ، حيث لن تجد جوابا مقنعا عن أسئلتك و عن مشاكلك لان أغلب المسؤولين لا يريدون أخد المسؤؤلية و لم يجدوا هم كذلك من يحاوروا او من ياخد القرار في ادارتهم بالمغرب .
فالوزير بوريطة منغمس في القضية الوطنية و في العلاقات الخارجية مع دول العالم و أهمل جانب كبير من وزارته يتعلق بمغاربة العالم الذين يشكلون مكانة رفيعة و مهمة لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
و نظرا لهذا الاهمال فالجالية المغربية اليوم لم تتمكن من دخول وطنها رغم فتح الحدود من و الى المغرب ، فالعديد منهم لم يتلقوا لقاح ضد كوفيد 19 لأسباب مرضية الشيء الذي حرمهم من السفر لقضاء حاجياتهم الادارية و القانونية و جعلهم يهملون ممتلكاتهم بالمغرب .
و لحد الساعة يبحثون عن حل جذري لهذه المشكلة و عن مسوؤل حقيقي للتحاور معهم و خصوصا و ان بعض الديبلوماسيين المغاربة يؤكدون ان المكتب الوطني للمطارات هو من يقرر في هذه القضية ، مما يطرح العديد من الاسئلة في كيفية أخد هذه القرارات ؟ و من فوض لهذا المكتب لاتخاذ مثل هذه القرارات ؟ و أين هي وزارة الخارجية من كل هذا ؟
و يبقى هذا المشكل قطرة في البحر من المشاكل التي تعاني منها الجالية و التي تزيد من حدة الازمة بين المواطنين و بين الحكومة المغربية ، مما سيفقد الثقة أكثر فأكثر لتنعكس عن حب المغاربة لوطنهم و لتشبتهم بالثوابت الوطنية .