عبدالاله بنكيران أمام رهان فك العزلة السياسية للعدالة والتنمية المغربي

ماموني

يواجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي عبدالاله بنكيران، عزلة سياسية بعد موجة استقالات قيادات وازنة في الحزب، مع اقتراب عقد مؤتمر المجلس الوطني (برلمان الحزب)، الأسبوع المقبل، في مسعى إلى تجاوز ما حدث داخله من ارتجاجات.

وأكد بنكيران، في اللقاء الذي جمعه مع أعضاء اللجنة الدائمة للمجلس الوطني، أنه “يجب تصحيح بعض الأمور وكأن الحزب سيبدأ من جديد”.

وقال “لا بد من إعادة طرح الأسئلة الأساسية بالنسبة إلى الوطن على قدر إمكانات الحزب وأطره وإنتاج مادة حقيقية ونشرها وتجميع الناس حولها، مع الإبقاء على التدافع على المستوى السياسي بما يلزم”.

ويرى رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن “بنكيران يسارع بقوة إلى عودة حزبه إلى المشهد السياسي”، مشيرا إلى أن “الإسلاميين عموما يستغلون سياسيا أي غياب للرؤية الاقتصادية والاجتماعية، وكبح هذا الطموح يتوقف على مدى قدرة الحكومة الحالية على تحقيق مشروعية الإنجاز”.

وأضاف ، أن “انخراط البرجوازية الوطنية في خيارات الدولة في تنزيل النموذج التنموي في تقوية السيادة الوطنية، يقوّض أي طموح لحزب العدالة والتنمية في استغلال الظرف الاجتماعي والاقتصادي للعودة إلى مسرح الأحداث السياسية”.

وتابع “الحكومة الحالية مدعوة إلى ترسيخ أدوار الرأسمالية الوطنية وانخراطها في خيارات اقتصادية وبدائل تنموية حقيقية، والفشل قد يعيد الإسلاميين إلى الواجهة من بوابة الملف الاجتماعي”.

رشيد لزرق: فشل الحكومة في مهامها قد يعيد الإسلاميين إلى الواجهة

ولم يهضم بنكيران هزيمة حزبه في الانتخابات الماضية، رابطا إياها بـما أسماه “العامل الخارجي الذي أُعد له منذ مدة طويلة”، مضيفا أنه “ليس منطقيا ذلك السقوط من المرتبة الأولى إلى الثامنة ومن 125 مقعدا إلى 13 مقعدا”.

وكان بنكيران قد انتخب نهاية أكتوبر الماضي أمينا عاما جديدا للحزب، بعدما صوت أعضاء المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب ضد مقترح الأمانة العامة للحزب بتأجيل المؤتمر لمدة سنة.

واستقال عدد من القيادات من الحزب، قبل انعقاد دورة المجلس الوطني للحزب، والتي تعد الأولى في ظل القيادة الجديدة، منهم الوزير السابق عبدالقادر عمارة ونوفل الناصري وعبدالصمد السكال، رئيس قسم التكوين والتأهيل الحزبي، ورشيد المدور رئيس هيئة التحكيم داخل الحزب.

وكان الحزب قد أصدر في ديسمبر 2021، عقب ثلاثة أيام من اجتماع أمانته العامة، أن أعضاءها صادقوا على أولويات مشروع برنامج الحزب لسنة 2022، وعلى التاريخ المقترح لاجتماع “الدورة العادية للمجلس الوطني في نهاية شهر يناير المقبل”، لكنه أجَّل دورته العادية إلى الشهر الموالي، لاستحالة عقدها في الموعد.

ويشهد العدالة والتنمية صعوبات تنظيمية، زاد من وقعها الهزيمة المدوية التي مني بها، ما زاد من معارضة أعضاء المجلس الوطني لاستمرار بنكيران على رأس الحزب لولاية مفتوحة، مع أملهم في مؤتمر جديد للعدالة والتنمية في ظرف سنة تتجدد فيه القيادة الحالية.

وأكد رشيد لزرق أن “بنكيران يحظى بثقة قواعد الحزب وهذا يخفف من عزلته التي فرضتها عليه استقالات عدد من القيادات، ولهذا فعودة بنكيران إلى قيادة حزب العدالة والتنمية لن يضيف شيئا عمليا”.

وكان المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية صوّت في أكتوبر الماضي، بالرفض على مقترح تأجيل المؤتمر الوطني العادي للحزب بسنة عن موعده المحدد.

وفي إطار الإعداد للمجلس الوطني نهاية الأسبوع المقبل، أكد بنكيران على أنه كأمين عام يعاني لكنه سعيد لأنه يشعر بأنه يخدم أمته، وأنه “إذا احتاجتنا بلادنا ستجدنا دائما في الخدمة”.

وفي كل مرة يريد بنكيران البروز سياسيا يذكر أن حزبه أنقذ الدولة من أزمة سياسية في ما يعرف بـ”الربيع العربي”، وفي نفس الوقت يغازلها لتقديم خدماته، مع اتهام جهات خارجية بالتسبب في هزيمة حزبه.

وقال بنكيران إن حزبه “قام بدوره، في أصعب أزمة مرت بها الأمة منذ 1967 وهي أزمة الربيع العربي، وقد ساهم الحزب إلى جانب الملك في تجاوزها”، مضيفا “علينا أن نحافظ عل دولتنا وبلادنا وعلى وجودها ومؤسساتها”.

وأكد رشيد لزرق أن “العدالة والتنمية بقيادة بنكيران يغير خطابه السياسي حسب الظروف، فقد سبق لحكومته رفع شعار مكافحة الفساد دون الذهاب فيه بعيدا، وهو ما يفرض في حكومة عزيز أخنوش القدرة والشجاعة لمواجهة هذه الآفة، ليس بطريقة بنكيران التي عمقت معاناة المواطن بقراراتها غير الشعبية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: