انضم ياسين بونو حارس نادي إشبيلية الإسباني والمنتخب المغربي إلى قائمة اللاعبين الذين دخلوا في أزمات مع المدرب وحيد خليلوزيتش. وأوردت تقارير صحافية أسباب غضب المدرب من التصريحات الأخيرة للحارس بونو، وتحديدا عقب وداع كأس الأمم الأفريقية أمام مصر، حيث قال إنه على مدرب المغرب أن يستفيد من الهفوات التي وقعت في كأس أمم أفريقيا.
أوضح البوسني وحيد خليلوزيتش بعد عودة البعثة إلى المغرب إثر كأس الأمم الأفريقية في مؤتمر صحافي، أنه على علم بالانتقادات التي أثارها عدد من نجوم الفريق بشأن التكتيك، مؤكدا أنه سيتخذ منها موقفا حاسما في المستقبل القريب. واشتهر وحيد بأنه “عدو النجوم”، في ظل خلافاته المتعددة مع نجوم منتخب المغرب، مثلما لم يحدث من قبل. وكان أمين حارث، لاعب شالكه الألماني وأحد أبرز نجومه المميزين، أول ضحايا خليلوزيتش، حيث هاجمه بشكل عنيف بعد ودية المغرب أمام الغابون والتي كان قد خسرها على ملعب طنجة الكبير.
وفاجأ خليلوزيش الحضور بالمؤتمر الصحافي الذي أعقب تلك المباراة، بقوله “شيء لا يصدق وليس احترافيا أن يبادر اللاعب حارث بالاتصال بي بعد منتصف الليل ليستفسر مني عن سر عدم اعتماده لاعبا أساسيا في إحدى المباريات، في ذلك الوقت المتأخر من الليل ينبغي أن يكون اللاعب نائما”. تصريح خليلوزيتش صدم الحضور والمتابعين الذين تعجبوا من كشف أسرار الأسود بهذه الصورة أمام الرأي العام، ومنذ هذا اليوم خرج حارث من حسابات المدرب البوسني تماما.
سر التجاهل
عبدالرزاق حمدالله، مهاجم الاتحاد السعودي، كان من أول اللاعبين الذين استهدفهم خليلوزيتش بتصريحاته المستفزة. وتهكم وحيد في أحد المؤتمرات الصحافية على المهاجم المغربي، وذلك خلال إجابته على سؤال أحد الإعلامين عن سر تجاهل هداف كبير بحجم حمدالله. وكانت المفاجأة في رد وحيد الصادم، حيث أجاب أنه “لا يعرف من الهدافين الكبار سوى ليونيل ميسي”. ومن بعدها دخل وحيد في خلافات حادة مع حمدالله، إذ اتهم الأخير بعدم الرد على مساعده مصطفى حجي بشكل لائق، عندما اتصل به ليستفسر عن إمكانية حضوره أحد معسكرات الأسود، وهو ما نفاه اللاعب لاحقا. ثم ظهر مدرب المغرب في مؤتمرات لاحقة ليقول “صفحة حمدالله طويت إلى الأبد معي، لا يمكن أن أضم لاعبا يتحصل على إنذارات بالجملة ويشترط علي اللعب أساسيا”. ورغم نفي حمدالله كل هذه الإدعاءات وتألقه مع ناديه السابق النصر، إلا أن المدرب البوسني استمر في تجاهله.
فجر المغربي عبدالرزاق حمدالله، مهاجم الاتحاد السعودي، مفجأة من العيار الثقيل بخصوص تمثيله لمنتخب بلاده المغرب. كان البوسني وحيد خليلوزيتش، مدرب منتخب المغرب، كشف مؤخرا خلال مؤتمر صحافي بعد الخروج من كأس الأمم الأفريقية أنه لن يستدعي حمدالله مجددا لتمثيل المغرب، بسبب مطالب اللاعب. وقال خليلوزيتش “حمدالله اشترط توفير ضمانات له باللعب بالتشكيل الأساسي للمنتخب المغربي، في حال وافق على العودة. هل هو أفضل من اللاعبين المتواجدين حاليا مع المنتخب ليطلب ضمانات؟ بالطبع لا”. ورد حمدالله على خليلوزيتش، من خلال حسابه الشخصي بموقع إنستغرام، قائلا “من خلال آخر ندوة صحافية أجراها مدرب المنتخب الوطني المغربي، ذكر فيها أنه كان هناك اتصال بيني وبينه، أو بين أحد من طاقمه وبيني”.
وتزامن استبعاد نصير مزراوي لاعب أياكس أمستردام وحكيم زياش نجم تشيلسي، من منتخب المغرب في وقت واحد. واشتهر هذا الثنائي بعلاقاته القوية، حيث لعبا سويا داخل صفوف أياكس الهولندي وكانا لا يفترقان داخل معسكرات الأسود، قبل رحيل زياش إلى البلوز، إلا أن مدرب المنتخب المغربي قرر وبشكل مفاجئ، رغم تألقهما في الملاعب الأوروبية استبعادهما، وخرج للتأكيد أكثر من مرة أن القرار لا علاقة له بالجوانب الفنية، وإنما قرار انضباطي بسبب سوء تصرف كليهما.
وعدد خليلوزيتش مرارا وتكرارا سلبيات حضور الثنائي، واصفا زياش بـ”المتمرد والمتعالي على باقي المجموعة” ومزراوي باللاعب الذي “كذب عليه وادعى الإصابة قبل إحدى المباريات كي لا يلعب”. زياش رد على خليلوزيتش بإعلان اعتزاله دوليا اللعب مع المنتخب المغربي، بينما كذّب مزرواي رواية وحيد واتهمه باختلاق الأعذار لتبرير موقفه منه.
فضح يونس بلهندة سبب استبعاده من طرف خليلوزيتش في تصريحات إعلامية، حيث أكد أن المدرب غضب من استفساره بشكل هادئ ومحترم عن سر إقالة أحد أفراد الطاقم الفني المساعد، رغم قربه من اللاعبين وجودة ما كان ينجزه من عمل. ومنذ ذلك الحين، قرر وحيد إنهاء تواجد بلهندة بمعسكرات الأسود، عكس ما ادعاه أكثر من مرة بأنه قرارات انضباطية دون الكشف عن طبيعتها. وفي ذات الوقت، قرر وحيد عدم ضم يوسف العربي هداف الدوري اليوناني لموسمين على التوالي، إلى المنتخب المغربي. وأكدت مصادر خاصة أن المدرب أغضبه خضوع اللاعب لجراحة بسيطة دون استشارته، ورغم أنها لم تفرض عليه الغياب لفترة طويلة، إلا أنه كان يرغب في أن يكون على علم بها.
هجمات متهورة
تلقى خليلوزيتش تحذيرات شديدة اللهجة من اتحاد الكرة بتوخي الحذر في تصريحاته الإعلامية خلال الفترة المقبلة. ويرتبط منتخب المغرب بمهمة تاريخية، عندما يواجه جمهورية الكونغو ذهابا وإيابا في نهاية شهر مارس المقبل، بالمرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم “قطر 2022”. وحذر اتحاد الكرة خليلوزيتش من الدخول في أي نقاشات بشأن علاقته مع لاعبيه، وطالبه بأن يكون حديثه منصبا فقط حول المباراة والقائمة التي سيستقر عليها لموقعتي كينشاسا والدار البيضاء.
وجاءت رسالة اتحاد الكرة للمدرب البوسني لمنع الاحتقان والتوتر داخل معسكر الأسود ولتفادي الأحاديث الجانبية في توقيت دقيق وحساس، يحتاج فيه المنتخب المغربي إلى الهدوء أكثر من حاجته إلى أي شيء آخر. ونقلت مصادر إعلامية أن الأخبار الأخيرة التي ارتبطت بمعاقبة ياسين بونو واستبعاده من منتخب المغرب، وهو ما تم نفيه لاحقا، أزعجت كثيرا فوزي لقجع، رئيس اتحاد الكرة. وصار لقجع حريصا على تعقب الأمور داخل عرين الأسود لتفادي حدوث أي شرخ أو تصدع، قد يعصف بحلم التأهل للمرة السادسة إلى المونديال. وسيكون ظهور خليلوزيتش في المؤتمرات الصحافية المقبلة مختلفا تماما عما ساد في الفترة السابقة.