عادت الاحتجاجات على إجبارية التلقيح ضد كوورنا على نطاق واسع وبشكل متزامن من فرنسا إلى أستراليا ونيوزيلندا وكندا. ففي العاصمة الفرنسية باريس تجمع الآلاف من المعارضين لشهادة التلقيح الذين أتوا في قوافل من كل أرجاء فرنسا رغم قرار المنع الصادر عن السلطات العازمة على الحؤول دون أي شل للحركة في العاصمة الفرنسية.
ووصلت عدة مئات من المركبات إلى محيط العاصمة الفرنسية بحلول العاشرة حيث كانت الشرطة تحرر مخالفات على خلفية “المشاركة في مظاهرة غير مصرح بها”، وفقا لشرطة باريس.
وتوقفت مئات من السيارات وعربات التخييم والشاحنات الصغيرة القادمة من ليل وستراسبورغ وفيمي (شمال) وشاتوبور (غرب) وغيرها مساء الجمعة عند أبواب باريس على ما أفاد مصدر في الشرطة.
وتشكلت الحركة الاحتجاجية التي تضم معارضين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونشطاء من حركة “السترات الصفراء”، على نسق التعبئة الحاصلة في العاصمة الكندية أوتاوا.
وقالت مفوضية الشرطة في باريس إن نحو 7200 شرطي ودركي “سيتم نشرهم خلال الأيام الثلاثة المقبلة للسهر على احترام منع قوافل” السيارات والآليات.
تحركات سائقي الشاحنات في كندا التي أقفلت جسرا رئيسيا مع الولايات المتحدة لفتت أنظار العالم وحرّكت تظاهرات مماثلة
ووردت ضمن التعليمات المتداولة داخل الحركة الاحتجاجية دعوة للتوجه إلى جادة الشانزليزيه، الشريان الباريسي الأشهر.
وأشار شهود عيان إلى أن عددًا قليلا من سيارات المتظاهرين والحافلات المتحركة للشرطة كانت موجودة في الشارع، وساد الهدوء ظهرًا.
وقال مدير شرطة المدينة ديدييه لالمان إنه استحدث “مناطق مؤقتة لحجز السيارات (…) ستسمح مع عشرات عدة من آليات القطر بوضع حد للتعطيل والإغلاق”.
ونشرت أيضا مدرعات للدرك في شوارع العاصمة للمرة الأولى منذ تظاهرات “السترات الصفراء” في نهاية العام 2018.
ووعد رئيس الوزراء جان كاستكس بعدم التساهل مع هذه الحركة الاحتجاجية. وأكد في تصريح لمحطة “فرانس 2” التلفزيونية الجمعة “إن عطلوا حركة السير وإن حاولوا شل العاصمة يجب أن نكون حازمين”.
وبدا التعب والتوتر في صفوف القافلة التي انطلقت من منطقة بريتانيه (غرب) وتوقفت في مرآب مركز تجاري في محيط شارتر على بعد حوالى 80 كيلومترا جنوب غرب باريس ويحيط بها عناصر الدرك.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة “ويست فرانس”، “نحن متعبون جميعا ونشعر بالسأم جراء ما نعيشه منذ سنتين. ويعبر عن هذا السأم بطرق مختلفة مثل التشتت النفسي لدى البعض والاكتئاب لدى البعض الآخر. نرى معاناة نفسية قوية جدا لدى الشباب والأكبر سنا أيضا. ويترجم هذا السأم أيضا إلى غضب. أنا أدرك ذلك وأتفهمه”.
لكنه أضاف “أدعو إلى مزيد من الهدوء”.
وقدرت الشرطة بعد ظهر الجمعة عدد الآليات المشاركة في القوافل المختلفة بحوالى 3300.
وأبقى القضاء الجمعة على مرسوم منع تجمع القوافل بعدما رفض طلبين لرفعه.
وقالت الناشطة المعارضة للقاحات والمشاركة في السترات الصفراء صوفي تيسييه “هذه خيانة، أسس المرسوم لا تحترم القانون ولا حرية التظاهر”.
وردّ جان كاستكس بقوله “الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي حق يضمنه الدستور في جمهوريتنا وديمقراطيتنا خلافا لحق تعطيل الآخرين ومنع حركة التنقل”.
وقبل شهرين من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، يطالب المتظاهرون بسحب شهادة التلقيح التي تسمح للذين تلقوا اللقاح المضاد لفايروس كورونا بدخول المطاعم ودور السينما وغيرها من الأماكن العامة والتي تؤكد الحكومة أنها ستلغيها بحلول أبريل. وللمحتجين أيضا مطالب على صعيد القدرة الشرائية وكلفة موارد الطاقة.
وقال روبن وهو واقف في مرآب قرب ستراسبورغ “من المهم ألا نزعج الآخرين وأن نبقي المواطنين إلى جانبنا كما في كندا”.
وينوي بعض المتظاهرين الوصول إلى بروكسل بعد ذلك في إطار “تلاق أوروبي” مقرر في الرابع عشر من فبراير. ومنعت السلطات البلجيكية دخول القوافل إلى العاصمة بروكسل.
وقال ريمي موند أحد المبادرين إلى هذا التحرك في مقطع مصور “أوجه نداء للتوجه إلى كل المدن الكبرى لاحتلالها وتكثيف نقاط التجمع”.
وفي العاصمة النيوزيلندية ولينغتون، تجمع مئات من المحتجين قرب البرلمان لخامس يوم على الرغم من هطول المطر الغزير.
وأسوة بمظاهرات شهدتها كندا، أغلق المحتجون عدة شوارع حول البرلمان بشاحناتهم أو حافلاتهم أو دراجاتهم النارية.
وسجلت نيوزيلندا 454 إصابة بكوفيد – 19 السبت في زيادة قياسية.
ولفتت تحركات سائقي الشاحنات في كندا التي أقفلت جسراً رئيسياً بين بلادهم والولايات المتحدة أنظار العالم وحرّكت تظاهرات مماثلة.
وفي أستراليا قال رئيس الوزراء سكوت موريسون إن معظم إجراءات التطعيم الإلزامية فرضتها الولايات والمناطق وليس الحكومة الاتحادية.
اللقاح ليس إلزاميا ولكنه مطلوب للتنقل والعمل في عدد من المهن التي تعرض ممارسيها للخطر
وتظاهر الآلاف في العاصمة كانبيرا السبت متجهين إلى البرلمان للاحتجاج على إلزامية اللقاح ضد كوفيد – 19، على غرار الاحتجاجات الأخرى التي تُنظّم في أنحاء العالم.
واحتشد المتظاهرون وقد أتى بعضهم مع أطفالهم أمام البرلمان، وحمل بعضهم راية هي نسخة من العلم الأسترالي مع خلفية حمراء مرتبطة بحركة “المواطنين السياديين” الذين يعتبرون أن القوانين الوطنية لا تنطبق عليهم.
وقدّرت الشرطة عدد المتظاهرين بعشرة آلاف. وأكد متحدث باسم قوات الأمن أن “سلوكهم كان جيدا عموما”، وتم توقيف ثلاثة أشخاص.
وتلقى 94 في المئة من المواطنين فوق 16 عاما جرعتي لقاح في أستراليا.
واللقاح ليس إلزاميا ولكنه مطلوب لدخول البلاد وللعمل في عدد من المهن التي تعرض ممارسيها للخطر.
وبدأت بعض الولايات الأسترالية ومنها نيو ساوث ويلز بتخفيف القيود بشأن بطاقة التطعيم للدخول إلى الحانات والمطاعم والمتاجر.
وحثّ رئيس الوزراء الذي سيدعو إلى انتخابات عامة بحدود منتصف مايو المتظاهرين على البقاء سلميين.
وقال موريسون للصحافيين “أوجه لهم رسالة اليوم، بأن أستراليا بلد حر وأن لديهم الحق بالتظاهر، وأطلب منهم أن يفعلوا ذلك بطريقة سلمية ومحترمة”.