تحذيرات من اقتراب الاجتياح الروسي لأوكرانيا… وبايدن يطالب مواطنيه بالخروج منها
اردان ماجدة
قالت واشنطن، أمس الجمعة، إن روسيا ما زالت تعزز قواتها على حدود أوكرانيا بمزيد من الحشود، وإن الغزو قد يحدث في أي وقت، ربما قبل نهاية دورة الألعاب الأولمبية في فبراير الجاري. في المقابل، تشددت موسكو في موقفها من المساعي الدبلوماسية الغربية لنزع فتيل الأزمة، وأكدت رفضها للردود التي أرسلها الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي هذا الأسبوع على مطالبها الأمنية، معتبرة أن تلك الردود تنم عن “عدم احترام” .
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها شركة أمريكية خاصة، موجات انتشار جديدة للجيش الروسي في عدة مواقع بالقرب من أوكرانيا.
وفي أقوى رسالة تحذير يوجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى الآن للرعايا الأمريكيين في أوكرانيا للمغادرة فورا، قال إنه لن يرسل قوات لإنقاذ الأمريكيين في حالة وقوع هجوم روسي. وأضاف بايدن لشبكة (أن.بي.سي) نيوز: “يمكن للأوضاع أن تتدهور بسرعة” .
وقال مصدر مطلع إن الرئيس الأمريكي اجتمع مع مستشاريه للأمن القومي في غرفة العمليات في البيت الأبيض مساء الخميس. وأوضح المصدر أن لهجة موسكو تزداد شدة، وأن روسيا سيّرت ستّ سفن حربية في البحر الأسود، وأضافت المزيد من المعدات العسكرية في روسيا البيضاء، مما دفع المسؤولين الأمريكيين للاعتقاد بأن الأزمة وصلت فيما يبدو إلى مرحلة حرجة.
وفي موسكو نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن بيان لوزارة الدفاع الروسية، أن رئيس الأركان الروسي فاليري غراسيموف ونظيره الأمريكي الجنرال مارك ميلي أجريا محادثات عبر الهاتف تناولت الأمن الدولي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الجمعة: “نحن في مرحلة يمكن أن يبدأ فيها الغزو في أي وقت، ونقول بوضوح إن هذا قد يحدث خلال الأولمبياد”. وتختتم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين يوم 20 فبراير.
وأضاف بلينكن: “الأمر بمنتهى البساطة، إننا ما زلنا نرى مؤشرات مقلقة للغاية تدلل على تصعيد روسي، بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية”.
ومع اتساع دائرة القلق، طلبت اليابان وهولندا أيضا من مواطنيهما الجمعة مغادرة أوكرانيا فورا. وسيتم سحب البعثة الدبلوماسية الهولندية من كييف ونقلها بعيدا عن الحدود الروسية إلى لفيف في غرب أوكرانيا.
وقالت إسرائيل إنها تقوم بإجلاء أقارب طاقم سفارتها في كييف بسبب “تفاقم الوضع”. وحثّ بيان لوزارة خارجية الاحتلال على تجنب السفر إلى أوكرانيا، كما دعا الموجودين هناك إلى “عدم الوجود في مناطق التوتر”.
ويقول الغرب إن المطالب الرئيسية غير منطقية ولا يمكن تلبيتها. وقدم الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي ردودا مشتركة هذا الأسبوع، قائلَين إن الدول الأعضاء في الحلف والاتحاد اتفقت على التحدث بصوت واحد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، إنها طلبت ردودا بصورة منفردة من كل دولة على حدة، ووصفت الرد الجماعي بأنه إهانة. وأضافت الوزارة: “لا يمكن النظر إلى هذه الخطوة من منظور آخر سوى أنها علامة على انعدام الأدب الدبلوماسي وعدم احترام طلبنا”.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس آخر مسؤول غربي رفيع يطرق أبواب موسكو. وأبلغه نظيره الروسي سيرجي شويغو أن روسيا سترد في القريب العاجل على رسائل الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال والاس في مؤتمر صحافي في السفارة البريطانية في موسكو: “عندما يقولون لي إنهم لن يغزوا أوكرانيا فإننا نأخذ ذلك على محمل الجد، لكن وكما قلت أيضا إننا سننظر إلى الإجراءات المصاحبة لذلك”.
وأضاف أن إجراءات بناء الثقة والشفافية يمكن أن تساعد في إزالة مخاوف روسيا، وأن أي غزو ستترتب عليه عواقب وخيمة. وقال الوزير البريطاني: “سمعت بوضوح من الحكومة الروسية أنهم ليست لديهم نية لغزو أوكرانيا، واستمعت أيضا إلى بعض مخاوفهم”.
ولم تثمر محادثات رباعية في برلين بين روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا عن خطوة واحدة للأمام الخميس.
وكانت المحادثات جزءا من عملية سلام طويلة الأمد في الصراع بين أوكرانيا وانفصاليين مدعومين من روسيا.
وقالت باريس وكييف إن الوفد الروسي طلب من أوكرانيا التفاوض مباشرة مع الانفصاليين، وهذا المطلب “خط أحمر” ترفضه أوكرانيا منذ بدء الصراع في 2014. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: “إذا وافقت أوكرانيا على ذلك سيتغير موقف روسيا من طرف في الصراع إلى وسيط فيه”.