يدخل المنتخب المغربي اختبارا صعبا أمام شقيقه المصري الأحد في صراع عربي على نيل تذكرة التأهل إلى المربع الذهبي لكأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بالكاميرون. ورغم أن كفة الأسود هي الأرجح في المواجهات المباشرة بين المنتخبين، على صعيد كافة المواجهات في مختلف المسابقات والتصفيات، إلا أن الفراعنة يحتفظون برقم استثنائي عند مواجهة أسود الأطلس. وستكون الأنظار شاخصة نحو الثنائي العالمي محمد صلاح نجم الفراعنة والصاعد أشرف حكيمي أيقونة أسود الأطلس.
تترقب جماهير مصر والمغرب قمة عربية مثيرة بين المنتخبين الشقيقين الأحد في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بالكاميرون والتي تستمر حتى السادس من فبراير المقبل.
وتبرز في اللقاء مواجهة مثيرة بين الثنائي العربي المميز، المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وثالث أفضل لاعب في العالم باختيار الفيفا، والمغربي أشرف حكيمي نجم باريس سان جرمان الفرنسي وأحد أفضل الأظهرة على مستوى العالم.
وقبل أسبوع ظهر حكيمي وصلاح في صورة جمعتهما بمقر إقامة المنتخبين المشترك في العاصمة ياوندي، حيث توجه منتخب مصر للإقامة في نفس فندق إقامة الأسود، وظل استعدادا لمواجهة السودان في ثالث جولات دور المجموعات.
اللاعبان نالا مكافأة كبيرة خلال العام الماضي، إذ اختير حكيمي ضمن تشكيل العام المثالي من مجمع الإحصاء والتوثيق الدولي كأفضل ظهير أيمن في العالم، بعدما ساهم بأهدافه وتمريراته الحاسمة في قيادة إنتر ميلان للقب الكالشيو الذي غاب عنه لسنوات طويلة.
ورغم أن حكيمي لاعب مدافع، إلا أنه ساهم بأكثر من 12 هدفا لناديه الإيطالي، قبل أن ينتقل في صفقة قياسية صوب باريس سان جرمان الصيف الماضي بنحو 75 مليون دولار.
في المقابل، يعيش صلاح أفضل أوقاته بعدما اختاره الاتحاد الدولي “فيفا” ضمن الثلاثي الذي تنافس على نيل جائزة الأفضل في العالم، والتي توج بها البولندي روبرت ليفاندوفيسكي متفوقا على الأرجنتيني ليونيل ميسي، بينما جاء الفرعون المصري ثالثا.
المنتخب المغربي يرفع شعار كسر هذا النحس أمام الفراعنة في مباريات خروج المغلوب وتكريس أفضلية الأرقام
ويمثل حكيمي نقطة قوة للمنتخب المغربي في الكان بعد أن سجل هدفين للأسود من ركلات حرة، لكنه سيجد أمامه أيضا خصما صعبا وهو صلاح الذي ارتفعت طموحاته لتسجيل هدفه الثاني في البطولة، مع تقدم منتخب مصر بعد فوزه على كوت ديفوار في ثمن النهائي.
ويرتقب أن يكون هناك صراع مثير بين اللاعبين على أرض الملعب، لإثبات أفضليتهما، خصوصا أن كلاهما يتسم بالسرعة والرغبة في التهديف.
وتوجه النجم المغربي سفيان بوفال، المحترف في صفوف نادي أنجيه الفرنسي، بطلب إلى النجم المغربي حكيمي لاعب باريس سان جرمان الفرنسي.
وشارك بوفال مع زميله في منتخب المغرب حكيمي بحوار مع قناة تلفزيونية فرنسية أثناء تواجد اللاعبين في معسكر أسود الأطلس بالكاميرون للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية.
وطلب بوفال من زميله حكيمي أن يفكر مستقبلا في اقتسام تنفيذ الركلات الحرة مع ميسي، بعدما أظهر النجم المغربي براعة في تسديد هذه الركلات خلال أمم أفريقيا، حيث أصبح ثاني لاعب في تاريخ المسابقة يسجل ركلتين حرتين بعد الكاميروني نجيتاب جيريمي.
وأضاف بوفال متحدثا لحكيمي “إنك مذهل في تسديد الركلات الحرة، عليك أن تطلب من ميسي منحك فرصة التنفيذ داخل باريس سان جرمان، أو سنطالب نحن بذلك”.
وبعدها قاطعه حكيمي الذي حل بدوره ضيفا على نفس القناة “سأفكر في الأمر، سأطلب ذلك ليس من ميسي وحده بل من نيمار أيضا”. بوفال الذي وصف أهداف حكيمي من الكرات الحرة بالساحقة، قال “لقد سجلت هدفين رائعين إنك تملك تسديدات ساحقة، لا أعتقد أنك تتمرن على ذلك، لأني لم أتابع ذلك بالتدريبات من أين لك هذا؟”.
ورد حكيمي “لا، بل أتمرن على ذلك وأدرس جيدا تحركات حراس المنافسين، الأمر يتطلب مني مجهودات كبيرة وتدريبات خاصة”.
وكان حكيمي قد كشف عن سر كونه طلب من بوفال تركه يسدد هذه الركلات أمام الغابون ومالاوي واعدا إياه بالتسجيل وهو ما حدث كما وصف الهدفين كونهما أجمل ما سجل حتى الآن في مشواره كلاعب.
عقدة تاريخية
تمثل مواجهة مصر في الأدوار الإقصائية من الكان عقدة تاريخية للمنتخب المغربي، إذ أن المنتخبين التقيا مرتين فقط في أدوار خروج المغلوب بكأس الأمم عامي 1986 و2017 وفي المرتين تفوق المصريون.
ففي 1986 لا تنسى جماهير الكرة المصرية هدف نجمها طاهر أبوزيد التاريخي في شباك الحارس المغربي الشهير الزاكي بادو، والذي كان كفيلا بعبور الفراعنة إلى النهائي والفوز بالبطولة على حساب الكاميرون بركلات الترجيح.
ثم عاد الفراعنة ليكرروا نفس الأمر في ربع نهائي نسخة 2017 التي استضافتها الغابون، وفاز المصريون بهدف قاتل سجله اللاعب محمود عبدالمنعم “كهربا”، لينتقل منتخب مصر إلى المربع الذهبي ويتجاوز أيضا بوركينا فاسو بركلات الترجيح، لكنه خسر اللقب في النهائي أمام الكاميرون (2 – 1).
ورغم أن منتخب المغرب لديه أيضا ذكريات سعيدة خلال مواجهات الفراعنة في الكان، إلا أنه تفوق عليه عام 1976 بنتيجة (2 – 1)، لكن هذا الفوز كان في إطار دور المجموعات النهائي، والذي شهد في النهاية تتويج الأسود بالصدارة واللقب.
مواجهة مثيرة ستكون بين الثنائي محمد صلاح ثالث أفضل لاعب في العالم باختيار الفيفا وأشرف حكيمي نجم سان جرمان
ونفس الأمر في نسخة عام 1980، والتي أقيمت في نيجيريا، حيث تواجه المنتخبان في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وفاز المنتخب المغربي بثنائية للاعب خالد الأبيض. المغرب أيضا تفوق على مصر في لقاء جمعهما بدور المجموعات خلال نسخة 1998 في بوركينا فاسو بهدف تاريخي سجله مصطفى حجي، إلا أن ذلك الفوز لم يكن مؤثرا في مسيرة الفراعنة الذين استكملوا مشوارهم في البطولة وحققوا اللقب في النهاية على حساب جنوب أفريقيا (2 – 0).
وكذلك الأمر في نسخة 2006 التي استضافتها القاهرة، حيث تعادل المنتخبان في دور المجموعات دون أهداف، وكان المغرب الفريق الوحيد الذي لم يستطع منتخب مصر التفوق عليه خلال هذه النسخة، إلا أن المصريين في النهاية فازوا باللقب على حسب كوت ديفوار بركلات الترجيح.
لذلك يرفع المنتخب المغربي شعار كسر هذا النحس أمام الفراعنة في مباريات خروج المغلوب وتكريس أفضلية الأرقام التي تميل له بشكل كبير عبر مجموع المواجهات بين المنتخبين عبر التاريخ.
يعول وحيد خليلوزيتش مدرب المغرب على 4 مفاتيح في لقاء مصر، إذ يعول مدرب الأسود على خبرة القائد غانم سايس من أجل قيادة وإعادة التوازن للخط الخلفي أمام هجوم الفراعنة بقيادة محمد صلاح. وعرف دفاع المغرب بعض الاهتزاز باستقبال 3 أهداف في آخر مباراتين أمام الغابون ومالاوي.
ويعتمد خليلوزيتش على سايس لقيادة الدفاع وتجاوز الأخطاء السابقة أمام مصر.
ورغم أن حكيمي يلعب في مركز الظهير الأيمن، إلا أنه يمثل القوة الهجومية الضاربة للمغرب، بدليل أنه سجل هدفين حاسمين في مشوار الأسود حتى الآن.
حسم الصدارة
سجل حكيمي هدف التعادل أمام الغابون ليحسم الصدارة للمغرب، كما أحرز هدف الفوز على مالاوي في ثمن النهائي. وتعد الجهة اليمنى مصدر خطورة المنتخب المغربي، ولا يكتفي حكيمي بالتمريرات الحاسمة، بل ينجح أيضا في هز الشباك.
كذلك سفيان أمرابط هو لاعب الوسط المحوري ورئة الأسود، الذي يقوم بدور كبير في مركزه بفضل لياقته البدنية وعطائه المميز داخل الملعب.
ويتوقع أن يلعب دورا مهما أمام الفراعنة، خاصة أن الصراع في خط الوسط سيكون شرسا. كما يلعب أمرابط دورا على المستوى الدفاعي بقطع هجمات الخصم واستعادة الكرة، بجانب المساهمة في التحول من الدفاع للهجوم.
وسجل المهاجم سفيان بوفال هدفين في البطولة الأفريقية، ولا يزال يتشوق للمزيد مع الأسود من أجل التتويج. ويبقى بوفال المهاجم الوحيد في الأسود الذي يبحث عن الحلول الفردية بفضل مهاراته الفنية وسرعته المميزة، وينتظر أن يقود هجوم الأسود أمام منتخب مصر.
سجل تاريخي
في الطرف المقابل يواجه البرتغالي كارلوس كيروش مدرب الفراعنة منتخب المغرب للمرة الثالثة بعدما فاز مرتين على الأسود مع جنوب أفريقيا وإيران.
وكانت المواجهة الأولى بين كيروش ومنتخب المغرب في كأس الأمم الأفريقية نسخة مالي 2002، عندما كان مدربا لمنتخب جنوب أفريقيا.
وفاز منتخب الأولاد على المغرب بنتيجة 3 – 1 في دور المجموعات، وتصدر مجموعته برصيد 5 نقاط. أهداف جنوب أفريقيا حملت توقيع سيبوسيسو زوما وثابو منغوميني وسيابونغا نومفيتي، بينما جاء هدف المغرب عن طريق رشيد بن محمود.
وفشل منتخب المغرب في بلوغ ربع نهائي الكان بعد احتلال المركز الثالث في المجموعة برصيد 4 نقاط.
المواجهة الثانية بين كيروش ومنتخب المغرب كانت في منافسات كأس العالم 2018، والتي أقيمت في روسيا، عندما كان مدربا لإيران. وفاز منتخب إيران على المغرب بهدف دون رد سجله عزيز بوهدوز بالخطأ في مرماه في دور المجموعات بالمونديال. وفشل المنتخبان في تجاوز دور المجموعات، مقابل تأهل إسبانيا والبرتغال لثمن نهائي كأس العالم.
صلاح يعيش أفضل أوقاته بعدما اختاره الاتحاد الدولي “فيفا” ضمن الثلاثي الذي تنافس على نيل جائزة الأفضل في العالم
وحسم الاتحاد المصري لكرة القدم الجدل حول مستقبل البرتغالي كيروش المدير الفني لمنتخب الفراعنة. وقال محمد بركات عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري إن كيروش مستمر في منصبه بغض النظر عن نتائج الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية. وأوضح أن كيروش سيقود منتخب مصر في تصفيات كأس العالم 2022، بغض النظر عن نتائج الفراعنة في باقي مباريات كأس الأمم الأفريقية.
وتأهل منتخب مصر إلى ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في الكاميرون، وضرب موعدا مع المغرب. وأكد أن الجميع ينتظر الكثير من الجيل الحالي للمنتخب المصري سواء في أمم أفريقيا أو في المرحلة الفاصلة المؤهلة إلى كأس العالم.
وطالت الانتقادات كيروش بعد خسارة مصر أمام نيجيريا في افتتاح مشوار الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية، بجانب مطالبات برحيله عقب البطولة.
ويرى أسامة خليل نجم الإسماعيلي ومنتخب مصر السابق أن الأسلوب المنظم الذي ظهر به المنتخب في جميع خطوطه على أرض الملعب كان كلمة السر في تخطي عقبة كوت ديفوار. وقال خليل “كانت هناك خطوط منظمة بشكل رائع في المنتخب بين الدفاع والوسط والهجوم، كما استغل المنتخب سرعات صلاح ومرموش وقدرة مصطفى محمد على القيام بدور المحطة بشكل مميز”.
وأضاف “هناك تطور كبير في طريقة لعب وأداء منتخب مصر، بدليل اعتماد الفراعنة على سلاح التسديد من خارج منطقة الجزاء في 4 محاولات قوية على مرمى كوت ديفوار”. وتابع خليل “منتخب كوت ديفوار يعتمد على اختراق دفاع المنافس، لكنه وجد صعوبة كبيرة في عملية الوصول لمرمى الفراعنة في ظل التكتل الدفاعي المنظم للمصريين”.
وأوضح “مواجهة المغرب صعبة وتحتاج إلى تكتيك قوي من جانب كيروش، وتحتاج إلى ذكاء ورؤية لاستغلال قدرة عناصر منتخب مصر في هذا اللقاء”. وواصل “كيروش أثبت أنه يمتلك استراتيجية كبيرة ويعمل بصدق وإخلاص من أجل مصلحة الكرة المصرية، فأصبحت لدينا عناصر جديدة بمستوى رائع مثل محمد عبدالمنعم وعمر كمال وعمر مرموش وذلك في وقت قياسي”.