قلق الجزائر من التفوق العسكري المغربي يدفعها للتزود بالمسيرات والطرادات البحرية

حنان الفاتحي

تتجه الجزائر إلى التزود بطائرات درون صينية وطرادات ثقيلة، في إطار مخطط لتعزيز قدراتها العسكرية وتنويع مصادر تسليحها، خاصة في ظل الظروف المتوترة التي تعيشها المنطقة، عقب التطبيع بين الرباط وتل أبيب.

وتشعر الجزائر بالقلق بعد أن كانت مطمئنة لما تعتبره تفوقا في الطيران والقوات الأرضية، لكنها تجد نفسها الآن مكشوفة أمام سماء تحتلها المسيرات أكثر من الطائرات المقاتلة القديمة.

ويقول مراقبون إن الجزائر نظرت إلى حسم المسيرات معركة طرابلس وتنظر غربا الآن فتجد تفوقا تقنيا نوعيا في المغرب خصوصا بعد الاتفاقات الأخيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وذكر موقع “مينا ديفونس” المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية أن “الجيش الجزائري تقدم بطلب شراء لطائرات ‘سي.أش 5 رانباو’ القتالية وطرادات ثقيلة من شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، ومن المرتقب أن تتسلم طلبياتها ابتداء من شهر مارس القادم”.

الجزائر نظرت إلى حسم المسيرات معركة طرابلس وتنظر غربا الآن فتجد تفوقا تقنيا نوعيا في المغرب خصوصا بعد الاتفاقات الأخيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل

وتسارعت وتيرة السباق نحو تحقيق التفوق الاستراتيجي في المنطقة، غداة الأزمة القائمة بين الجزائر والمغرب، ودخول إسرائيل كلاعب فاعل في المنطقة بعد التطبيع مع المغرب، وكانت تكنولوجيات طائرات الدرون والاتصالات التكنولوجية، التي تزود بها المغرب من إسرائيل وتركيا، مصدر إزعاج للجزائر، في ظل إمكانية رجحان الكفة في هذا المجال لصالح المغاربة.

وكانت الجزائر قد وجهت أصابع الاتهام للطرف المغربي، باستعمال طائرة مسيّرة في عملية قصف رتل مدني، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص مدنيين وتفحم مركبتين في الشريط الصحراوي الرابط بينها وبين الأراضي الواقعة تحت سيطرة جبهة البوليساريو مطلع شهر نوفمبر الماضي، غير أن التحقيقات التي فتحت من بعثة المينورسو الأممية أو الطرف الجزائري لم تكشف عن أي تفاصيل إلى حد الآن.

وذكر أنه بالموازاة مع طلبية طائرات الدرون الصينية، سبق للجزائر أن تقدمت بطلب مماثل خلال شهر سبتمبر الماضي، بغرض التزود بستة طرادات صينية ثقيلة لتعزيز قدراتها في مجال التسليح البحري، وأن الطرادات المذكورة ترسو حاليا في شنغهاي، على أن تبدأ السفن الحربية في الوصول تدريجيا إلى الجزائر في أوائل عام 2022 حتى اكتمال الطلب العام 2023.

ولفت الموقع إلى أنه سبق للجزائر أن طلبت طائرات “وانغ لونغ 2” دون طيار من الصين، الأمر الذي سيرفع أسطولها إلى حوالي ستين طائرة بحلول نهاية العام الجاري.

ولا تزال الجزائر تعتمد في ترسانتها العسكرية على السوق الروسية، وتأتي بعدها الصين، بينما يشكل السلاح الأميركي والأوروبي نطاقا محدودا جدا، قياسا بالعلاقات التاريخية للبلاد منذ سنوات استقلالها الأولى، فضلا عن صعود تيار داخل المؤسسة العسكرية يميل لصالح المدرسة الروسية، ويتحفظ على فرص الانفتاح على السلاح الغربي بشكل عام.

ويرى متابعون للشأن الاستراتيجي في المنطقة أن الجزائر قلقة جدا من التطبيع بين المغرب وإسرائيل، لأن ذلك سيرجح كفة التفوق الاستراتيجي لصالح المغاربة، بدخول اتفاقيات تعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والعسكري حيز الخدمة.

Thumbnail

ولا يستبعد هؤلاء أن يكون توجه الجزائر إلى النوع الجديد من التسليح، هو الحفاظ على التوازن، خاصة في ظل التفوق الذي تتميز به إسرائيل في مجالي الطائرات المسيّرة والاتصالات الحديثة التي اخترقت أعتى الشبكات في العالم، ولذلك يجري البحث عن جيل جديد من الطائرات الصينية ومن طراداتها الثقيلة المستعملة في الدفاع البحري.

وكان مسؤول عسكري جزائري رفيع، قد صرّح خلال الأسابيع الماضية لصحيفة فرنسية بأن “التفوق في الظرف الحالي يميل لصالح الجزائر، لكن دخول إسرائيل على الخط قد يقلب الموازين لصالح الرباط بعد سنوات قليلة”، وعليه لم يستبعد المتحدث خيار نشوب حرب بين بلاده والمغرب في المدى القريب، يكون هدفها الحيلولة دون تمكين المغرب من الوصول إلى مرحلة التفوق الاستراتيجي.

وذكر الموقع الجزائري أن “النسخة المصممة للجزائر من الطارادات، هي نسخة أكبر وذات قدرة تحمّل أفضل، ومحركات وأنظمة قتالية أفضل تناسب مخطط الدفاع البحري الجزائري”.

وأضاف “من المتوقع أن تكون هذه الطرادات مجهزة بردار ‘تالسز سمارت أس’، الذي حقق نجاحا كبيرا في الجزائر حينما يستعمل على متن طرادات ‘سي 28 أ’، ويمكن تجهيز السفينة بأسلحة أخرى إذا لزم الأمر، ولديها سطح طيران كبير لطائرة هليكوبتر في الخلف، وتحمل ثماني صوامع عرضية لصواريخ ‘YJ-83’ ضد أهداف في البحر وعلى الأرض، ونظام ‘HQ – 10’ المضاد  للطائرات على غرار ‘آر.أي.أم’، وستة أنابيب طوربيد 324 ملم ومدفع 76 ملم مع خط إطلاق”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: