كشف الإبراهيمي عضو اللجنة العلمية في تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك، اليوم الأحد، أن “ما يقع، اليوم بالمغرب، من نقاش حول فتح الحدود أمر صحي، و لا يمكن أن نصوره كصدام أو إصطدام بل تدافع بين مبدأين كما يقع في جميع بلدان العالم، حيث هناك تدافع بين المبدأ التدبيري المفعم بالحذر والحيطة، والمقاربة العلمية المتجردة التي تنظر للمعطيات و البيانات دون خلفية أخرى لاستخلاص التوصيات.
وأكد الإبراهيمي، أن القرار النهائي يبقى بيد مدبري الأمر العمومي ويرتبط بالمسؤولية و الكلفة السياسية لكل من قرارتهم، ولكن يجب أن ندبر أي اختلاف بحكمة”، مشيرا إلى أن” السؤالين الذين يشغلان الرأي العام المحلي هذه الأيام هما، هل توافد الالاف من الاشخاص الملقحين و بوثيقة سلبية يأثر على الحالة الوبائية المغربية الحالية ؟ و هذا سؤال علمي، أما التدبيري فهو ما هو حجم المجازفة و هل منافع فتح الحدود أكبر من الاستمرار في إغلاقها؟”.
واقر عضو اللجنة العلمية أنه يجب إعادة فتح الحدود بالمغرب بناء على عشرة أسباب موضوعية أولها، أن أوميكرون يفضي إلى مرض أقل خطورة مقارنة مع السلالات الأخرى مع تقلص مدة المكوث بالمستشفى للمصابين بهذا المتحور وببلوغنا لذروة الإصابات بأوميكرون، اليوم، يبقى المشكل الذي نواجهه ليس الإصابات بل قدرة منظومتنا الصحية في إستقبال المصابين و تطبيبهم، أما السبب الثاني يتمثل في أن قراراتنا يجب أن تبقى متجانسة مع التوصيات الدولية و خاصة منظمة الصحة العالمية و التي توصي “برفع أو تخفيف حظر السفر الدولي ، لأنه لا يضيف قيمة ويستمر في المساهمة في الضغط الإقتصادي والإجتماعي للدول الأطراف، ونصحت منظمة الصحة العالمية البلدان برفع أو تخفيف قيود السفر لأنها “لا تقدم قيمة مضافة وتستمر في المساهمة في الضغوط الإقتصادية والإجتماعية” ووصفتها بأنها فشلت وغير فعالة بمرور الوقت.”
وأضاف الإبراهيمي، أنه من بين الأسباب دخول وافدين بالشروط الصحية المعمول بها سابقا بالمغرب لم يعد يشكل خطرا وبائيا أكبر مما هو عليه الوضع، وهكذا تراجعت كل الدول عن إغلاق الحدود، فرغم الأرقام القياسية اليومية للإصابات كما هو الحال في المغرب فتحت كل الدول أجواءها و حدودها، ولنبقى منسجمين مع ذواتنا لقد قبلنا فتح الحدود منذ 20 يونيو 2020، و مررنا بموجات و سلالات د614 ألفا دلتا، فصمود المنظومة الصحية لا علاقة له مع فتح الحدود”.
وتسائل” كيف لنا أن نشرح أننا نظمنا في عز موجة دلتا العاتية “عملية مرحبا” لملايين المغاربة، ونبقي الحدود مغلقة في وجه الآلاف في ظل موجة أوميكرون الأقل خطرا”.
وأشار الإبراهيمي، هناك سبب أيضا أن ” البعض يظن أنه بفتح الحدود ستتدفق الملايين على المغرب بين عشية وضحاها، وهذا غير صحيح، فالبيانات السياحية واضحة و تؤكد أن الربع الأول من السنة (يناير-مارس) يعتبر عمومًا موسم ركود في التنقل الجوي في العالم و المغرب… فانخفاض تدفق المسافرين الوافدين حتما سيؤدي إلى انخفاض مخاطر الإصابة بالعدوى المستوردة، زيادة على ذلك فتعافي قطاع السياحة سيأخذ و قتا وسيكون يالتدرج، فلنأهله لموسم الصيف. ”
وقال الإبراهيمي،” أظن أنه، خلال المرحلة الوبائية الحالية في المغرب، فالتداعيات الإجتماعية والادإقتصادية للإغلاق أكبر بكثير من المخاطر الصحية، نعم فالسياح القادمون و الذين تتوفر فيهم الشروط الصحية لا يشكلون أي خطر على حالتنا الوبائية، فالتكلفة المالية تقدر بالملايير وإنعكاساته الإقتصادية على قطاع السياحة تمتد إلى المستوى البعيد وليس القريب فقط.”
وعن السبب السادس، أفاد الإبراهيمي، أنه “بينما تركز بعض الوجوه الحقوقية على اللجنة العلمية و التلقيح و التجريح في أطبائنا و أطرنا التمريضية و في تكوينهم، و هم لا يفرقون بين البروتيين و الحامض النووي… أرجوهم أن يركزوا على نقطة حقوقية بديهية… هل يمكن ان نرفض رجوع أي مغربي لبلده؟… و لو في عز موجة عاتية… أظن أن على هؤلاء الحقوقيين العلماء أن يترافعوا عن حق العالقين المغاربة للعودة لبلدهم… و لا سيما أن توافد المغاربة العالقين و مغاربة العالم لا يشكل أي خطر صحي.”
وشدد ذات المتحدث، على أنه ” يجب أن نبقي على إنسجام التوصيات و القرارات المغربية حفاظا على السمعة و الإشعاع المغربي الذي بينا عنه خلال الجائحة، متسائلا، كيف نبقي على ذلك و نحن لا نخضع الرحلات الجوية الخاصة الوافدة على المغرب لنفس الشروط التي تخضع لها الرحلات التجارية الممنوعة منعا باتا؛ ما الفرق من الناحية الصحية و الوبائية بين دخول طائرة محملة بمئة شخص و بين دخول خمس طائرات خاصة محملة بعشرين شخص، مؤكدا أنه من الناحية العلمية فتح المدارس و تجميع الملايين في أماكن مغلقة أخطر بأضعاف مضاعفة عن فتح الحدود و توافد ألالاف من الأشخاص بشروط صحية موضوعية”.
أما السبب الثامن لفتح الحدود، قال الإبراهيمي، توفرنا اليوم على بروتوكولات ناجعة و ترسانة من الأدوية و التي تم تحيينهما بعد التوفر على علاجات مضادات فيروسية جديدة، تمكننا اليوم من مواجهة الموجة في ظروف أحسن من ذي قبل، نعم، ورغم بطء عملية التلقيح فإن الحائط المناعاتي اللقاحي الذي كوناه يمكن من التخفيض من حجم المجازفة”.
وحول السبب التاسع إعتبر الإبراهيمي، بالقول، في الحقيقة و كما قلت سابقا لا أرى أي مكتسبات سنحافظ عنها بالإغلاق بعد إنتشار أوميكرون و بلوغ الذروة، الحقيقة اليوم أن الإغلاق لا يرصد أي مكتسبات لا من الناحية الصحية و لا الوبائية و لا الإقتصادية ولا الإجتماعية، و لا يلمع سمعة المغرب و لا يعطي مصداقية أكبر لقراراته، و الإغلاق كذلك لا يحمينا من أية إنتكاسة.”
وعن السبب العاشر والأخير، قال الإبراهيمي،” حان الوقت لترصيد مكتسباتنا و تضحياتنا لمدة سنتين في مواجهة الكوفيد، في الحقيقة لا أستسيغ أن التحدث عن فتح الحدود و كثير من البلدان تعد العدة للخروج من الأزمة، ضحينا بالكثير من أجل أن نكون من البلدان الأولى التي تخرج من الأزمة، و هذا الطموح يسكن كل مكونات الدولة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا. ”
و حفظنا الله جميعا….