نورالدين بن سعيد طويل …المهاجر المغربي المتطرف الذي إتهم المغرب بالتجسس على بلجيكا
حنان الفاتحي
يعود نورالدين طويل ، في حواره للتلفزة البلجيكية VRT، إلى جذور الأزمة السياسية والأمنية في بلجيكا، ويحمل أطرافا معينة بتعفين الوضع، ويقف مطولا عن المملكة المغربية التي يتهمها بإرسال جواسيس مغاربة كأئمة بتلطيخ وزارة الاوقاف المغربية كما يقول، ولا يتحرج نورالدين طويل من الدعوة الصريحة لإعادة جهاز أمن الدولة الاستخباراتي البلجيكي لوقف المد الأئمة المغاربة ، ويتحدث عن خلافاته مع الشيخ التوجكاني ، عن نظرته من المسؤولين الدينيين ببلجيكا..
أزمة دينية كبيرة تعيشها بلجيكا، من المتسبب فيها، ما هو مخرجها؟
إن الأزمة الدينية في بلجيكا، سببها يعود أساسا إلى ضعف الأداء الديني للمجلس الاوروبي للعلماء المغاربة بدرجة أولى، و بالخلافات الواضحة في الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا بدرجة ثانية، كما أن تردي الأوضاع تفاقم بقوة بسبب الاختراق الأمني الكبير لأمن الدولة البلجيكي الذي إخترق المغاربة و خصوصا بجهة الفلاندرن و الذي ساهم في إرسال وشايات كاذبة و تقارير عن المغاربة المسؤولين عن الشأن الديني و إتهامهم بالتطرف و التجسس و ربط علاقات مع إرهابيين من طرف التيار العاملين على أجندات النظام الوهابي المتطرف، وكنا قد نبهنا السلطة البلجيكية منذ سنتين وحذرناها من خلال مقالات من ترك هذا التيار الديني المتشدد يمرح ويرتح على المنابر الدينية والإعلامية، وقلنا لهم: إن الوهابية أدعياء السلفية انتقلوا من التنظير للتكفير و ربما إلى مرحلة التفجير، ولكن فوجئنا بالسلطة يأخدون بالتقارير الكاذبة و ليس بالاعلام ، بل وتحالف بعض السياسيين مع هذا التيار وسعوا في نشره في بلجيكا و خصوصا لما يعمل على تزكية وشاياتها أمام البرلمان الفلاماني.
كما قلت: أن التهديد الأمني يعود أساسا إلى سوء الفهم الديني من طرف السلطة، وثانيا: إلى الجهل الكبير بأمور الإسلام من هؤلاء الشباب نتيجة التصحر الديني الذي تسبب فيه فشل بعض المؤسسات الدينية و المساجد، حيث إن دعاة الوهابية المتطرفين استغلوا الحرية الواسعة ما بعد إسقاط الهيئة التنفيذية ، واغتنموا الجهل الديني المنتشر في الشباب وعاطفتهم الإسلامية الصادقة فدمغجوهم بمفهوم إسلامي معكوس ومحرف ومتطرف، وساعدهم على ذلك الفراغ الكامل و خوف بعض الأئمة من المشاكل .
مازالت الهيئة التنفيذية في بلجيكا عاجزة عن مواجهة الفكر المتطرف، بسبب تشرذمها وعدم اهتمام السلطة بها، ولكن هناك فهم واضح للمسلمين لما يجري من حولهم و من الأطراف الذين يعملون على تفكيك و تخريب الشأن الديني بغية السيطرة عليه من جديد من طرف الوهابية التي يعاب عليها، أنها تعتمد مفهوما مريضا وفاسدا من الإسلام، ممزوجا بالتكفير والتفجير وعدم قبول المخالف لهم في العقيدة أيا كان.