نورالدين طويل خدمة لأجندات وهابية …يتهم المغرب بإرسال جواسيس إلى بلجيكا

حنان الفاتحي

فجرت تصريحات المهاجر المغربي بالديار البلجيكية نورالدين طويل و إتهاماته للشيخ محمد التوجكاني في تصريح خصص للقناة الفلامانية VRT بالتجسس لصالح السلطات المغربية و إتهامه لوزارة الأوقاف المغربية بإرسال جواسيس إلى بلجيكا موجة غضب واستنكار واسعتين في العالم العربي والإسلامي.

وأعادت تصريحات نورالدين طويل المثيرة للجدل الأنظار للتعريف به و بالدور الذي يلعبه في الشأن الديني البلجيكي ، و خصوصا في النزاع لإدارة الهيئة التنفيذية و المسجد الكبير ببروكسيل ، فهذا الأخير لا يعدو سائق الترامواي بمدينة أنفيرس ، بعيد كل البعد عن الدين و عن الخطابة ، و قد كان يقوم بدور المرشد السياحي بالمركز الاسلامي عندما كان في يد السعودية .

هذا و قد صرح رئيس الامن القومي البلجيكي السابق ألان ويننتس  في تصريح مع الصحافة في اطار حديثه حول ملف نورالدين اثناء وحول أزمة الحجاب حينها من خلال البحث الذي توصلت إليه المخابرات البلجيكية أن نور الدين متطرف وينتمي ويحمل فكر التيار السلفي الوهابي ، كما كان يبعث الأطفال إلى المدارس الباكستانية لحفظ القرآن الكريم،

كما جاء على لسان ألان ويننتس رئيس الأمن القومي البلجيكي  أن نورالدين طويل له خطاب مزدوج خطاب علني معتدل واخر متطرف، كما أنه دائما ما يقدم نفسه على انه امام المسجد الكبير و إمام بمدينة أنفيرس ، لكن القليل و القليل من يجالسه لأجنداته الخليجية .

وتقول مقدمة البرنامج اثناء تقديمها: نور الدين دائما حاضر في الأضواء وباحث عن أضواء الكاميرا. هل هو متطرف؟ متحدي؟ أم هو انتهازي مصلحي؟ ، و كان تقديمها بمثابة خلاصة لشخصية نورالدين طويل ، الذي لا ينكر علاقته مع الوهابية و خدمة أجنداتها و التنفع بأموالها التي يتحصل عليها من برامج الحج و العمرة و من السفارة السعودية.

و قد عمل نورالدين طويل مؤخرا على زعزعة الشأن الديني ببلجيكا بإرسال وشايات كاذبة معية مغاربة آخرين لأمن الدولة خدمت مصالحهم و خصوصا بعد إزاحة نائب رئيس الهيئة التنفيذية السابق السيد صالح الشلاوي و الامام عبد القادر شعاع و مؤخرا الامام التوجكاني وبإتهامهم بالتطرف و التجسس لصالح المملكة الشريفة .

بتصريح نورالدين طويل بأن المغرب يرسل أئمة أغلبهم جواسيس يضرب بالأئمة المغاربة و بوزارة الأوقاف المغربية و بالمذهب المالكي و كما يقول المثل ( ياكل الغلة و يسب الملة).مما يتطلب الأمر أن تقف الجالية المغربية في وجه خدام الوهابية و العمل على إفشال مخططهم الرامي الى الاستولاء على الهيئة التنفيذية و المسجد الكبير و إدارتهما تحت توصيات وهابية بإمكانها خلق الجدل ثانية بالتطرف و الارهاب بين ابناء الجالية المسلمة ببلجيكا و اوروبا ، و خصوصا و أن المجال أصبح فارغا بعد الاطاحة بأغلب الرموز الدينية و غياب تام للمجلس الاوروبي للعلماء المغاربة و طأطأة الرأس للباقين الذين يخافون أن يكونوا عرضة للإتهامات الباطلة كالآخرين .


و قد أكدت الدولة البلجيكية و دول اوروبية أن  الحراك الديني الذي تشرف عليه المملكة المغربية في أوروبا مبني على خطاب ديني متسامح إلى نموذج في مواجهة التيارات المتشددة، وهو خطاب أصبحت تستنجد به عدة دول في أوروبا لقطع الطريق على عمليات الاستقطاب التي تشرف عليها تنظيمات مثل داعش أو القاعدة.

ويرسل المغرب سنويا مئات الأئمة إلى أوروبا للوعظ والإرشاد وإمامة المصلين، خاصة في صلاة التراويح في محاولة لتزكية الروح الإيمانية للمسلمين الجدد والمهاجرين. وهو الشيء نفسه مع دول أفريقية لجأت بدورها إلى الاستنجاد بمئات الأئمة المغاربة لتقديم مفاهيم دينية إيجابية مستمدة من الهوية الدينية للمغرب بدل المفاهيم المقابلة التي تحث على القتل.

وتتسم الهوية الدينية للمغاربة بالتسامح والوسطية المستمدين من المذهب المالكي ومن موروث الفرق الصوفية الذي أشع على المحيط الإقليمي خاصة في دول جنوب الصحراء التي ما تزال تعتبر المملكة المغربية مرجعا دينيا لها.

ونجح الخطاب الديني المغربي ليس فقط في تحييد آلاف الشباب بأوروبا أو أفريقيا ومنعهم من السقوط في التشدد، بل تمكن المغرب من احتواء الخطاب المتطرف عند بعض المتشددين وأعاد تأهيلهم.

وقطع المغرب الطريق أمام التيارات المتشددة لاعتلاء المنابر، وأرسى تكوينا شاملا للوعاظ والمرشدين يقوم على تمثل الهوية الدينية المغربية، وفرض على العاملين بالقطاع الديني التفرغ الكامل وعدم الجمع بين المهمة الدينية والسياسية. وهو ما عكس مراسيم مختلفة صادرة عن العاهل المغربي الملك محمد السادس.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: