ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من المؤشرات الجديدة التي تؤكد أن المملكة المتحدة، تنحو هي الأخرى، نفس منحى التركيز على المملكة المغربية، بالنظر إلى مجموعة من العوامل المهمة.
وجاء ذلك بعد إصطفاف الولايات المتحدة الأمريكية، التي فضلت الإنحياز للمغرب في دول غرب بحر الأبيض المتوسط، على حساب إسبانيا التي كانت حليفها الأول في المنطقة لعقود .
وحسب جريدة “lasprovincias”، في قصاصة خبرية حملت عنوان: “تفضل المملكة المتحدة مصر وجنوب إفريقيا والمغرب على حساب إسبانيا”، إن إحدى الدول التي تفقد فيها الزراعة الإسبانية زخمها بوتيرة قسرية هي بريطانيا، التي باتت تفضل وبشكل متزايد ، جنوب إفريقيا ومصر والمغرب، على حساب إسبانيا.
وأضافت أن مبيعات المملكة الإيبيرية، بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، تراجعت بشكل ملحوظ، وهو ما أصبح واضحا قبل كل شيء في مجالات الجودة القياسية، مردفةً أنه يمكن القول إن المملكة المتحدة باتت الآن، دولة ثالثة، بعد “البريكسيت”، غير أن الأمر لا يتعلق بها فقط، بل تراجعت المبيعات حتى نحو الولايات المتحدة، وكندا، وسويسرا والنرويج”.
وما يزكي طرح تهميش إسبانيا من قبل بريطانيا، وانحيازها للمغرب، الإتفاقيات التي وقعتها لندن والرباط مؤخرا، والتي من ضمنها إنشاء أطول خطّ كهربائي بحري في العالم، وهي تطورات تثير قلق حكومة مدريد، التي عرفت تراجعات كبيرة خلال تولي الحزب الإشتراكي العمالي بقيادة بيدرو سانشيز، للرئاسة، ما جعل البعض يصف الأخير بأفشل رئيس في تاريخ المملكة الإيبيرية.
وسبق للصحافي الإسباني لويس ماريا أنسون، أن تحدث عن العلاقات بين مدريد وواشنطن، معتبراً أن الأخيرة باتت تراهن على الرباط، مقابل تهميشها للمملكة الإيبيرية، مشدداً على أن خلاصاته الحالية، جاءت بناء على محادثات طويلة أجراها مع عدد من الإعلاميين الأمريكيين، الذين وصفهم بـ”الصحافيين المستقلين والعاقلين”.
واعتبر مانسون أن هذا التقارب، يرجع إلى إنعدام ثقة إدارة جو بايدن، في حكومة سانشيز، حيث باتت واشنطن حذرة من علاقاتها المفتوحة مع عدد ممن سماهم بـ”أعداء الولايات المتحدة” في أمريكا الجنوبية، مردفاً أن بايدن، يعتبر بيرو، وكوبا وبوليفيا وشيلي، حتى كولومبيا القادمة، من ضمن الأصدقاء الإيديولوجيين لسانشيز .