عائلة ميكري مالكة أغنية “لم يسمح قلبي للدنيا” و”ليلي طويل” الشهيرة ، سقوط آخر أوراقها .  

عبد العزيز الناوي

لم يكن يحصل بالحسبان ، أن تكون آخر أيام الفنان الكبير محمود ميكري وأسرة ميكري الإخوان، الشارع وإفتراش الثرى وإلتحاف السماء ، وأن يجهش بالبكاء أمام أضواء كاميرات وسائل الإعلام ،الفنان الكبير الذي رافقنا في صبانا وإخوانه ميكري بأغانيهم الهادفة الجميلة ، الإخوان ميكري والأخت جليلة ميكري كانت تشق طريقها نحو العالمي في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، الفرقة التي أخذت منها فرقة “البوني إم ” الأمريكية الشهيرة أغنية ليلي طويل ، فرقة عرفت كيف تمزج بين الأغنية المغربية والآلات العصرية ، فأنتجت أغاني أعطت إشعاعا عالميا للمغرب في مجال الفن ، وفتحت له الطريق نحو الفوز بمسابقات الأوروفيزيون آنذاك .
 
لقد ظلت وما زالت العديد من أغانيها الخالدة لحد الساعة تتردد صداها بين عدة أجيال،  بل بعض الأغاني تم ترديدها من طرف فنانين عالميين نظرا لسحرها الممزوج بين الفن الراقي والإيقاعات السحرية و ” الآهات ” مثل أغنية ” ليلي طويل “.

أسرة فنانون آمنوا بمغربيتهم لحد الجنون ، ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تطوير ورقي الأغنية المغربية ، كان من الممكن أن يصبح أفرادها من ذوي المليونيرات والأموال والمؤذونيات ، لكن عفة أنفسهم وأنفتهم وإيمانهم بعملهم الراقي ، حال دون ذلك ، لم يكن هاجسهم جني الأموال وجمعها بل كان إهتمامهم الأول والأخير هو الفن المغربي لأجل إيصاله إلى العالمية ، وقد أفلحت في ذلك ، حيث أصبح إسم الفرقة مشهور عالميا ومعها إسم المغرب .

لكن ومع الأسف الشديد ، تناهى إلى علمنا مؤخرا خبر محاولة إفراغ العائلة من مسكنها  بقصبة الأوداية المطلة على الشاطئ بالرباط ، والذي ظل يأويها لمدة أزيد من 50 سنة ، والسبب حسب تصريحات أفراد العائلة هو قيام مجموعة من الأشخاص بإقتحام منزلهم يجهلون هويتهم، وقيامهم بتكسيرأبواب غرف الأشقاء وتصوير والدتهم وهي في ملابس المنزل ، لسبب قيل لهم أنه يتعلق بتنفيد حكم قضائي بالإفراغ رفعته ضدهم مالكة جديدة للمنزل الذي إقتنته،  دون أن يتناهى إلى علمهم عملية البيع ولا عملية بالإفراغ حسب إفادتهم .
عملية الإفراغ الفجائية لا يشعر بقصوتها ومكابدتها النفسية إلا من عايشها .

ميكري الفنان والإنسان بعد أن ضاقت به السبل وهو يرى نفسه عرضة للتشرد رفقة عائلته ، وجه نداءا لصاحب الجلالة محمد السادس لإنقادهم من ذلك ، موضحا بأن الإخوان ميكري لايملكون عقارا آخر للإنتقال إليه، وأنه منذ إنطلاقة المجموعة الغنائية “الإخوان ميكري” في سبعينيات القرن الماضي لم يكن همهم شراء المنازل أو العقارات ، بقدر ماكان همم إيصال الفن المغربي للعالمية آنذاك، حيث كانت تصرف الأموال على المجموعة الغنائية التي نافست مجموعات غنائية عالمية .
وفي نفس السياق وفي عز الألم والحزن الذي كان يسري في أواصر الفنان ناصر ميكري الإبن ، لم يجد إلا لغة الفن ليعاتب من ظلموهم بأغنية “لم يسمح قلبي للدنيا” ، كانت أغنية كلها صبابة ولوعة وعتاب للدنيا التي قست عليهم ، والتي أبكت بحرقة وأسالت دموع محبي ومتعاطفي الإخوان ميكري .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: