في الوقت الذي يستمر فيه تمديد تعليق رحلات الركاب الجوية والبحرية أمام مغاربة الخارج، بسبب الانتشار السريع لمتحور أوميكرون، وعودة تفشي الجائحة في أوروبا، تستمر مطالبات الجالية المغربية بفتح الرحلات أمامها لولوج أرض المغرب، بحيث حرمت معظم العائلات المغربية من زيارة أقاربها وذويها ممن يقيمون خارج الوطن بسبب إكراهات المعيشة، أو الدراسة بأرض المهجر، هذا القرار الذي يرى فيه مغاربة المهجر، إقصاءا لهم كمواطنين حاملين للجنسية المغربية الأم، لم يلق آذانا صاغية، تحت ذريعة الحد من الوباء كإجراء وقائي رغم استعداد المهاجرين لتقديم ضمانات الدخول والخروج من المغرب كإجراء اختبار PCR، والإدلاء بجواز التلقيح..
ومنذ يوم أمس الخميس ، ذاع خبر وفاة الشيخ الجليل المسمى قيد حياته “مصطفى النوحي” ، في الديار البلجيكية التي أقام بها مدة تزيد عن 30 سنة، كرسها للدعوة إلى الله في كل حدب وصوب في دولة بلجيكا…
ليتفاجأ أفراد الجالية هناك بخبر نقل أبنائه لجثته- رحمه الله- في ظل القيود المشددة على حركة السفر من وإلى المغرب، وبعد أن استأجروا طائرة خاصة بمبلغ 45 ألف يورو و نقل 13 شخص من عائلته وبتسهيل من جميع السلطات المغربية ودون أدنى التزام بالإجراءات الوقائية الجاري بها العمل!!
وهنا نطرح السؤال : ماهو الاستثناء الذي يمثله هذا الخرق الصارخ في ظل وضعية وباء أوميكرون ؟
هل كانت السلطات المغربية ستسمح بنقل جثمان مواطن مغربي عادي، للدفن بالمغرب دون إجراءات صارمة ؟ وهل كانت ستسمح بمرافقين من عائلته بهذا العدد ؟؟
مع العلم أنه في حالات الوفاة…ترخص السفارة المغربية هناك بنقل الجثمان فقط دون مرافقين…
مارأي الجهة المسؤولة عن شؤون مغاربة العالم المتورطة في هذا الأمر و في هذا الخرق السافر ؟
أسئلة كثيرة تستدعي إجابات واضحة، عما يعاني منه المواطن” العادي “، داخل وخارج الوطن، في نفس الوقت الذي لم يتمكن فيه معظم مغاربة المهجر من زيارة أحد ذويهم، أو حتى توديعهم…
فإلى متى نسير بنهج ” باك صاحبي ” في بلد، من المفروض أنه ينحو منحى تنموي واضح المعالم…
دعنا نقول، ألا تقدم دون تكافؤ الفرص، دون تعميم تطبيق القانون ودون محسوبية…