أعلنت «الجالية المغربية ببلجيكا » أن عمليات الاضطهاد ضد المسلمين في بلجيكا زادت في العام 2021 وذلك استنادا إلى «المؤشرات الأخيرة للإضطهاد » و الاتهامات الغير المبررة ضد الشخصيات الدينية.
و تعتبر الضغوط والقيود وأعمال التمييز التي تتعرض لها الجالية المسلمة ببلجيكا و خصوصا منها الرموز و الأئمة، ذلك أن التمييز على أساس ديني يساهم بشكل كبير في بروز مشاعر الكراهية وعدم الاندماج والتعايش بين الديانات المختلفة.
و حسب المعطيات الأخيرة فبلجيكا تعتبر من بين الدول الأولى التي يواجه فيها المسلمون أصعب و أخطر الأوضاع حيث أصبحت التهم تلفق بدون أي دليل مادي و بدون أي متابعات قضائية ، ضد شخصيات دينية مؤثرة و لها صيتها بين المسلمين ببلجيكا ، الشيء الذي جعل تمييز للدين الاسلامي غير الديانات الأخرى ، وهو حكم لا يستند إلى أدلة واضحة بل هو نتيجة التعصب الأعمى والجهل بحقيقة الإسلام .
فرغم إعتراف الدولة البلجيكية بالدين الاسلامي الا أنه تبقى ديانة مرفوضة من قبل المسؤولين بل نجد العديد منهم يحافضون على ذلك الفهم الضيق لحقيقة الإسلام رغم تقديم بعض الأئمة لقراءات معتدلة ومستنيرة له وبينوا أنهم يرفضون التعصب والغلو وكراهية الآخرين على أساس الدين أو اللون أو العرق.
و في مجال التضييق على المسلمين نسجل الاتهامات الباطلة لوزير العدل البلجيكي للمسؤولين عن الهيئة التنفيذية بالتخابر مع الدولة المغربية و العمل تحت توجيهات السفارة المغربية ، الشيء الذي تراجع عنه هذا الأخير ليس نتيجة الضغط و لكن لعدم توفره على أدلة ملموسة على إدعاءاته ، مفسرا حب المغاربة لوطنهم و ملكهم و لدينهم بالتجسس لوطنهم .
و لازال الاضطهاد ليومنا هذا حيث أن وزير العدل يرفض تقديم الدعم المالي للهيئة التنفيذية و الاعتراف بالمسجد الكبير رغم استجابة المسؤولين لشروطه .
و قد تأكد ذلك بعد سحب وثائق الاقامة لإمام مسجد الخليل الشيخ محمد التوجكاني المعروف بإسلامه المعتدل و محاربة التطرف و الإرهاب و عمله بجانب السلطات البلجيكية على إسلام يستجيب لمتطلبات الأوضاع الحالية ، بدون توجيه أي تهم حقيقية تسيء للدولة او للمجتمع البلجيكي.
و قد قررت كذلك بلجيكا طرد الامام عبد القادر شعاع بعد ان الغاء وثائق اقامته بالتراب البلجيكي بإتهامه بالتطرف و الدعوة على الارهاب . الاتهامات التي أصبحت سهلة و يمكن أن توجه لأي شخص غير مرغوب فيه و تقرر ابعاده بطريقة قانونية .
غير أن الآمال معقودة في السنة الجديدة على أن تنحسر تلك الرؤى التي ساهمت في بروز التعصب ضد المسلمين . وذلك يتطلب أن تعلو الأصوات التي تدعو إلى التسامح والحوار والتواصل الحضاري والثقافي بين كل الشعوب.