الرباط تعلن التزامها باستئناف العملية السياسية في الصحراء المغربية

بوشعيب البازي

أعرب المغرب عن التزامه باستئناف العملية السياسية الخاصة بقضية الصحراء المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة، على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار الموائد المستديرة بحضور الأطراف الأربعة.

وذكرت وزراة الخارجية المغربية في بيان لها الخميس عقب اجتماع بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا، أن المغرب يهدف إلى التوصل إلى حلّ سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة (المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا)”.

وأضاف البيان أن الوفد المغربي “جدد خلال المباحثات التأكيد على أُسس الموقف المغربي كما ورد في خطابي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين والسادسة والأربعين للمسيرة الخضراء”.

وتندرج زيارة دي ميستورا حسب نفس البيان في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، الذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها لكل الأطراف مواصلة مشاركتها في سلسلة الموائد المستديرة، بروح من الواقعية والتوافق، من أجل الوصول إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على أساس التوافق.

ووصل دي ميستورا الأربعاء إلى الرباط، المحطة الأولى في جولته الأولى إلى المنطقة والتي سيزور خلالها أيضا الجزائر وموريتانيا.

بيان الخارجية المغربية أكّد أن المغرب يهدف إلى التوصل إلى حلّ سياسي للحكم الذاتي في إطار مسلسل الموائد المستديرة وبحضور الأطراف الأربعة

وقال المتحدّث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحافي أعلن فيه عن الجولة إنّ دي مستورا “بدأ زيارته الأولى للمنطقة”.

وأضاف أنّ الدبلوماسي الإيطالي “سيلتقي بمسؤولين مغاربة في الرباط، ثم بمسؤولين من جبهة البوليساريو في تندوف والرابوني” في الجزائر، حيث تقع مخيّمات اللاجئين الصحراويين.

وأوضح دوجاريك أنّ دي ميستورا “يعتزم أيضا التوجّه إلى الجزائر ونواكشوط خلال رحلته”، من دون المزيد من التفاصيل عن هاتين المحطتين.

وسيقوم بجولته الأولى في المنطقة ما بين الثالث عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة الإسبانية، كما جرت العادة مع المبعوثين السابقين.

ويسعى دي ميستورا إلى تحريك المياه الراكدة في الصراع الإقليمي الذي لم يزدد إلا توترا منذ استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر في 2019، وقبلها فشل جولات الحوار بين الأطراف المعنية.

وشدّد المتحدّث الأممي على أنّ المبعوث الجديد إلى الصحراء المغربية “يعتزم سماع وجهات نظر جميع الأطراف المعنية حول سُبل المضيّ قدما نحو استئناف بنّاء للعملية السياسية بشأن الصحراء المغربية”.

وأحيطت هذه الجولة الأولى لدي ميستورا بقدر كبير من التكتّم الإعلامي، إذ لم يؤكّد أيّ مصدر رسمي في المغرب وصوله إلى المملكة الأربعاء، وتعتبر الرباط أن هذه الزيارة ستشكّل “أول اتّصال بين المملكة والمبعوث الجديد”.

وبحسب وسائل إعلام في المغرب والجزائر وموريتانيا فإنّ دي ميستورا سيتوجّه بعد الرباط إلى المخيّمات الصحراوية في نهاية الأسبوع، ثم إلى الجزائر العاصمة، قبل أن ينهي جولته في موريتانيا في التاسع عشر من يناير الجاري.

Thumbnail

وتأتي زيارة دي ميستورا في ظل العلاقة المتوترة بين المغرب وإسبانيا، والمقطوعة بين المملكة والجزائر، وسبق أن علّق ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على تأثير هذا الوضع بين الجارين المغاربيين على مهمة المبعوث الأممي وجولته الأولى في المنطقة.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة في السادس من أكتوبر الماضي عن تعيين الإيطالي ستيفان دي ميستورا مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء خلفا للمبعوث الألماني هورست كوهلر بهدف التوصل إلى حل لهذا النزاع الإقليمي المستمر منذ 1975.

ودي ميستورا الذي سيبلغ قريبا عامه الخامس والسبعين يقيم في بروكسل وقد تولّى منصبه في نوفمبر الماضي بعدما قطعت الجزائر في نهاية أغسطس، علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب إثر اتّهامها المملكة بارتكاب “أعمال عدائية” ضدّها على خلفية الخلاف بين البلدين حول ملف الصحراء المغربية، في حين عبرت الرباط “عن أسفها” تجاه القرار الجزائري.

والصحراء المغربية التي يدور حولها نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر هي منطقة تصنّفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتّعة بالحكم الذاتي”.

والرباط التي تسيطر على ما يقارب ثمانين في المئة من أراضي هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة أطلقت في السنوات الأخيرة مشاريع إنمائية كبرى فيها، وهي تقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.

أما جبهة البوليساريو فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة، تقرّر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة والجبهة في سبتمبر 1991.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: