همسات لتورية الغريب

تقول مذيعة النشرة باتزان، أنَّ عدد الإصابات بالفيروس

اللعين قد تفاقمت…

وأنا أقول… أنني حفظت ملامح الموتى، على تراكم

السنين…كنت أهدهد أوجاعهم، حتى يأتي الموت رحيما…

لم أكن الأم تيريزا، كنت أنا من تستقبل الجنازات بما يليق

بأصحابها…وأتظاهر بالاتزان…

هم كثر أولئك الذين فارقوني،على مضض…

لم أكن حينذاك ،قد اخترعتُ مصل الحياة، لأحقنه في وريد

قلبي الصغير…كنت أموت ألف مرة قبل الذين رحلوا دون

قُبل،دون وداع…

وبعد الرحيل، أكل الحزن ملامحي، استبدَّ بي، وأرغمني على

حسن الجوار …

فأهدرتُ ما بصدري من آهات حتى يبس الألم…

ثم أخذت هدنة مع نفسي، فالطريق لازال طويلا…وهناك ما

يستحق العناء، أنا كذلك أستحق أروع النهايات…

يدي التي اعتادت الحرف، أكثر من جوفي الذي تبرأ من

البوح، لم تتوقف كعقارب الساعة، حين تأوهت مشاعري وهي

تُطعن بدل المرات ألف…

أُسرف في البوح، كحاكم مستأسد، يُرغم الشعب على سماع

وصاياه…

لا شيء يخيفني، لا عدّاد الموتى، ولا صوت سيارات الإسعاف

أستهجن هذا الوباء، ووصفات الأطباء الفاشلة…فقد أسقطوا

دواء الحب عمدا، كي يموت فينا الإنسان…

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: