نمو قياسي لعمليات المناولة بميناء طنجة المتوسط

حنان الفاتحي

كشف نشاط ميناء طنجة المتوسط خلال العام الماضي رغم قيود الإغلاق عن تحولات كبيرة لتوسيع دوره المحوري كبوابة للاقتصاد المغربي، إضافة إلى دوره الكبير في النشاط التجاري للقارة الأفريقية بالتعاون مع الكتل الاقتصادية الكبرى بعد أن حقق حجم مناولة غير مسبوق.

وأظهرت بيانات حديثة الأربعاء أن الميناء عالج خلال العام الماضي 7.17 مليون حاوية، بنسبة نمو 24 في المئة مقارنة مع 2020، ليحقق بذلك رقما قياسيا على مستوى البحر المتوسط.

وتسعى الرباط لزيادة حجم مناولة الحاويات بالميناء الذي يتيح منصة للصادرات من مصانع الإنتاج المحلية لشركات فرنسية لصناعة السيارات مثل رينو وبيجو، لينافس ميناء الخيثراس في جنوب إسبانيا.

ويقول خبراء إنه حتى تنجح سياسة المناولة بشكل صحيح ويتمكن المغرب من نقل الصناعة والتكنولوجيا، فإنه من الضروري تحفيز الشركات المحلية بشكل أكبر للدخول كشريك في الأنشطة الصناعية واللوجستية والخدماتية مع الشركات الدولية التي تعمل في المنطقة الصناعية المجاورة.

ويرتبط ميناء طنجة بأكثر من 186 ميناء آخر حول العالم، بما فيها 77 دولة، ويقع قرب المنطقة الصناعية الحرة المجاورة، تعمل بها أكثر من 900 شركة دولية.

وتأمل السلطات في الميناء الواقع على الطرف الغربي لساحل البحر المتوسط، على الجهة المقابلة للساحل الإسباني مباشرة، في الاستفادة من دوره كنقطة اتصال لشركات شحن الحاويات، على الأخص بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.

وشكل الحجم الإجمالي للتحميل والمناولة بالميناء خلال عام 2021 قفزة مهمة لنشاط هذه البوابة التجارية حيث بلغ 101 مليون طن، أي 50 في المئة من إجمالي الحمولة المعالجة بكافة موانئ البلاد.

وتؤكد هذه النتائج وفق سلطات الميناء “ريادة الميناء بالبحر المتوسط وأفريقيا، وتكرس مكانته كمنصة رئيسية لكبريات التحالفات البحرية العالمية”.

وعلى مستوى نقل المسافرين، أوضح البيان أن ميناء طنجة “تأثر بالسياق الصحي، وسجل أكثر من نحو 587 ألفا خلال العام الماضي، بانخفاض بنسبة 14 في المئة مقارنة مع 2020”.

وأشارت الإحصائيات إلى أن أكثر من 10.9 ألف باخرة رست العام الماضي بميناء طنجة المتوسط، بنمو نسبته 12 في المئة، كما استقبل الميناء 929 سفينة عملاقة يفوق طولها 290 مترا.

وفي عام 2019 تم الانتهاء من تطوير الميناء بعد قرابة 17 عاما على عمليات تطوير على مراحل، وأصبح اعتبارا من ذلك العام، الأكبر في أفريقيا والمتوسط.

وتتكامل عملية تطوير الميناء مع مشاريع البنية التحتية التي تم إطلاقها على مستوى طنجة، والرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية المتسارعة في منطقة شمال المغرب وفق أحدث المعايير الاقتصادية المستدامة والمتوازنة.

وبدأ تشغيل ميناء طنجة في يوليو 2007 لاستقبال الأجيال الحديثة من ناقلات الحاويات وليكون أرضية للأنشطة الدولية لإعادة الشحن، وبوابة المغرب على أنشطة الاستيراد والتصدير ومواكبة اتفاقات التبادل الحر والاتفاقات التفضيلية الموقعة مع أكبر الشركاء التجاريين في العالم.

وتشكل طنجة بوابة استراتيجية هامة للمغرب على دول العالم، حيث تجذب سنويا استثمارات هامة بفضل مؤهلاتها الصناعية المتعددة التي جعلت شركات عالمية تختار الاستقرار في المغرب، مثل مجموعة رينو – نيسان وشركة ميرسك الدنماركية العملاقة التي تعتبر أول شركة بحرية وأكبر ناقل للحاويات في العالم.

وسيمكن برنامج طنجة الكبرى من تسريع وتيرة تنمية مدينة طنجة وجعلها وجهة عالمية، ويركز على تنمية الثروة البشرية والبيئة الاقتصادية لتطوير مؤهلات المدينة وإرثها الثقافي العريق.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: