معاديان للسامية يطالبان باللجوء في فرنسا هربا من قضايا جنائية في المغرب

ماموني

يسعى زوجان مغربيان، معروفان بمواقفهما المعادية للسامية وملاحقان قضائيا في المغرب بتهم الاحتيال والتهرب الضريبي، للحصول على اللجوء السياسي في فرنسا بعد رفض الصين طلبهما وطردهما.

وقاد الثنائي دنيا وعدنان الفيلالي الذي ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد المؤسسات الرسمية المغربية عبر تسجيل حلقات مصورة تسوّق المملكة بشكل مسيء من خلال توظيف معطيات يقول مغاربة إنها “بعيدة عن الواقع”.

وسبق أن تقدمت المؤسسات الأمنية المغربية بشكاية أمام النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بالرباط في حقّهما حول “إهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم ونشر ادعاءات ووقائع كاذبة والتشهير بشخصيات عمومية وإهانة منظمة والوشاية الكاذبة والتبليغ عن جرائم وهمية”.

محمد الطيار: فرنسا مسؤولة عن تقديم دنيا وعدنان الفيلالي للعدالة

وأكد محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أنه “انطلاقا من ماضي دنيا وعدنان الفلالي فهما أشخاص غير معروفين على المستوى الوطني، وليس لهما أي ماض سياسي أو إعلامي داخل المغرب أو خارجه، واستثمرا منصة اليوتيوب لمهاجمة الدولة المغربية ورموزها، وهما ليسا معارضين سياسيين بالشكل المتعارف عليه دوليا ولم يسبق لهما أن كانا محل اضطهاد أو تهديد أو تضييق، لذلك فشروط اللجوء السياسي لا تتوفر فيهما”.

وقدمت وسائل إعلام فرنسية تتبنى أجندة معادية للمغرب كلا من دنيا الفيلالي وزوجها على أنهما “معارضان”، إذ تم تخصيص صفحتين لهما من جريدة “ليبيراسيون” الفرنسية في محاولة للضغط على المؤسسات الرسمية لقبول منحهما لجوءا سياسيا.

ويملك الزوجان سمعة سيئة وأفكارا مع حركة “ديودوني” المعروفة بمعاداة السامية، حيث لم يقتصر الهجوم على المغرب بل شمل المكون اليهودي وكراهية الأجانب عندما أظهرا معاداتهما للسامية بشكل واضح من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.

وناشد المكتب الوطني لمكافحة الكراهية ومعاداة السامية (BNVCA) الذي مقره باريس السلطات الفرنسية والمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (OFPRA) رفض منح اللجوء السياسي للثنائي دنيا وعدنان الفيلالي بتهمة معاداة السامية واليهودية.

وفي بيان صحافي لرئيس المكتب سامي غوزلان طلبت الجمعية أن يتم اعتبار الشخصين المعنيين من أصل مغربي، وليسا لاجئين ولا عديمي الجنسية حسب الجمعية الفرنسية، مذكرة بأنهما “معجبان وصديقان لديودوني وسورال، اللذين سبق وأن دعا عدة مرات إلى التحريض على الكراهية ضد اليهود”.

وأشارت الجمعية إلى أن دنيا الفيلالي ورفيقها استقرا مؤخرا في الصين، وكانا يتاجران بالهواتف المزورة والدمى الجنسية.

ويرى مراقبون أن الثنائي يفتقر إلى شروط منح اللجوء السياسي بالأراضي الفرنسية ولا تنطبق عليه صفة اللاجئ كما نصت على ذلك اتفاقية جنيف للاجئين، بسبب العنصرية والدين والقومية -أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة- والرأي السياسي.

وفضلا عن معاداة السامية قام الثنائي باستهداف المملكة المغربية ورموزها بالخطابات التحريضية واللاذعة من خلال اختلاق قصص ووقائع وهمية، كمحاولة التقرب من المؤسسات والدول المعادية للمملكة المغربية والتي لم يعجبها التطور الذي تعرفه على كافة المستويات.

وقال محمد الطيار إن “جهر الثنائي الفيلالي بمعاداة السامية والإشادة بحزب الله وإيران ومهاجمة المغرب يجعل فرنسا أمام مسؤولية قانونية تستلزم تقديمهما للعدالة خاصة في ظل اتهامات بالنصب والاحتيال”.

دنيا وعدنان الفيلالي الذي ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي يقودون حملة ضد المؤسسات الرسمية المغربية عبر تسجيل حلقات مصورة تسوّق المملكة بشكل مسيء

وأوضح الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية أنه “من الناحية الأمنية يشكل كل من دنيا وعدنان نموذجا من النماذج التي تم توظيفها من طرف أجهزة استخبارات معادية لمهاجمة المغرب، وقد فشلت في مهمتها، لذلك فشروط الحصول على اللجوء السياسي غير حاضرة، والمفروض هو تسليمهما للسلطات المغربية كما فعلت إسبانيا مؤخرا مع المدعو فيصل بهلول المعروف بـ’بوخنونة’ لتورطه في التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي على ارتكاب أعمال إرهابية ضد المملكة ومصالحها بالخارج”.

وكشف مقطع مصوّر على شبكات التواصل الاجتماعي أن الثنائي دنيا الفيلالي وزوجها يقومان بممارسات غير قانونية منها التهرّب الضريبي والتحايل على عدد من الأشخاص الذين يطالبون بحقوقهم في اللجوء إلى القضاء أو إلى إدارة الضرائب.

وأشار المقطع إلى مسار الثنائي المشبوه حيث اعتمد التجارة الإلكترونية بمواد مستوردة من الصين تدر أرباحا كثيرة لكنها ستظهر الوجه الخفي والحقيقي لهذا الثنائي الذي اختار الاتجار بالهواتف النقالة المزيفة وأدوات ودمى جنسية مزيفة، وذلك باللجوء إلى إنشاء حسابات وهمية عبر فيسبوك للإيقاع بضحاياه.

وتجمع ضحايا عمليات الاحتيال التي قادتها دنيا الفيلالي وزوجها ضمن تنسيقية للمطالبة بحقوقهم حيث تمكنوا من تقديم شكاية، إلا أنهم اصطدموا بمشكلة سرية هوية المشرفين على الصفحات المذكورة، حيث تم التعرف عليهما وتركا خلفهما مجموعة من المشتكين الذين ينتظرون عودتهم بفارغ الصبر قصد محاكمتهما.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: