التلوث البيئي بمدينة القنيطرة و تجاهل الحكومة لنداءات المواطنين

بوشعيب البازي

منذ الثورة الصناعية والتطور التكنولوجي، يتزايد التلوث البيئي بشكل مضطرد، ما يؤثر سلباً على الكائنات الحيّة ومصادر الحياة. الأسباب معروفة وكذلك الحلول، ولكن الحكومة المغربية تماطل وتؤجل تطبيق الحلول لأنها تقلص من أرباحها.

و تصمت وزارة الطاقة و المعادن و البيئة ، و تصم آذانها الغير الصاغية ، لصيحات و مناشدات سكان مدينة القنيطرة، جراء التلوث البيئي الخطير من مخلفات المواد الكيميائية الخطيرة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية بالمنطقة الصناعية القديمة بعاصمة الغرب .

و يهدد استمرار المغرب في استخدام الفيول كمادة أولية لتشغيل محطات الكهرباء رغم وعودها بالتخلص منه تدريجيا بتوجيه ضربة لجهود تقليص استخدام المواد المضرة بالمناخ مع تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة.

هذا و قد تضرر سكان أحياء ( الساكنية ، آفكا ، الخبازات ، حي لالة مريم ، باب فاس) من الانبعاثات التي تخلفها محطة توليد الطاقة الكهربائية بالقنيطرة التي تعتمد على الفيول كمادة اولية لإنتاجها،

وتوصل معد التحقيق إلى أن المناطق المحيطة بالمحطة تشهد أعلى نسب إصابة بأمراض العيون والجهاز التنفسي الشيء الذي يؤكد عدم  إلتزام هذه الأخيرة بمعايير الحماية البيئية،و ذلك ناتج عن تضارب في المصالح بحيث أن نفس الوزارة ( الطاقة و المعادن و البيئة) من تنتج الطاقة و هي نفسها من تحاول الحفاظ على البيئة  مما يحول دون إجراء الفحوص الفنية لكمية الإنبعاثات واثبات المخالفة، إلى جانب القصور القانوني و منح تراخيص دون رقابة على المصانع .

و قد نفى وزير الطاقة و المعادن السيد عبد الرحيم الحفيظي في حوار هاتفي مع أخبارنا الجالية أي إنبعاثات من محطة توليد الطاقة الكهربائية بالقنيطرة و أكد أن ربما تكون في مرحلة التشغيل ، كما صرح أن المحطة تعمل في إطار إحترام القانون و تحترم المعايير الدولية .

لكن و حسب مصادر مطلعة، فالقنيطرة تختنق من جراء دوامة الغبار المتناثرة طيلة اليوم، التي تغطي كتل مباني الشقق الشاهقة بالغبار وغالبا ما يعزف مرضى الربو عن الخروج والبقاء كسجناء في منازلهم.

وبالنسبة لأصحاب المحلات التجارية في عاصمة الغرب، يمكن أن تبدو الحياة الأكثر تداولا كأنها معركة دائمة للتنفس. وقال أحمد، بائع الفواكه فى منطقة وسط المدينة، انه أغرق الرصيف المحيط بالماء للحفاظ على عدم تناثر الغبار، قائلاإنني لا أدخن أبدا، ولكن في بعض الأحيان يبدو الأمر كأنني مدخن من شدة الغبار“.

وما يشعر به أحمد يشعر به الآخرون أيضا فهو ليس بمفرده، حيث يعيش أكثر من 35 ألف نسمة في مساحة صغيرة نسبيا، التي تصعب المهام على القنيطرة في الحصول على هواء نقي. ومع ذلك، لم يتوقع أحد أن يكون الوضع قاتما. وارتفعت معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مما زاد من العبء على المستشفيات التي تعاني بالفعل في الدولة.

فهل ستجد صيحات القنيطريين آذان صاغية لاستخدام الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وتوربينات الرياح وتوربينات المد والجزر والطاقة الكهروضوئية والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها للتوفير في فاتورة الكهرباء والأهم توفير تلوث البيئة.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: