شنقريحة ينخرط في الهجوم الجزائري على البنك الدولي

حنان الفاتحي

دخل قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة على خط الأزمة المفتوحة بين الجزائر والبنك الدولي، في أعقاب التقرير الأخير الذي قدم جملة من الملاحظات والتوقعات حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

ولم  يشر شنقريحة بشكل صريح إلى البنك الدولي، إلا أنه تحدث عن منظمات غير حكومية في رسالته، الأمر الذي اعتبر تلميحا للمنظمة الدولية الوحيدة التي توجد في حالة تماس مع الجزائر خلال الآونة الأخيرة.

وبدا خطاب شنقريحة متسقا مع الخطاب الرسمي الجزائري الذي تكرر في الإعلام الحكومي وعلى رأسه الوكالة الرسمية، ومعها وسائل الإعلام الحكومية والخاصة – بمختلف أنواعها – التي تجندت للرد على تقرير البنك الدولي.

وأكد الجنرال سعيد شنقريحة الخميس، خلال أشغال الدورة الـ15 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية، على أن “المدرسة العليا الحربية تحمل على عاتقها مهمة شديدة الحيوية تتمثل في تنمية قدرات كبار الضباط وتطوير قدرات إدراكهم للمعطيات الاستراتيجية والاقتصادية ذات الصلة بالدفاع والأمن الوطني”.

الخطاب الرسمي في الجزائر يسعى في الآونة الأخيرة لبرمجة الرأي العام المحلي على استشعار “مخاطر وتهديدات خارجية تقف وراءها قوى إقليمية”

وشدّد على “حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالمجيد تبون، على منح الرعاية الكاملة للمنظومة التكوينية على وجه العموم والمدرسة العليا الحربية على وجه الخصوص، نظرا للمهمة الحساسة الموكلة للمدرسة التي تعد شديدة الحيوية في ظل السياقات الدولية والإقليمية الخاصة التي تشهدها المنطقة مؤخرا ومحاولات أعداء الشعوب خلق بؤر توتر في منطقتنا الإقليمية”.

وأضاف الجنرال شنقريحة “محاولات أعداء الشعوب تهدف إلى تقسيم دول المنطقة ونهب واستغلال ثرواتها الطبيعية بصورة مباشرة، أو تحت غطاء منظمات غير حكومية، وشركات متعددة الجنسيات، تستخدم الابتزاز والضغط على الدول للتدخل في شؤونها الداخلية”.

وتابع “عليكم رفع التحدي من أجل كسب رهان عالم اليوم المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها”، وهو ما يعطي الانطباع بأن هناك إجماعا قائما داخل هرم السلطة على ضرورة إنشاء حالة من اليقظة والترقب تجاه خطر خارجي وهمي، مما يسمح بتحول انشغالات الداخل أو إرجائها إلى وقت لاحق.

وإن لم يوضح شنقريحة هوية “المنظمات والشركات، وطبيعة الضغط والابتزاز” فإن الأنظار تتوجه مباشرة إلى مؤسسة البنك الدولي، والمنظمات الحقوقية بدرجة أقل، وهما الطرفان اللذان بينهما وبين الجزائر حالة من التوتر.

وفي الآونة الأخيرة يسعى الخطاب الرسمي في الجزائر لبرمجة الرأي العام المحلي على استشعار “مخاطر وتهديدات خارجية تقف وراءها قوى إقليمية”، في إشارة إلى التطبيع بين المغرب وإسرائيل وظهور بوادر تعاون شامل بينهما خاصة في المجالين الأمني

والعسكري.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: