نسخة جديدة معدلة من اتهامات الجزائر للبنك الدولي

حنان الفاتحي

ردت وكالة الأنباء الجزائرية على انتقادات وجهها رئيس الوزراء أيمن بن عبدالرحمن، وقدمت نسخة جديدة ومعدلة من الاتهامات للبنك الدولي بالكيد للجزائر وبخدمة أجندة مغربية.

ويعكس هذا الاتهام الجديد إصرار الجزائر على تحميل مسؤولية فشلها سياسيا ودبلوماسيا للمغرب بدل أن تدافع عن نفسها وعن سياساتها الاقتصادية والاجتماعية وترد على التقرير بإحصائيات رسمية بعيدا عن الاتهامات التي تستسهل إلقاءها على المغرب دون أية أدلة، وهو ما بات يثير سخرية المتابعين سواء في المغرب والجزائر أو شمال أفريقيا بشكل عام.

وجددت الوكالة الرسمية الجزائرية خوضها في مسألة تقرير البنك الدولي الصادر مؤخرا حول الوضعية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، وذلك من خلال إقحام نائب مدير البنك فريد بلحاج الذي اتهمته بالتواطؤ مع النظام المغربي لتسويق صورة مشوهة عن الوضع العام في البلاد.

ووجه تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية تهما صريحة لنائب مدير البنك الدولي بالتواطؤ مع النظام المغربي في صياغة التقرير الأخير الصادر عن البنك العالمي، وتضمينه “معلومات مغلوطة تستهدف تشويه صورة الجزائر أمام الرأي العام المحلي والخارجي”.

الاتهام الجديد يعكس إصرار الجزائر على تحميل مسؤولية فشلها سياسيا ودبلوماسيا للمغرب بدل أن تدافع عن نفسها وعن سياساتها الاقتصادية والاجتماعية

وأخذت الردود المتتالية للإعلام المحلي بالجزائر على التقرير المذكور منحى مثيرا للجدل، فبعد محاولة رئيس الوزراء التخفيف من وطأة التقرير بالتصريح أنه “تضمن مسائل إيجابية” وأنه “تعرض للتضخيم والتهويل من طرف وسائل إعلام”، في إشارة إلى موجة الانتقادات المستمرة من طرف الإعلام الحكومي في الجزائر، عادت وكالة الأنباء لإحياء الجدل.

وأوحت ردود الفعل المتباينة بأن مصادر القرار في السلطة ليست منسجمة حول ما جاء في تقرير البنك الدولي، فبدل أن تنهي تصريحات رئيس الوزراء الجدل تمت العودة إليه مع إدراج عناصر جديدة في القضية أكثر خطورة على رأسها ما وصف بـ”تواطؤ نائب المدير مع النظام المغربي”، وفق معلومات يذكر التقرير بأن الجزائر حصلت عليها من “أصدقائها الفرنسيين”.

ويبدو أن السلطة الجزائرية ماضية في توظيف التقرير لتحقيق أغراض متصلة بأزمتها المتفاقمة مع المغرب، وكشف ما تصفه بالمؤامرة المغرضة التي يشنها ضدها.

وذكرت برقية للوكالة الرسمية بأن “المعلومات التي استغلها البنك العالمي لإعداد تقريره عن الجزائر، تكون من نسج خيال ملفق يدعى فريد بلحاج نائب رئيس البنك العالمي المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي حرر هذا التقرير المغرض”.

وأفردت الوكالة الرسمية في برقيتها سيرة ذاتية لبلحاج، حيث استعرضت مختلف مراحل ومحطات مشواره المهني في الهيئة المالية العالمية، وقربه من شخصيات مغربية في القصر الملكي، كما واصلت مفرداتها الحادة تجاه ما تصفه بـ”الجهة المحرضة”، و”مملكة الشر والبؤس”.

وقالت “أسالت الافتراءات التي تضمنها هذا التقرير الكثير من الحبر، إلا أن الدليل القاطع أتى به أصدقاء فرنسيون للجزائر، إذ يكون هذا التقرير قد أنجز بتوجيه من القصر الملكي المغربي”.

السلطة الجزائرية ماضية في توظيف التقرير لتحقيق أغراض متصلة بأزمتها المتفاقمة مع المغرب، وكشف ما تصفه بالمؤامرة المغرضة التي يشنها ضدها

ولفتت إلى أن “فريد بلحاج وهو من جنسية تونسية، قد شغل منصب مدير ديوان رئيس البنك العالمي، فضلا عن كونه صديقا مقربا من العديد من الوزراء المغاربة. والتحق هذا الشخص ذو النوايا السيئة بالبنك العالمي عام 1996، بصفته مستشارا قانونيا خاصا للمغرب ومصر وإيران والجزائر وتايلاند، وما بين 2002 و2007 شغل منصب مسؤول عمليات البنك العالمي لصالح المغرب، ما يبرر الكراهية التي يكنها للجزائر”.

وتابعت “من 2007 إلى 2010 شغل منصب الممثل الخاص للبنك الدولي لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك قبل أن تتم ترقيته في سنة 2010 إلى مدير منطقة المحيط الهادئ، ليترك هذا المنصب في سنة 2012 ويتوجه إلى بيروت لإدارة نشاطات البنك العالمي في لبنان وسوريا والأردن والعراق وإيران”.

وأضافت “وخلال هذه المرحلة أشرف على أشغال البنك العالمي حول أزمة اللاجئين السوريين وعواقبها على المنطقة. وفي سنة 2018 رقي لمنصب نائب رئيس البنك العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي هذه الفترة تم تحرير العديد من التقارير المجاملة للمغرب، ومنها التقرير الأخير الذي يصنف مملكة الشر والبؤس من بين البلدان النادرة التي استفادت من الجائحة (…) ويا لها من مغالطة كبيرة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: