من وراء تجاهل المغاربة العالقين خارج الوطن و إغلاق الحدود في وجه الجالية ؟
بوشعيب البازي
يواجه أغلب المغاربة العالقين في دول العالم العديد من المشاكل المالية و المعيشية بسبب إغلاق الحدود المغربية و إلغاء جميع الرحلات ، و رغم الرحلات الاستثنائية التي قدمتها الحكومة المغربية كحل لتخفيف أزمات العالقين ، الا أن هذه الحلول أصبحت أكبر المصاعب بفرض السفر في دول غير أخرى و غلاء تذاكر الطائرة .
و مازالت الحكومة المغربية تقرر كسابقتها دون مراعات ظروف المواطنين المغاربة الذين غادرو البلاد سواء للسياحة أو للعمل ، قرارات تتخذ و حدود تغلق مباشرة دون أي مهلة تمكن من المسافرين من الرجوع الى بلدهم .
و كشفت أخبارنا الجالية معاناة مغاربة عالقين في تركيا و موريتانيا و في فرنسا و غيرها من البلدان دون أي مساعدات من القنصليات او السفارات المغربية التي تجاهلت متطلبات المغاربة العالقين ، و قد يكون هذا التجاهل ليس من الهيآت الديبلوماسية و لكن من وزارة الخارجية و ووزيرها السيد بوريطة الذي أصبح أمام فوهة المدفع بعد إلغاء وزارة الجالية .
و في نفس السياق يعاني كذلك مغاربة العالم من تجريدهم من وطنيتهم و منعهم من دخول بلدهم لزيارة عائلاتهم و مباشرة أعمالهم و استثماراتهم بأرض الوطن .فالجالية المغربية اليوم أصبحت عاجزة أمام قرارات حكومية فاشلة و أمام غياب تام لمؤسساتها التي عملت الحكومة السابقة أو الحالية على إقبارها.
و رغم تكليف السيد ناصر بوريطة بوزارة الشؤون الخارجية و التعاون الافريقي و المغاربة القاطنين بالخارج الا أن هذا الأخير يوفر كل جهده في القضية الوطنية و فتح القنصليات بالاقاليم الجنوبية متناسيا مغاربة العالم و دوره في إيجاد حلول لمشاكلهم و الدفاع عن حقوقهم .
و يرى البعض أن إلغاء و زارة الجالية يعتبر أكبر خطأ للحكومة المغربية التي لم تفكر في العواقب الوخيمة التي يمكن أن يسفر عنها هذا القرار الذي قطع الحبل السري بين المغرب و بين جاليته بالخارج .
و من شأن هذه الخطوة الغير المسبوقة من أن تضع مغاربة العالم في خانة المواطن من الدرجة الثانية و خصوصا و أنه أصبح يحس أن وطنه لا يرغب فيه و لا يحافظ على ممتلكاته و لا على أسراره و يعمل فقط على جعله آداة لضخ العملة الصعبة .
و قد رحبت فئة من مغاربة العالم بهذا القرار و غيرت وجهة سفرياتها و استثماراتها الى بلدان كإسبانيا و تركيا و غيرها من الدول التي تسعى الى جلب السياح و الاستثمارات ليس كالمغرب الذي يسعى الى إعطاء صورة مزيفة للسياسة الخارجية و جعلها مرآة لمجتمع يعيش داخليا في قرارات بعيدة كل البعد عن التي تقررها الحكومة المغربية .